لمـاذا الصـبر علـى الوجـود الارهـابي فـي ادلـب وجـوارها ؟؟ وهـل سيـؤوب الانفصـاليون الكـرد إلـى رشـدهم بعـد جنـونهم ؟ / محمد محسن
محمد محسن * ( سورية ) الأحد 6/1/2019 م …
*كاتب ومفكر عربي سوري …
كيـف سنـواجه العـدوانية التـركية ومرتزقتـها من الإخـونج ؟؟
.لمـاذا الصـبر علـى الوجـود الارهـابي فـي ادلـب وجـوارها ؟؟
هـل سيـؤوب الانفصـاليون الكـرد إلـى رشـدهم بعـد جنـونهم ؟
العدوانية التركية هي القضية الأهم الآن التي تشغل بال المهتمين من السوريين ، ومن يتابع قضاياهم من الأصدقاء والأشقاء، والتي يتفرع عنها بدون فكاك مستقبل العلاقة مع النزعة الانفصالية الكردية، وتأت أهمية هذا الموضوع المقلق والمتشابك، من التاريخ التركي العدواني الذي عانى منه الشعب العربي في سورية قروناً، والذي زاد الموضوع تأزماً وتشابكاً، تغليب جماعة الإخوان المسلمين والعملاء المأجورين، مصلحة تركيا على المصلحة الوطنية والقومية، انطلاقاً من دعوتهم القائمة على توحيد الأمة الاسلامية، كبديل للدعوة للوحدة العربية، كما خطط لهم البريطانيون عند ولادتهم في مصر، وانطلاقاً من أيمانهم أن تركيا أرض الخلافة الاسلامية الأخيرة لذلك كان لها الحق باستعادتها، فإذا ما أضفنا لكل هذه التعقيدات، الرغبة عند أمريكا وتحالفها في تمزيق سورية وتفتيتها، الغاية التي فجروا من أجلها حرب السنوات الثمان .
ولكن هذا الواقع المتشابك يدلنا على حالة غريبة تحمل تناقضها في أحشائها، توافق وتناقض في نفس الوقت وبذات الحجم بين المعسكر التركي وبين بعض من المكون الكردي السوري الانفصالي، ففي نفس الوقت الذي يرغب فيه المكون الكردي الانفصال، الذي يعمل عليه عبر سنوات الحرب وقبلها، متحالفاً مع أمريكا واسرائيل لتحقيق هذا الحلم الأزرق، تعمل تركيا على سحقهم، هذا البعض من الانفصاليين الكرد عليهم أن يعلموا وبسرعة أن جميع الأبواب قد أغلقت في وجوههم، وليس أمامهم سوى تسليم الحدود للجيش العربي السوري لمواجهة الخصم التركي وزبانيته، الذين جاؤوا بحجة محاربة المكون الكردي السوري .
ولكن الذي يثير الغرابة أن هؤلاء الانفصاليين لم يفهموا بعد هذه المعادلة، ولا يزال حلمهم وحقدهم يغلبان على الانتماء الوطني، ولا يزالون يعتقدون أنهم قادرون على ممارسة الضغط على الدولة السورية مستغلين هذا الواقع الراهن والضاغط والمتشابك، ولكن ما نأمله أن يسرع الانفصاليون الأكراد إلى إدراك هذه المعادلة، وبأن ما كان سيحصلون عليه أثناء السلم بات حلماً بالنسبة لهم، وإلا فسيدفعون الثمن مرتين، لأنهم سيكونون هدفاً معادياً للجيش العربي السوري، وهم بذلك ينخرطون بدون أن يدرون مع الجيش التركي الذي جاء لقتالهم ضد جيشهم الوطني، ويكونوا قد ارتكبوا جرم الخيانة العظمى التي لا شفاعة لها إلا بالبتر .
