شهر العسل المصريّ – الإسرائيليّ : تل أبيب ستُقيم مصنعًا بالقاهرة لاستيعاب 5 آلاف عامل

 

الأردن العربي – من زهير أندراوس ( الأحد ) 12/7/2015 م …

*اسرائيل تُؤكّد استعداداها لتغيير بنود باتفاقية الكويز لدعم اقتصاد بلاد الكنانة…

يبدو واضحًا وجليًّا أنّ الدولة العبريّة تقوم بتطبيق المثل القائل إنّه مع الأكل تزداد الشهية في علاقاتها مع مصر بقيادة الرئيس المُشير عبد الفتّاح السيسي، فإضافة إلى التعاون الأمني القائم بين إسرائيل ومصر في شبه جزيرة سيناء، وخاصة لصد العدو المشترك المتمثل بالحركات الموالية لتنظيم الدولة هناك، ناقش مندوبو الدولتين مؤخرًا سبل دفع التعاون الاقتصادي قدمًا.

وفي خطوة ملحوظة، تنوي إسرائيل قريبا إقامة مصنع في مصر بإمكانه استيعاب 5000 عامل مصر، كما أفاد اليوم موقع (المصدر) الإخباريّ-الإسرائيليّ. وأضاف الموقع قائلاً، نقلاً عن محافل سياسيّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، أضاف قائلاً إنّ هذا القرار جاء في أعقاب لقاء خاص، عُقد هذا الأسبوع، بين نائب وزير تطوير النقب والجليل، أيوب قرا، من حزب (ليكود) الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، والقنصل المصريّ في إسرائيل، مصطفى جميل، حيث ناقش الاثنان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. وكشف قرا النقاب عن أنّ دعم استقرار النظام المصري هو من أولويات إسرائيل، كاشفًا النقاب عن أنّ الدولة العبريّة تنوي إقامة مصنع في مصر يوفر 5000 مكان عمل للمصرين.

ووصف قرا القرار الإسرائيليّ بأنه بشرى لمصر التي تمر بفترة أمنية صعبة، على حدّ تعبيره. وتابع الموقع الإسرائيليّ قائلاً، استنادًا إلى المصادر عينها، إنّ الدولة العبريّة تدرس إسرائيل كذلك، في إطار دعم الاقتصاد المصريّ، الموافقة على طلب مصري بإجراء تعديلات على “اتفاقية الكويز″ المبرمة بين البلدين منذ عام 2004، والتي تمنح المنتجات المصرية بالدخول إلى الأسواق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة شرط أن المكون الإسرائيلي في هذه المنتجات 11 بالمائة، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة في تل أبيب.

وتابع نائب الوزير الإسرائيليّ قائلاً إنّ دعم النظام المصريّ هو مصلحة إسرائيليّة، حتى لو مقابل تقوية العلاقات بين مصر وحماس، حسبما أكّد. وكانت قد وقعت مصر وإسرائيل والولايات المتحدة عام 2004، اتفاق المناطق الحرة المؤهلة  Qualifying Industrial Zones، لفتح السوق الأمريكي الذي يستوعب أكثر من ثلث حجم الاستهلاك العالمي أمام الصادرات المصرية دون التقيد بنظام الحصص، بشرط مراعاة هذه المنتجات لقواعد المنشأ واستخدام النسبة المتفق عليها من المدخولات الإسرائيلية. وعند توقيع الاتفاق عام 2004، كانت نسبة المكون الإسرائيلي في المنتجات 11.7%، إلا أن في عام 2007، تم تعديل الاتفاق لخفض نسبة المكون الإسرائيلي إلى 10.5%. وواجه اتفاق “الكويز″ اعتراضات حادة خلال عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، إذ تصاعدت الدعوات لإلغائه باعتباره لم يحقق الأهداف المرجوة منه، إلا أن وزير الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور، أكّد أنّ الاتفاق يضمن لمصر تصدير منتجاتها للولايات المتحدة بقيمة مليار دولار سنويًا، مشيرًا إلى أنّ أّي تأثير سلبي على هذه الاتفاقية سيضر بالصادرات والعمالة المصرية، على حدّ تعبيره. من ناحيته وصف رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة الاتفاق بأنه كان ثورة في حينه، لافتا إلى أنّه لولا وجود هذا الاتفاق لما بلغت صادرات مصر إلى الولايات المتحدة هذا الرقم، مؤكّدًا في الوقت ذاته أن هذا المعدل مازال متواضعًا. وبحسب بيانات وزارة الصناعة والتجارة، فقد بلغ إجمالي قيمة الصادرات المصرية المصدرة للسوق الأمريكية في إطار اتفاقية “الكويز″ خلال عام 2011، حوالي 932 مليون دولار مقابل 858.3 مليون دولار خلال عام 2010، وتضمنت الصادرات قطاعين هما: صادرات المنتجات النسيجية والملابس الجاهزة بقيمة 921.1 مليون دولار، والمنتجات الغذائية بقيمة 7.5 مليون دولار، فيما قام بالتصدير 320 شركة مصرية. وحذّر المعارضون لإلغاء الاتفاق، من أنْ يؤدي ذلك إلى إغلاق عشرات المصانع العاملة في مجال التصدير فقط، والتي يعمل بها نحو 70 ألف عامل، ربما يضيفون رقما جديدا إلى معدلات البطالة التي تجاوز 13% حاليا.

وطالب مصنعون بتوسيع اتفاقية “الكويز″، ليشمل مناطق صناعية جديدة، وتخفيض نسبة المكون الإسرائيلي إلى 8%، بدلا من 10.5%، أسوة بالاتفاقية “الكويز″ المعمول بها في الأردن. وتتضمن خطة وزارة الصناعة، توسيع نطاق المناطق المستفيدة من اتفاقية “الكويز″، بالإضافة إلى خفض نسبة المكون الإسرائيلي، ولكن التعديل يتطلب موافقة الدولتين المشتركتين في الاتفاقية الثلاثية، الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن أن الوقت حاليا غير مناسب للتفاوض معهما، حسبما أعلن وزير الصناعة والتجارة الخارجية منير فخرى عبد النور، في وقت سابق.

يُشار إلى أنّ البروفيسور يورام ميطال، الباحث في جامعة بن غوريون في بئر السبع ورئيس مركز حاييم هرتسوغ لدراسات الشرق الأوسط، قال خلال مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ: إنّ العلاقات المصريّة الإسرائيليّة تشهد شهر عسل ليس له مثيل وهناك تقاطع وثيق بين الجانبين في المصالح، على حدّ تعبيره.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.