الأردن … حراك برجوازي وزعامات انتهازية! / د. وليد خالد ابو دلبوح

د. وليد خالد ابو دلبوح ( الأردن ) السبت 29/12/2018 م …



لا أعرف كيف يكون لسارق ما أن يحارب الفساد ويتحدث في الأمانة … أو لمتطرف ما أن يحارب الارهاب ويتشدق في قيم الرحمة … أو لكاذب ما أن يفتي في الايمان ويخطب في فضائل الصدق؟!!
ولكن للأسف هذا ما كان عليه المسرح الوطني عندنا بالفعل قبل أيام معدودة بعنوان مسرحية هزلية اخرى تستعرض البطولات الانتهازية على انقاض ما يحدث في الوطن من شدائد ومحن, تستثمر التوقيت المناسب لمنافع فردية وزعامات وهمية فقط لا غير والوطن ينزف قهرا ولتدعي أن تجمعهم هذا يأتي حبا للوطن ولعيون الوطن!! وكأن يرعاكم الله هذه الوقفة جاءت بناء على طلب وهتافات حناجر الالاف والملايين من عامة الناس يستجدوكم “كزعامات وطنية مرضي عنها”,. أو كأن الوطن ذهب اليهم فردا فردا يتوسل اليهم لانقاذه والوقوف الى جانبه!! فلا أجد من أي باب وطني أو شعبي طرقوه, سوى أبواب الانتهازية والأنانية والاسنعراضية أو المنفعة الشخصية ليس أكثر.
ولا أعلم ان كانوا يعلمون, ان أحد الاسباب الرئيسية للاوضاع المتردية اليوم يعود الى صنع أياديهم ومما أقرفته سياساتهم في الوطن والمواطن!! فالعجب العجاب أن نرى من حاول تدمير الوطن يبكي عليه الوطن, لا وبل يريد انقاذه!! فأي مسرحية هزلية مؤلمه تمر فيها يا وطني!!
ولا نعرف ان كانوا يعرفون, أن جلهم مستائين لعدم البعض قبولة في مجلس الاعيان واخر لم يحظى بفرصة اخرى في الوزارة واخر لم يستطع توريث ابنه ما حظي به ومن هنا يبدو جاء “حب الوطن” يدب في دمائهم فجأه ومن غير سابق انذار!!
ولا أعرف كيف لهذة الزمرة أن تتجرأ في المنافسة في “حب الوطن” – باستثناء قلة منهم لا نعرف كيف ارتضوا لانفسهم الخوض مع الخائضين – وهم من ابتزوا الوطن ومقدراته في كل موقع استلموه, وجميعهم يعلم حصة الاخر وفي أي قطاع استباحه من صفقات تلو السرقات من جيب المواطن ومقدرات الوطن. فما تقاعد معظمهم والا ومعه اضعافا مضاعفه من مخصصات رواتبهم ولاجيال وعقود قادمة والوطن اليوم اليوم يدفع بالغالي والنفيس لسدد خطايا ما اقترفوه بالأمس!!
ربما أفضل شيء يمكن أن يقدموه للوطن هو اعادة ما سلبوه ونهبوه وهم في موقع مسؤولياتهم يوما ما, أو على الأقل الاعتذار للناس والوطن عما بدر منهم ويخلف عليهم!
الخاتمة: رسالة الى جلالة الملك
سيدي صاحب الجلالة, ان المنبر الحقيقي اليوم هو منير الشباب الصادق النقي المحب, فلا يزال الشباب يتحدث لليوم كيف احتضنتهم وما دار بينكم وبينهم في اروقة كلية الامير الحسين للدراسات الدولية في الجامعة الاردنية من ود وتواضع وفخر واعتزاز, أن شبابنا العامل الصاعد يا سيدي وشبابنا المثقف القادم, واعي وناضج, ويعلم كل صغيرة وكبيرة, فلا يريد الوصاية من أحد ولا يريد أحدا أن يزاود عليه في قيم الولاء والانتماء, وهو أهل المرحلة ان استثمر فيه, شباب ينتظر أن يقدم للوطن ولا ينتظر أن يسدد له الوطن أي شيء, يعي جيدا أن هناك طبفات تجذرت عبر الأزمان تعيقه ولا تريد منه والمثقفين أن بقدموا لكم وللوطن الا من خلالهم أو عن طريقهم, فرسموا حاجزا وهميا مخيفا هو ليس موجود بالأصل, حتى يبقوا في مناصبهم ويبقوا على مكتسبانهم. أنهم يا سيدي غير مرحب بهم من جل طبقات المجتمع, وأنهم خذلوا الوطن والمواطن في أكثر من مناسبة. صحيح ان الحكزمة ياسيدي اليوم تمشي في بطئء ولكنها في الاتجاة الصحيح, فوامها مزيدا نت الارادة والصير, ونحن وجميع فئات الشعب نشد على يديك وندعوا لكم وللوطن بأن يحفظكم الله من كل مكروة وبيعد عنكم كل من يحاول ان يمس هذه اللحمة بيننا, وفقكم الله وأطال في عمركم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.