ترامب يمنح سورية لاردوغان ويهين حكام بغداد .. يا للبؤس! / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 28/12/2018 م …

” سورية لك ” بهذا الاسلوب المبتذل والطريقة  الرخيصة التي يتداولها اللصوص والسراق في الحصول على الغنائم  اوردت وسائل الاعلام الامريكية  ان الرئيس الامريكي   دونالد ترامب ابلغ ذلك  ” اردوغان” في مكالمة هاتفية  مؤخرا اعقبها الاعلان عن  سحب القوات الامريكية من سورية.

 كما افادت وسائل الاعلام ايضا بان   الحالم   بالسلطنة هو من  اقنع ترامب بالانسحاب من سورية علما اننا وحتى هذه اللحظة لم نلمس ما يؤكد الانسحاب الامريكي لان كل الذي نسمعه هو انه جرى توقيع قرار الانسحاب في البيت الابيض وان السعودية  التي نفت ما زعم ترامب من انها  تتكفل  باعمار الدمار والخراب الذي احدثته حرب الارهاب الاجرامية ضد سورية بدعم امريكي وبتنسيق مع تركيا وانظمة فاسدة في المنطقة في وقت اعلن فيه ترامب خلال زيارة سرية  له للقوات الامريكية في احدى القواعد العسكرية غرب العراق ان واشنطن  عازمة على استخدام هذه القاعدة ضد سورية.

ووفق المصادر فان نحو ” 2000″ عسكري امريكي ربما اكثر من ذلك لان القيادة الامريكية لم تعط ارقاما صحيحة  كانوا  على الاراضي السورية قد يتم نشرهم على ارض عراقية ايضا في قاعدة ” الحرير” حيث يوجد  بارزاني” مما يعني ان الحديث عن انسحاب امريكي  هو مجرد مسرحية؟؟

” سورية لك”  هذه الكلمات البائسة  اذا صدقت وسائل الاعلام من انها وردت في المكالمة بين الاردوغان وترامب فانها تعكس مدى ضحالة تفكير سيد البيت الابيض مثلما تعكس مدى عدم استيعاب حاكم انقرة الدرس البليغ من   وأد تامره على سورية  بعد سنوات من فشل ” حلم الصلاة” في الجامع الاموي في دمشق.

 لاغرابة من تصرفات وسلوك ترامب فقد وجه اهانة للعراقيين بزيارة قاعدة عسكرية في الانبار التقى خلالها بجنوده هناك وصرح علنا من انه لن يسحب قواته من العراق ” اطلاقا” ملمحا الى ان  وجودها مرتبط  بالوضع في سورية .

اي ان القوات الامريكية الموجودة في ” قاعدة الاسد” كما يسمونها وربما في قواعد اخرى منها ” قاعدة  المطي ” الحمار” ” او قاعدة  ” الثور” بامكانها ان تعتدي على سورية في اية لحظة مما يجعل ” مسرحية الانسحاب من سورية مجرد ” فيلم كاوبوي” بل اكذوبة تضاف الى اكاذيب هذا الرئيس المتهور كما نسف ترامب في  تصرفه هذا ادعاءات حكام العراق من انهم لن  يسمحوا بعد الان ان يكون العراق ممرا للاعتداء على دول الجوار.

ردود فعل عديدة صدرت عن مجموعات مسلحة عراقية تنضوى تحت لواء الحشد الشعبي ولسنا هنا بصدد مناقشتها  او ايرادها او التحدث عنها سلبا او ايجابا  فهاك مثل عراقي يقول ” ابو كريوة ايبين بالعبر”.

 ننتظر لنرى كيف سيكون الرد على اهانة وجهها للعراقيين  شخص مثل ترامب يفتقد لابسط  مفاهيم التعامل السوي  مع الاخرين ولايجيد سوى  الاستخفاف”  بالاخر حتى مع حلفائه خروجا على ابسط  القيم الاخلاقية والدبلوماسية وحتى الانسانية  في التعامل.

لغة واحدة فقط يفهمها ترامب ومن هم على شاكلته” هي لغة” الحذاء” التي اجاد استخدامها صحفي عراقي هو منتظر الزيدي عندما قدم  بوش الابن خلسة للعراق بعد ان غزته قواته واحتلته عام 2003.  هذه اللغة الوحيدة المناسبة للرد على المستهترين.

ترامب يهدى سورية الى اردوغان وهو يعلم جيدا اذا كان قد قرا التاريخ واذا لم يقراه عليه الاستعانة بحلفائه الفرنسيين  الذين شاركوه الجرائم في سورية ان احفاد سلطان  الاطرش ويوسف العظمة هم الذين افشلوا مشاريعك التخريبية بالمنطقة واذا سمعت بجبل العرب العصي على المستعمرين       سواء كانوا فرنسيين او انكليز   فان كل سورية من الشمال الى الجنوب هي  اليوم ” جبل العرب”.

اما الاستهانة بالعراق  فان هناك من سيرد لكم الاهانة  ياسادة البيت الابيض  لان بلاد  الرافدين لم تخل من الرجال اما الضعف والهوان الذي اردتموه للعراق بعد الغزو والاحتلال  فلن   يدوم  طويلا  انها كبوة  حصان اصيل لابد وان ينهض وسوف تكنسون عن ارض العراق لامحالة و ياتي ذلك اليوم الذي لم نعد نسمع فيه عن  ” عبن اسد او  عين” بغل ” على ارض العراق هكذا عودنا التاريخ في التعامل  وكيف سيكون مصير ارذال الخلق من الذين يستخفون بالاخرين.