الصمت التركي….هل ستتخلى تركيا عن أطماعها في شرق الفرات، أم ستُباغت قسد فجأة؟! / حسين سليمان سليمان




حسين سليمان سليمان ( سورية ) الخميس 3/1/2019 م …

هل ماتزال تركيا مصممة لدخول منبج؟ وإن دخلت منبج هل ستكتفي بالشريط الحدودي؟ أم إنها تطمع بكامل شرق الفرات وتلعب بورقة اللاجئين؟ أم ستتفق مع قوات قسد العربية لطرد حزب العمال ودعم العرب الموجودين فيها ؟

فيما يخص منبج، ومنذ اللحظات الأولى التي أعلن عنها الجيش العربي السوري دخوله لمنبج، سارع المسؤولين الأتراك إلى نفي الخبر، وكان في مقدمتهم الرئيس التركي، حيث قال بأن سورية تمارس حرب نفسية، وذلك خوفا من تحطيم الحلم التركي في القضاء على الأكراد، حيث إقامة كيان كردي على الحدود التركية سيؤثر بشكل كبير على الأمن القومي التركي حسب مزاعم أردوغان.

لكن الحكومة السورية أيضا لا تريد سورية إلا موحدة، كما كانت عليها من قبل الأزمة، فالسوريون والأتراك يلتقون في نقطة واحدة وهي عدم تقسيم سورية.

تركيا تهدف لدخول منبج وبأقل الخسائر، فهي لا تريد أن تتعدى الموافقة  والضوء الأخضر الروسي، خوفا من الفخ الذي رسمته أمريكا من أجل تفريق التضامن الروسي التركي، وذلك بانسحاب أمريكا المفاجئ من سورية، ولكن تركيا كانت حذرة لهذا الأمر وقام كل من وزيري الخارجية والدفاع التركيين لزيارة موسكو للقاء نظيريهما الروسيين، حيث تم الاتفاق على تنسيق العمليات المشتركة ضد الارهاب.

حيث توجد اتفاقية بين دمشق وأنقرة تسمح بدخول القوات التركية لعدة كيلومترات، داخل الأراضي السورية على الشريط الحدودي، وذلك في حال تعرض أمنها القومي للخطر.

لكن في حال اتفاق الأكراد مع الدول السورية وتسلم الأخيرة للمدن والبلدات الحدودية وبسط سيطرتها عليها، فإن التدخل التركي سيكون غير شرعي لعدم وجود أي تهديد لأمنها القومي، وهذا ما تسعى إليه الحكومة السورية لاستعادة باقي المدن السورية التي تقع تحت سيطرة قسد، وإعادة فتح المؤسسات الحكومية فيها، وبالتالي عدم إعطاء أي حجة للتدخل التركي المزعوم في سورية.

ولكن الأطماع التركية في السيطرة على شرق الفرات تتعدى الحفاظ علة أمنها القومي، فهي ترغب بهذه المنطقة الغنية نفطيا وزراعيا، حيث تحتوي على أغلب النفط السوري كما في رميلان و الشدادي وحقل العمر وغيره من المواقع النفطية، وكذلك تطمع بسهول الجزيرة الممتدة بين الفرات ودجلة، وتعتبر من أخصب الأراضي الزراعية وأكثرها منتجة للقطن والحبوب.

أما بالنسبة لورقة اللاجئين التي تلعب بها تركيا منذ سنوات، فهي تحاول إقناع دول العالم بتخفيف عبء اللاجئين عنهم من خلال السيطرة على شرق الفرات وإعادتهم للاستقرار فيها، ولكن الحكومة السورية ومنذ سنوات تدعو اللاجئين للعودة إلى قراهم ومدنهم، وأصدرت الحكومة السورية عدة قرارات من أجل تسهيل عودة اللاجئين وبالأخص فيما يخص خدمة العلم.

لكن يوجد الاحتمال الأقل توقعا وهو اتفاق الأتراك مع القوات العربية الموجودة ضمن قوات قسد، والعمل معا لطرد عناصر حزب العمال الكردستاني، حيث تحدثت عدة تقارير صحفية عن نية تركيا وأمريكا تسليم ريف ديرالزور الشرقي لقوات أحمد الجربا، التي قاتلت إلى جانب قوات وحدات الحماية الكردية في الرقة ضد الدواعش، ولكن هذا الاحتمال ضعيف لكون معظم العشائر العربية تميل لدخول الجيش العربي السوري إلى شرق الفرات، وإعادة الوضع إلى طبيعته.

 وفي ختام مقالتي أؤكد لكم بأن جميع المخططات التركية ستفشل في سورية، كما فشلت من قبلها المخططات الأمريكية وها هي تجر أذيال الهزيمة منسحبة من سورية، فشرق الفرات ذات الأغلبية العشائرية العربية والكردية، تفضل وجود الجيش العربي السوري، لأنه الضامن الوحيد لأمن واستقرار المنطقة.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.