عود على بدء هناك الكثير من المحللين السياسيين يذهبون بعيداً في تحليلاتهم، إلى الحد الذي يميلون فيه إلى أن لتركيا أطماع جغرافية في سورية، في إدلب وكامل الشريط الحدودي، فهي من جهة تأخذ سهول ادلب الغنية، ومن جهة أخرى تبعد الأكراد عن الحدود السورية، وتمنعهم بذلك من الاتصال بالمكون الكردي التركي، وهذا الرأي يعمل على تهويله وتضخيمه العملاء الذين يلتحفون بالريال السعودي، ويذهب بهم القول إلى أن السعودية ومحميات الخليج ( عدى قطر ذات التوجه الإخواني ) تعد جيشها للدفاع عن سورية .؟؟!! تخيلوا هذه الاخيولة ؟؟ أليست أقرب إلى الهزل ؟؟
وأنا لا أميل إلى هذه الرأي بل [ أراه مغرضاً ومستحيلاً ] في آن واحد، فالمعارضون السوريون الذين سقطوا في مستنقع العمالة بكل تشكيلاتهم وأعداء سورية كلهم هم من يروج لهذا السناريو، ومعهم وعلى رأسهم حليفتهم اسرائيل، فهذا الأمل ولو بات حلماً الغاية منه الابقاء على الخيط الرفيع الذي يفصل هؤلاء العملاء عن فقدان الأمل، وسقوطهم في أتون الاكتئاب ما قبل الجنون .
فأنا لا أرى استسهال الحروب الكبيرة بين الدول من الأمور التي يستوعبها أو يتحملها منطق هذا الزمان، لأن الحروب الكبيرة الآن باتت تختلف عن جميع الحروب التي سبقتها، فهي لم تعد حرباً بين دبابة ودبابة أو قصف مدفع لا يزيد مداه عن نصف كم، بل باتت حرب صواريخ بعيدة المدى، ودمارها واسع لكل من الجهتين المتحاربتين، وأنا لا أنفِ أن شهية تركيا للتوسع والسيطرة لاتزال مفتوحة، ولكن أنا أعتقد أن زمن السيطرة والاحتلال أمراً عفى عليه الزمن، ولم يعد هذا ممكناً انسجاماً مع وجهة نظري الثابتة :
أن لا حروباً كبيرة بين الدول مباشرة بعد اليوم، فضلاً عن ذلك ان الحرب في هذا الواقع لن تقتصر على الدولتين المتحاربتين، لأن هناك تداخل في المصالح، وتشابك في الأحلاف، وخسارة دولة في أي حرب لا يمكن إلا أن تنعكس سلباً على أصدقائها وحلفائها، لذلك سنجد أن الحرب لن تبقى ثنائية، بل ستتوسع إلى ثلاثية واكثر، فالمنطق ينبئنا أن سورية لن تبقى وحيدة، لأن ذلك سيؤثر سلباً على روسيا والصين وايران والعراق وغيرها ، هذه الدول التي باتت مصالحها الاستراتيجية مترابطة مع سورية لن تترك سورية لوحدها، وكذلك تركيا ستجد من يناصرها من دول حلف الناتو ومعه اسرائيل، لذلك ستتوسع الحرب من ثنائية أو اقليمية إلى حرب عالمية، لذلك فإن هذه الحروب لم تعد ممكنة ولا يتحملها العالم كل العالم .
فإذا ما أضفنا لهذا السبب ثلاثة أسباب أخرى :
المصالح المشتركة الاقتصادية بين تركيا وروسيا وايران، والتي تعززت في هذه الفترة، وباتت مترابطة ويصعب فكاكها، ستحول دون التفكير بفتح صراع معهما .
كما أن بنية تركيا وتنوعها القومي وغير المستقر لا يسمح لها بفتح حروب واسعة مع جيرانها، لأنها بذلك تفسح المجال واسعاً أمام الانفصاليين الكرد وغيرهم من القوميات المتناحرة، لاقتناص هذه الفرصة والانقضاض على الدولة،
أما الارهاب الكامن على الحدود التركية والذي تربى بين مجتمعاتها التي تشكل له بيئة حاضنة، سيجد الفرصة سانحة للتوسع في الأراضي التركية، كما سيعود أيضاً لإرباك الساحة السورية مجدداً .
