الاردن كساحة للصراع .. اسقاط الرزاز مصلحة وطنية عليا / منصور المعلا
تعيش المنطقة فراغا استراتيجيا مع اعادة التموضع الاميركي تحت عنوان امريكا ليست شرطي العالم والتحلل من اعباء العالم مع تنامي المخاوف الأستراتيجية من صعود الصين كطرف دولي يزاحم الولايات المتحدة على قيادة العالم و يفتح الافق لأفول نظام القطب الواحد.
هذا الفراغ يخلق صراعا اقليميا بين الاعبين الكبار في المنطقة مصر والسعودية وتركيا وايران وهم عمليا المؤهلين لأن يكونوا اطرافا اقليمية وازنة تحظى باعتراف الاطراف الدولية ، وعليه تعيش المنطقة على وقع هذا الصراع وتداعياته.
الدولة الاردنية غير مؤهلة ان تكون طرفا وبالتالي هي مؤهلة لان تكون ساحة من ساحات الصراع على النفوذ .
الاردن الامارة كان في ظل الانتداب البريطاني دولة في اطار التكون حيث خضعت البلاد طوال فترتي الحرب العالمية الاولى والثانية لاستراتيجية بريطانيا العظمى، ومن ثم انتقل الاردن الى الفلك الاميركي وبقيت البلاد طوال العقود الماضية تحظى بالاستقرار نتيجة لهذا التحالف الوثيق مع هذا الطرف الدولي وتعمق هذا التحالف خصوصا ما بعد سقوط جدار برلين ومن ثم توقيع الاردن لاتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية.
كانت عمان في ظل النفوذ السعودي المصري والاسرائيلي تمتلك مروحة واسعة من الخيارات والتي وفرت لعمان الدعم الاميركي المباشر والدعم الاميركي غير المباشر عبر المنح والمساعدات الخليجية على التحديد.
بدء الدور الدور الاردني يتسع مع مجيء الملك عبد الله الثاني للحكم في ظل جملة من المعطيات منها مواجهة الارهاب، وكان الاردن طوال الفترة منذ عام 2000 وحتى عام 2010 خصوصا مع شيخوخة القادة الخليجيين وشيخوخة الرئيس المصري مبارك.
لعبت الازمة السورية دورا في تمكين الاردن من امتلاك بعض الاوراق خصوصا ادارة الازمة في الجنوب السوري واستجلاب اللاجئين.
بدء الاردن يخسر اوراقه مع مبادرة السعودية الى قطع الطريق على الاسلام السياسي ومجيء السيسي اضافة الى صعود محمد بن سلمان ومحمد بن زايد والذي اعتلوا المنصة الدولية دافعين الاردن الى خارج خشبة المسرح العربي والاقليمي، حيث كانت قمة البحر الميت عنوان لموت الدور الاردني الطارئ حيث كان الاعلام الرسمي يروج مقولة ان العرب سيمنحون الملك تفويض للحديث باسمهم لدى الادارة الامريكية بينما كان الاردن يستقبل الملك سلمان استقبالا اسطوريا كان نجلة محمد بن سلمان يناقش تلك الملفات مع الادارة الامريكية ويحشد لقمة في الرياض تضع السعودية مرة اخرى في صدارة الاقليم والعرب بعد ازمة العلاقة العابرة مع ادارة باراك اوباما .
في المقابل كان الرئيس الاميركي ينفذ سياسة انسحابيه من العالم والاقليم بهدف اعادة التموضع من اتفاقية المناخ واتفاقيات منظمة التجارة العالمية والاتفاق النووي مع ايران واخيرا الانسحاب من سوريا.
اذا كانت الولايات المتحدة تعيد تموضعها في المنطقة بالتالي هي تتخلى عن حلفاءها او ما يسمى (الركاب المجانيين) ويعلن الرئيس الاميركي ان من يريد الحماية عليه ان يدفع بل ذهب الى القول ان اسرائيل يمكنها حماية نفسها بالتالي ستكون المنطقة في قادم الايام امام صراع اقليمي بين حلفاء الامريكان الذي لا يمتلكون اي رؤيا خارج الفلك الاميركي وبين اطراف اقليمية تسعى الى انتزاع اعتراف دولي واقليمي بها كعنوان للاقليم .
عمر الرزاز يسعى الى وضع الاردن في الفلك التركي القطري في الوقت الذي لم تعد السعودية حليف يمكن الركون اليه، وهي خطوة بكل تاكيد لا تحظى باي هامش كون العرب (مصر والسعودية ) يسعون عبر دمشق الى تدشين مسار عربي لدفع ايران وتركيا خارج المنطقة .
الرزاز اليوم وفريقه الوزاري يغامرون بالبلاد عبر تبني الخيار التركي وضرب مصالح البلاد الحيوية عبر اغلاق البوابة السورية بكل عناد وصلف، وعليه يكون على مؤسسات الدولة اليوم الدور في الاطاحة بحكومة الرزاز وهو السيناريو الاقرب بعد اقرار قانون الموازنة اي في حدود الشهر من الان وهو وقت طويل جدا خصوصا في ظل التسارع المحموم بالاحداث .
التعليقات مغلقة.