فنزويلا ذات سيادة وإستقلال حقيقي
أحمــــد إبراهيـــم القيسي ( الأردن ) الإثنين 13/7/2015 م …
بمناسبة مرور 204 أعوام على إستقلال فنزويلا من الإستعمار الإسباني البغيض آنذاك والذي إستعمرها مئات السنين, بإستعمار جائر ظالم مستبد معروف لدى كل الشعوب العالمية, وهذه هي دول الإمبريالية الغربية وهذا هو تاريخها الملطخ بدماء الشعوب البريئة وبالإستعمار والظلم والإضطهاد في كل مكان من العالم, تلك الدولة التي إستقلت عام 1811م, وتعاقب عليها عدة قيادات وحكومات لم تحقق الإستقلال الحقيقي لفنزويلا, وبهذه المناسبة نتذكر الرئيس الراحل (هوغو تشافيز) والذي منذ أن فاز في الإنتخابات الرئاسية عام 1998م, قاد فنزويلا ومنذ فوزه إلى السيادة والإستقلال الحقيقي وبدأ بخوض معركة حقيقية ضد القوى الإمبريالية في أمريكا الشمالية والدول الغربية الأخرى, والتي كانت تنهب خيرات فنزويلا وتسيطر على إقتصادها المتنوع وذو المنافع المتعددة للشعب الفنزويلي بشكل خاص ولأمريكا الجنوبية اللاتينية بشكل عام, ومنذ أن إستلم القائد الراحل سدة الحكم في فنزويلا أعلن أمام الشعب الفنزويلي والشعوب اللاتينية الأخرى بأن فنزويلا الآن إستقلت إستقلالا حقيقيا وأن لها سيادة يجب أن تحترم, ومنذ تلك اللحظة الأسطورية والغرب يحارب ذلك الرئيس وأفكاره ومنهاجه ويحاول الإطاحة به بعدة مؤامرات وتدخلات في الشؤون الداخلية لفنزويلا هذا غير الإنقلابات الفاشلة والتي كانت بتحريض من أمريكا الإمبريالية المجرمة وأعوانها في أوروبا, وأيضا عملائها وأياديها في الداخل الفنزويلي, لكن الشعب الفنزويلي المحب لقيادته الثورية البطلة كان يفشل كل المخططات والإنقلابات الإمبرايالية ويتمسك برئيسه أكثر, لأنه كان يعلم كل العلم بأن هذا الرئيس هو من حقق له السيادة والإستقلال والحرية والعنفوان والكرامة التي يعيشها الشعب الفنزويلي المقاوم, وبقي الرئيس رحمه الله متمسكا بمبادئه وثوابته إلى آخر لحظة في حياته, وبقي الشعب الفنزويلي والشعوب اللاتينية متمسكين بمبادئة إلى يومنا الحالي, وأيضا بقيت ذكراه في قلوب كل محبيه وبالذات الشعوب العربية والإسلامية والتي كان يقف مع قضاياها قلبا وقالبا دون نفاق أو شقاق وبالذات قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة حيث أنه كان يدافع عن القضية وكانه عربي فلسطيني, وهذه هي صفات الثوار الحقيقيون والذين يدافعون عن المظلومين في كل مكان من العالم, فرحمة الله على تشافيز إسطورة المقاومة في القارة اللاتينية والعالم.
واليوم يسير الرئيس المقاوم نيكولاس مادورا بالشعب الفنزويلي على نفس الخطى الثورية ومبادئها وقيمها البوليفارية, ويقود معركة حامية ضد نفس القوى الغربية الإمبريالية العالمية وهي (قوى الشر والشيطنة العالمية), بدعم كامل من الشعب الفنزويلي البطل والذي أحب هذه القيادة لأنه يعلم بأنها تسير على نهج وخطى الراحل تشافيز, لذلك أعلن الرئيس مادورا بمناسبة الإستقلال بأن السلطة كاملة للشعب الفنزويلي وهو خادم لهم لتنفيذ أهدافهم المرجوة, وهذه هي صفات القيادة الصادقة بأقوالها وأفعالها مع شعبها, وهذه هي صفات القيادة الناجحة والتي تدخل محبتها في قلوب الملايين بدون إستئذان, وهذه هي صفات الثائر الحقيقي الذي عاش أبائه وأجداده ظلم وإضطهاد المستعمر الإسباني المجرم, والذي عمل ويعمل كل جهده ليحقق الأمن والآمان والرفاه والعيش الكريم ويحافظ ويحمي السيادة والإستقلال الحقيقي لشعبه ولكل المظلومين في العالم.
فالدول الإمبريالية تسعى ليلا ونهارا للسيطرة على فنزويلا بشكل خاص وأمريكا اللاتينية بشكل عام وعلى مواردها ومقدراتها الطبيعية التي حباها الله سبحانه وتعالى للشعب الفنزويلي وللشعوب اللاتينية الأخرى وعلى إقتصادها وقرارها السيادي والمستقل, وذلك لأن فنزويلا وقيادتها عبر التاريخ هي من يقود الثورة الحقيقية في أمريكا الجنوبية اللاتينية بشكل عام, وهي من تقاوم مخططاتهم الشيطانية وتعمل على إفشالها في فنزويلا وفي القارة اللاتينية الجنوبية وفي العالم أجمع بالتنسيق مع المقاوميين والثوار الحقيقيون وفي كل مكان.