وإذا ما أضفنا لكل هذه الأسباب أن الحروب اليوم بين الدول ستلحق دماراً هائلاً يعيد البلدان المتحاربة إلى العصر الحجري، وبخاصة تركيا التي اذا ما انهارت بعض سدودها ستأخذ في طريقها مدناً كاملة .
…………..على هذه الاعتبارات بنيت قناعتي منذ أربع سنوات على أن : ………………………[ لا حروباً كبيرة بين الدول بعد اليوم، بين أمريكا واسرائيل من جهة وإيران من جهة ثانية ولا مع غيرها، لأن جميع القواعد الأمريكية في الخليج باتت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية ] .
لكن الخطر الذي يجب أن نواجهه ونضع له كل الحسابات، ذو شقين :
الأول ـــ كيف سنتخلص من الارهاب الذي لايزال جاثماً على أرضنا في ادلب وسواها، والذي يعتبر أداة بيد اعداء سوريا، وأعتقد أن الصبر الذي كاد أن ينفذ، مرده إلى الكيفية التي سيتم فيها اخراج هذا الكم من النفايات الارهابية التي تم تجميعها في ادلب، والتي تم تأجيل المواجهة معهم بناءً على طلب من تركيا، لأنها تتحرز من هروب هؤلاء الارهابيين باتجاه الداخل التركي عند مواجهتهم مع الجيش العربي السوري، لذلك يتم التريث لحل هذه المعضلة، لأن تركيا أخذت على عاتقها اخراجهم وارسالهم إلى بلدانهم، وتسليم الباقي أسلحته، وعلى الجميع أن يدرك أن الجيش الذي حرر غالبية الأراضي السورية، لن يقف في وجهه بعض الحثالات المترسبة في ادلب ولا غيرها .
الثاني ـــ كيف سنواجه ونتعامل مع ( جيش الاخونج والعملاء ) الذين تسلحهم وتدعمهم تركيا، وبخاصة بعد أن منحهم الانفصاليون الكرد فرصة احتلال عفرين، ؟؟ .
أعتقد أن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الانفصاليون الأكراد هو الذي عقد هذه المشكلة، لأنه أتاح لهؤلاء المرتزقة الذين هزموا أمام الجيش العربي السوري، وفَروا إلى تركيا، أعطوهم الذريعة للعودة إلى الميدان، لأنهم وتحت شعار قتال الأكراد دخلوا الأراضي السورية، وذلك بدعم تركي إلى عفرين ومنبج وغيرهما، لتساوم عليهم في أية حلول قادمة، مما خلق أمام الجيش العربي السوري معركة جديدة كان في غناً عنها .
استناداً إلى الآراء التي سقتها اثبت الآتي :
لا حرباً كبيرة بين الدول بعد اليوم، لأن في ذلك دمار هائل للقوى المتحاربة لا يمكن لأحد تحمل نتائجه، وهذا ينسحب على علاقة سورية مع تركيا، لذلك لا يمكن أن تحتفظ تركيا بأي أراضٍ سورية .
على الانفصاليين الأكراد التعامل مع الواقع، وتسليم جميع الحدود إلى الجيش العربي السوري، وإلا سيقعون في مقتل مزدوج مع الجيش التركي، ومع الجيش الوطني، وسيفسحون في المجال للأتراك ومرتزقتهم باجتياز الحدود السورية لقتالهم واخراجهم من أراضيهم .
سورية ستحرر كل أراضيها، وستعود بهية، وستعيد بناء ما تهدم أفضل مما كان، وستسهم في اعادة هيكلة المنطقة، وسينكمش خصومها من أنظمة على اختلافها، وستعود لتكون قلب العروبة النابض الذي يضخ الحياة في شرايين الحركة التقدمية العقلانية في الوطن العربي . وستشكل الطليعة التي ستهزم الفكر الديني السلفي بكل مدارسه، وعلى هذه الأرضية ستنطلق قافلة التقدم المتوقفة منذ أكثر من قرن .
هــــذه ليــست أمــاني ولا أحــلام انهــا رؤيــة مستقــبلية
التعليقات مغلقة.