ما سرّ الازمات الاردنية / ناجي الزعبي




ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 5/1/2019 م … 
 يعاني الاردن من أزمات مركبة أولهما: فايروسات صندوق النهب الاميركي من إفقار وحرمان من الموارد والتنمية الوطنية وبناء المجتمع المنتج اسوة بكل الدول المرتهنة للراسمالية الاميركية الاستعمارية.
وثانيهما إغراقه بالأزمات لتركيع شعبه وتهيئته للسيناريوهات التي تخدم مستقبل العدو الصهيوني وانقاذه من ازماته وهزائمه .
فلماذا تستهدف الجبهة الاردنية الداخلية ويجري صناعة بؤرة توتر مشتعلة بها  جاهزة للانفجار في اي لحظة
ففي الوقت الذي يستعيد بها شعبنا الفلسطيني روحه النضالية وتصمد غزة وتزداد قوة وتماسكاً وصلابة وتستعصي على المشاريع الصهيونية ويزداد به محور المقاومة رسوخاً ويحقق انتصارات تلو الانتصارات ويوجه صواريخه للعمق الصهيوني كما حصل بالصواريخ السورية التي استهدفت حيفا وعدة قواعد عسكرية  صهيونية     وتنحسر  قدرات سلاح الجو الصهيوني لحدها الأدني وتزداد كفاءة منظومة الدفاع الجوي السوري ويترسخ الوجود الايراني والمقاومة اللبنانية بجنوب سورية ويخسر العدو  حالة الاحتواء الروسية  وتتعمق فضائحه وأزماته ويهرب للامام  بانتخابات مبكرة في نيسان القادم ويستقيل  ليبرمان نتيجة لفضيحة عمليتي العلم والباص  وصمود غزة واستهدافها لعسقلان الذي اضط العدو لطلب وقف اطلاق بعد مضي ٤٨ ساعة في سابقة للمرة الاولى ، وينتظر قنبلة فلسطينية ديمغرافية تقض مضجعه  .
يتخذ قرار الانسحاب الاميركي من سورية متخلياً عن الاكراد في تكرار للتخلي  عن الارهابيين بجنوب سورية ،  ويرفع بذلك الغطاء الاستراتيجي عن العدو الصهيوني او كما يدعون تقاسم الادوار بحيث يتولى الاميركيين الشأن الايراني والعدو الصهيوني المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة  ،  يجد    العدو الصهيوني في الاردن خشبة الخلاص  .
فالاردن الذي يقبع على صفيح ساخن  وتغرقه سلطته بالأزمات تلو الازمات المفتعلة ،  وتتعدد به اقطاب الحكم والاجهزة الامنية ويصبح هناك حكومة ظل ووزير  خلف كل وزير  ، وتزداد سطوة الاجهزة الامنية وقوانين تكميم الأفواه ،  ويمضي باتجاه الحضن الصهيوني بوتيرة عالية ليمهد لاعادة بعثه  وانقاذه من ازماته اما عبر الكونفدرالية او ترانسفير الفلسطينين وتوطينهم ،  وخلق إطار يطل من خلاله  على العالم العربي والعالم كله   ، وصناعة بيئة مناهضة لمحور المقاومة الذي  يستتب به الامر  لصالح سورية ومشروعها المقاوم ، وخلق  بؤرة توتر قابلة للانفجار والتفجير  .
 في المقابل يجد شعبنا الاردني  نفسه مفككا فاقدا لهويته وبوصلته النضالية بلا قيادات سياسية تتنازعه تيارات اصلاحية  بلا برامج واضحة ولا تجانس بين الاحتجاجات المناطقية  التي تراوح  ما بين احتجاجات ذات صبغة عشائرية لأخرى سياسية ،  وسلفية  ، وتيارات تعبر عن السلطة بأشكال واوجه متعددة.
لكنها في المحصلة سلسلة من النضالات التي تشحذ همم الفقراء والكادحين وتصقل وعيهم وتعمقه مما يؤذن بقرب الوصول لجوهر علة الاردن واسباب عذاباته وهي الارتهان السياسي للراسمالية المالية الاميركية وصندوق النهب الاميركي .
في المحصلة  يجد الاردن نفسه مستهدفا  وبيئة مهيئة لانفجار والتفجير بواسطة سلطته السياسي  التي تنفذ مقاولة تهيئة الاردن لإنقاذ  العدو ومناهضة محور المقاومة  بصرف النظر عن قيادة مركبه الى الغرق الذي لن يستثني السلطة ذاتها ، كما يمر شعبنا وطليعته النضالية بمخاض عسير ورحلة البحث عن الهوية والذات ، ومما يبعث الأمل هو صمود شعبنا الفلسطيني ، وحس جماهيرنا العفوي المناهض للمشروع الصهيوني الامبريالي ، وانتصارات محور المقاومة التي ستشيع مناخاً نضالياً وتطور وعي  الطليعة النضالية الاردنية واصرار السلطة على تعميق عذابات شعبنا ودفعها لمعركة البقاء

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.