الطريق المناسب لانهاء الانقسام الفلسطيني / سلامة العكور
سلامة العكور ( الأردن ) الإثنين 31/12/2018 م …
ما تشهده فلسطين المحتلة سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية وأراضي الـ”48″من تطورات عاصفة تتميز بتصعيد النضال الوطني الفلسطيني مقابل تصعيد عمليات الإرهاب والتوحش العنصري الإسرائيلي، إنما ينذر بمواجهات واسعة وضارية بين الإحتلال وأبناء الشعب الفلسطيني الذين يلوحون بانتفاضة ثالثة قد تفضي إلى عصيان مدني شامل أو تفضي إلى اعتماد المقاومة الوطنية الاشعبية أو المسلحة كخيار لا بد منه لانتزاع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ..
وقد تميزت أشكال النضال الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة من عمر القضية الفلسطينية بأعمال الدهس بالمركبات والطعن بالسكاكين وبالهجمات المسلحة على قوات الإحتلال وعلى قطعان المستوطنين في أماكن تجمعاتهم ..ثم بمواجهات شجاعة ضد قوات الاحتلال التي تداهم المدن والقرى الفلسطينية بما في ذلك مدينة رام الله حيث يقيم الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية ..وهذا المنعطف الجديد في مسار النضال الوطني الفلسطيني إنما فرضته سلسلة من التحولات الكبرى وأهمها وصول المفاوضات السياسية إلى طريق مسدود ، ونقل السفارة الامريكية إلى القدس الشرقية باعتبارها عاصمة لإسرائيل ..هذا من جهة ومن جهة أخرى ما تعانيه حكومة نتن ياهو والمجتمع الاسرائيلي برمته من مأزق صعب في مواجهة المقاومة في غزة وفي لبنان وفي مواجهة مسيرات العودة الباسلة ..ثم شل عمليات الإعتداء الاسرائيلي على سورية بعد حصولها على صواريخ س300..
وقد كان لانتصار فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على العدوان الاسرائيلي الهمجي الشهر الماضي أثره البالغ وتداعياته الخطيرة على حكومة نتن ياهو ..لكن والحق يقال فإن الانقسام الفلسطيني جراء النزاع بين حركتي فتح وحماس قد فعل فعله في إضعاف المقاومة الوطنية وفي إطفاء ألق ووهج القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية عند جميع الاقطار العربية ..لا سيما وأن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال قد شل إلى حد كبير فعاليات المقاومة بجميع أشكالها ..أما الأن وقد أعلن الرئيسالامريكي دونالد ترامب إصراره على تنفيذ صفقة القرن بالمفاوضات مع أطراف عربية وفلسطينية أو بدونها ، فقد أضحى من الضرورة الوطنية القصوى العمل على إنهاء الانقسام في الصف الفلسطيني ..ولا يغرن أحدا تصريحات وأحاديث وخطابات قادة فتح وحماس حول استعدادهم لانهاءهذا الانقسام المدمر ..
والأنكى أن كلا من قادة الحركتين يتغنون بانجازات وتضحيات وبطولات حركتهم “أناابن فتح ما هتفت لغيرها”ويكيلون الاتهامات المسيئة للحركة الأخرى ..بل وينكرون إنجازاتها ودورها في النضال الوطني الفلسطيني ..ثم أن لكل من الحركتين شروطها التعجيزية لإنهاء الانقسام والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية ..ما يعني أن قادة الحركتين الحركتين قد استم رأوا الإمتيازات التي يتمتعون بها وليس عندهم الإستعداد الكافي للتخلي عنها لصالح القضية الوطنية ..ثم ماذا يعني إعلان الرئيس عباس حل المجلس التشريعي أليس في ذلك تكريس للإنقسام ؟..
إن خياري فتح وحماس متعارضان ومتناقضان ..فحركة فتح متمسكة باستمرار التفاوض مع العدو الاسرائيلي ومتمسكة باتفاقات أوسلو التي ماتت وشبعت مواتا ..وحركة حماس تجاهر بتمسكها بالمقاومة المسلحة ..من هنا فإن الطريق المناسب لإنهاء الإنقسام يتجسد باللجوء إلى صناديق الإقتراع في انتخابات نزيهة وشفافة ومؤمنة بالوحدة الوطنية ..وذلك لاختيار أعضاء المجلسين الوطني والمركزي ،ولاختيار أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ..والقيادة التي تفوز في الانتخابات هي التي تكون مخولة لوضع البرنامج النضالي للشعب الفلسطيني ..وليس ثمة شك في ان الشعب الفلسطيني قد اختار المقاومة بمختلف أشكالها المسلحة والشعبية منذ البداية ..ولا يغيب عن الذهن أن لكل مرحلة من عمر النضال الوطني الفلسطيني شكلا من أشكال المقاومة ..وحسب ظروف ومعطيات هذه المرحلة ..
التعليقات مغلقة.