لذلك تقوم الدول الإمبريالية الغربية المتصهينة بخلق مشاكل داخلية في فنزويلا وفي دول أمريكا اللاتينية بين الفينة والأخرى لتنفيذ مشاريعها في تلك القارة الثورية, ولتنصب عملائها وأدواتها على كراسي الحكم في القارة الأمريكية ليستعبدوا الشعوب ويحكموهم حكما إقطاعيا ويعاملوهم مجرد خدم لهم ولأسيادهم الإمبرياليين, لذلك تقوم عبر إعلامها المدبلج والكاذب بخلق نوع من الإحساس بالظلم والإضطهاد لدى الشعب الفنزويلي ولدى شعوب أمريكا اللاتينية بشكل عام, وتنشر لهم حريتها المزورة وتؤكد لهم بأنها تريد أن تحررهم من القيادات الظالمة لهم وتريد أن تنصب عليهم أنظمة ديمقراطية تنشر العدل والمساواة بينهم , لذلك تقوم بتوظيف عملاء لها من المواطنين الفنزويلين واللاتينين لخدمة مشاريعهم وخططهم الخارجية البعيدة كل البعد عن قضايا فنزويلا الوطنية الثورية وقارتها البوليفارية, لتصل إلى تحقيق أهدافها بإيقاع الفتن بين أبناء الشعب الفنزويلي والشعوب اللاتينية ليقضي بعضهم على بعض وتأتي الدول الأمبريالية وتحصد الخيرات والموارد والثروات دون أن تجد من يدافع عنها, وهذا ما جرى وما زال يجري في دولنا العربية للأسف الشديد.
نعم إن فنزويلا هذه الأيام تعيش حربا إقتصادية وسياسية وإعلامية متنوعة وبأوجه متعددة ومتقلبة وملونة, تماما كما نعيشها في دولنا العربية والإسلامية, لذلك نتمنى من الشعب الفنزويلي أن يأخذ العبرة مما جرى في دولنا, وأن لا يستمعوا لأكاذيب الإعلام الغربي الإمبريالي ولسياسيه القتلة والمجرمون, وأيضا أن لا يستمعوا إلى من يسمون أنفسهم معارضة وهم أدوات للغرب الإمبريالي المتصهين ويعملون معه على تنفيذ خططه في وطنهم وقارتهم لذلك عليهم أن يقفوا صفا واحدا مع قائدهم المقاوم نيكولاس مادورا ومع قياداتهم الشريفة في دول القارة اللاتينية حتى يفشلوا كل مخططات الغرب الإمبريالي المتصهين والكاذب, والذي لا يجلب للشعوب إلا القتل والدمار والتهجيرعبرعصابات أسسها ودعمها بالمال والسلاح والإعلام الكاذب, وفتح لها الحدود البرية والبحرية والجوية للدخول على كل الدول التي تعارضهم وتقاوم مشاريعهم الشيطانية, ولا نستبعد أن يقوموا أيضا بإدخال مثل تلك العصابات على فنزويلا وعلى دول القارة كاملة وبدعم من خلاياهم النائمة في الداخل كما جرى وما زال يجري في دولنا العربية فالحذر الحذر والصحوة الصحوة لكل الشعوب الحرة حتى نسقط مخططاتهم الشيطانية ونرميها في مزابل التاريخ ونطوي صفحاتها المظلمة المليئة بالقتل الإمبريالي المجرم وبسفك الدماء وتهجير الشعوب, ونهيئ مستقبلا أفضل لأبنائنا وأحفادنا وللأجيال القادمة في كل مكان من العالم.
وفي هذه المناسبة العظيمة لإستقلال فنزويلا نحن نعبر عن تضامننا الكامل مع الرئيس الفنزويلي (نيكولاس مادورا) شخصيا ومع حكومته ومع الشعب الفنزويلي, ونتمنى أن تكون هذه الذكرى نورا يضيئ الطريق أمام الشعب الفنزويلي لإستنهاض كل طاقاته الفكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية وحتى الإستخباراتية والعسكرية للقضاء على كل المؤامرات التي تحاك من قبل الإمبريالية الغربية المتصهينة لفنزويلا ولأمريكا اللاتينية بشكل عام, ونتمنى من الحكومة الفنزويلية أن تقوم بتنسيق مباشر لتعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية والعسكرية والإستخباراتية أكثر مع حكومات الدول التي تحارب تلك الدول الإمبريالية وعصاباتها التي أدخلوها على دولهم وبالذات في سوريا والعراق, ليتم معرفة كل الخطوات الشيطانية الصغرى والكبرى التي إفتعلوها في العراق وفي سوريا الحبيبة بالذات وما زالوا لغاية الآن, حتى يتم التعامل معها فورا خطوة بخطوة كما تعاملت معها القيادة السورية وحكومة الشعب السوري والجيش المقاوم والبطل إذا ما أوحت لهم شياطينهم الإمبريالية أن يستخدموها في فنزويلا ودول أمريكا الجنوبية الأخرى لا سمح الله ولا قدر فالحذر والصحوة لأن هؤلاء المجرمون لا يراؤون في الإنسانية إلا ولا ذمة.
التعليقات مغلقة.