كلّما اتسعت الخيمة ضاق الوطن / محمد راكان خريسات




محمد راكان خريسات ( الأربعاء ) 2/1/2019 م …

لأنك عسكري و لأنك موظف حكومة ولأنك تعمل بعقود سنوية ولأن زوجتك حامل وتعاني من ركلات فارسها المجنون في بطنها ولأنك صديقي ولا أريدك أن تسلك طريقي ولأني أحبك ولأن الله جعلني من الذين لا يستطيعون النوم دون هم لا تقرّأ…….
“و أي همٍ شطر قلبي إنه الوطن”

غالباً ما يكون حديث سائق التكسي عن هموم الوطن أصدق من لسان “الحكومة و النواب” بل وادرى وأعلم بهم الشارع، “شريفه بن عيسى” كيف حالك يا عم فقال لي مذ أتبعنا النساء نكسنا رؤوسنا و اخرسنا أفواهنا فقلت له و عن أي النساء تتحدث فصرخ بوجهي وقال كيف لا تعرفني انا الأول في زماني سيد كل الفرسانِ وقلمي هو رباني ولكن لا تخبرها أنني ذكرت لك عن هويتي كي لا تغضب مني…
تباً لذلك السؤال كم هو غبي لأنني نسيت انك اذا  اعتمدت على النساء في السياسة يتبعك الرجال “هتلر”
وصلت رحلتي إلى نهايتها وأنا أفكر ماذا تريد هذه المرأة منه ولما تعامله بهذه الطريقة ألم تعلم بعد إنه رب العائلة وأبا لأولادها ومعيلا لها و لفساتينها وعائلتها و أخواتها وكلما فكرت أكثر كلما فهمت أكثر وكلما فهمت أكثر كلما تردد بمسمعي قولاً لا يذكر إنهم يخشون من عقلك أن تفهم ولا يخشون من جسدك مهما بلغت من قوة “علي شريعتي”  وعليه اختلست النظر إلى الشارع وانبهرت بوجود ذلك النائب الذي كان عين الملك وكان سفيراً و كان وزيراً وكان وكان فقلت له على رسلك إني اهذي بإسمك قل لي لما تتحكم هي بشعبنا فجعل زحل تسلم على المشتري حتى كفرت بهبل وقلت له مظهراً له غضبي و تكهمي لما كلما سألت سياسياً سؤال يجيبني بأسلوب يجعلني لا أفهم سؤالي” ارسطو” تباً لك سنجعل من أبنائنا علماء و فلاسفه كي لا يصعد أمثالك ليتكلم باسمنا وبعد حين سخرت من نفسي لانه كان معلما حتى أدركت أن دول القمع الفكري تكون فيها أرخص الأجور هي للمعلم “محمود العراقي” فلطمت و نحت وجلت وقررت كما الأسود ان احاول توعية عشيرة عائلة التكسي المحكومون من قبل التكسي المستأجر بأن من حقهم ان يركبون ذاك التكسي لا و بل من حقهم ان يتقاسموا أرباح ذاك التكسي وأنتم معتمدون على ذاك السمسار الذي يطلق على نفسه نائب بان يجلب لكم حقوقكم ولكن كانت محاولاتي مستحيله لان محاولة اقناع شعب تعود على العبودية بان يغدو حراً صعباً بنفس مقدار صعوبة استعباد شعب حر “نيكولو ميكافيلي” فذهب بسرعة كبيرة إلى معلم قدير ومحترم فسالته لما لم تصبح سياسياً بدلا من ذاك السمسار فقال لاني نزيه “سقراط” حتى أدرك الموت زميل السمسار الذي طالما غرتني لحيته الموقرة فحفرو على شاهد الزعيم السياسي الرجل الصادق…. فتعجبت كيف يدفن إثنان بنفس القبر “ونستون تشرشل” فبكيت  ودعوت ربّي بأن يصل الدين إلى رجال السياسة ولا يصل رجال الدين الى السياسة”محمد متولي الشعراوي” واخرجت دفتر ملاحظاتي كي ادون لابنائي ما سأعلمهم إياه :
١-لا يمكن ان تغتني عن طريق السياسه إلا اذا كنت فاسدا “هاري ترومان”
٢-هذه البلد لو أقيم فيها العدل لامتلأت السجون و خوت القصور “نجيب محفوظ”
٣-المحتل اليوم لا يحتاج لينتدبنا كي يحكمنا فهو يحكمنا عن طريق حكوماتنا “احلام مستغانمي”
٤-الأمل في الإصلاح السياسي لا يفنى إلا بموتنا فهذه البلد لها رجالها….

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.