نصرالله..والغلبة على اتباع ابن تيمية / عبدالحفيظ ابوقاعود

 

عبدالحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الثلاثاء 14/7/2015 م …

مشاركة “حزب الله” كطرف أساس في القتال الى جانب الجيش العربي السوري في معركة مواجهة “الدواعش” في الجغرافيا السورية؛تمكًن الشيخ حسن نصرالله أن يغلب اتباع ابن تيمية وفكرة التكفيري الارهابي حين حصر شعارات المشاركه في الحرب على سورية وفيها ،ضمن هدف رئيس واستراتيجي ،هو؛المحافظة على محورالمقاومة وإسقاط مشاريع إسرائيل ،والغرب المتصهين في تصفية قضية فلسطين،والتوسعية في تفتيت المشرق العربي في إطار الاستراتيجية الصهيو-امريكية المشتركة لاستحداث نسخة سايكس بيكو جديدة” الشرق الاوسط الجديد”، الوضوح والصراحة في إعلان الشيخ نصرالله مشاركة حزب الله في معركة اجتثاث “الدواعش”.. أنه لم يكن باسم الدين أو المذهب ،إنما وضع إستراتيجيات قومية ووطنية لهذه المشاركة،بان تكون دمشق قلب العروبة النابض البوصلة لتحريرفلسطين،بعد انكشفت اهداف المشروع التكفيري الارهابي بالشراكة الاستراتيجية مع المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة التي عبرت عنها في قرارات مؤتمري هيريسليا 14و15. وجاء تأكيد نصرالله على ترابط الجبهات والساحات القتالية ،وعلى ان طريق القدس تمر من دمشق عبرالقلمون والزبداني والحسكة ولب ودرعا ، لانها أذا سقطت دمشق ،فأن القدس ستبقى في الاحتلال ،ومن يراهن على سقوط سورية ، عليه مراجعة حساباته ،لان سورية الاسد صامدة ستصمد مع محورها، وان اعدائها يتساقطون الواحد تلو الاخر،لان طريق قدس الله تمر من سورية واليمن . هل يكو ن للأطراف االمذهبية الأخرى الحق في التوجس والخوف من هذه المشاركة في ترجيح الكفه في المواجهة الدائرة راحاها في المشرق العربي؟!!!، وهل المطلوب من الاطراف المذهبية الاخرى تفهم اهداف مشاركة الحزب الفاعلة في القضاءعلى المشروع التكفيري الارهابي؟!!!. إنتصار سورية و”حزب الله” على المشروع التكفيري الارهابي / اتباع أبن تيمية / يوجب استكمال الحرب ضد فكر ابن تيمية باعادة دور الجانب الوطني في الصراع الدائر في المشرق العربي،بالمصالحة التأريخية بين السنة والشيعة.لان تناسل الأحقاد المنبثقة من فتاوى ابن تيمية التي صدرت عن خلفيات مذهبية وطائفية تعصّبية، جعلت الموت وسيلة مشرّعة في سبيل إحقاق الحقّ بحسب وجهة نظر القاتل والمقتول، الجلاد والضحيّة، الظّالم والمظلوم. فالهجمة التكفيرية الجديدة على الأقليات المذهبية في هذا الزمن،مدفوعة بتهمٍ جاهزة،ليست بعيدة من شكل الهجمات التي تعرضت لها المنطقة بالامس البعيد . فالحملات العسكرية مستمرة ومتواصلة ، لكنّها مغلّفة بسوارديني مذهبي أورث الأجيالَ شعاراتِه ولم يتجرأ متزعمي كبار الأطراف المتصارعة، على مر العصور،من تجاوزه،لأنّ محوه من سجل التاريخ قد يحدّ من نفوذ المنتفعين منه وبخاصة رجال الدين . وما زالت نيران الخلافات المذهبية متأججة في المشرق العربي، والنعرات معشعشة في النفوس، منذ تلك الحقبة التاريخية ،وتؤكّد فكرة اجترار التاريخ نفسه من دون تعديل أو تغيير، طالما أن الحقل المعرفي الذي تنهل منه أفكار”الملة والامة ” ،هو؛ منبت ذات الفكر منذ بدايات الخلاف بين المذاهب. الحملة الارهابية التكفيرية الجديدة في المشرق العربي ، كان شعارها القضاء على المتعاونين مع غزاة المنطقة ،وإقامة “دولة الخلافة الاسلامية “في بلادالشام وارض الرافدين .لكن النتائج غالبًا ما تكون وخيمة عندما تستغل هذه الشعارات لتصفية حسابات ذات بعد ديني ومذهبي، تدفع أثمانه الحضارات بشرًا وشجرًا وأحجارًا. فكروفتاوى ابن تيمية ؛كانت المرجعية والمحرّك الأساس في سفك الدماء والقتل العشوائي،ل”الدواعش” للقضاء على الاقليات والمذهب الاخرى في المشرق العربي،وأسست مفاهيم تم الاتكاء عليها في إذكاء الصراع بين الاكثرية المذهبية والاقليات المذهبية،لكن سرعان ما تلطّخت حروف التهمة بدماء مذهبية أسهمت في تأجيج الصراع أكثر من جديد،وساعدت في تغذية الخلاف الدموي،وحرفت الصراع عن طريقه القومي لتدخل في أتون الأسباب المذهبية الضيقة. الغرب المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الامريكية تمكن من تأجيج وإذكاء صراع مذهبي استهدف تامين مصالحة الحيوية في المنطقة والاقليم، وحماية المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة “أمن إسرائيل” منذ العام 1979،الذي يعتبرعاما مفصليا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي لانشاء منظومة التحالف الامني الاقليمي من جهة ،وتشجيع الحروب الاقليمية والاحتلالية والحروب بالوكالة من جهة ثانية. منظومة التحالف الامني الاقليمي ،التي أنشئت في العام 1988،و كانت إسرائيل ضلعها الاساس ،والتحالف السوري مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ، الذي توج في العام 1982 بقيام محورالمقاومة العربي الاسلامي ،وكانت “سورية ” ضلعه الاساس. فصول سيناريوهات مؤامرة الحرب الكونية من سورية وعلى سورية ؛ أحدى أليات تأجيج وإذكاء الصراع بين هلال افتراضي وقوس افتراضي استهدفت استلاد “مشروع الدواعش التكفيري “،في ارض السواد وبلاد الشام ،وصرف المواجهة بين محوري المقاومة والاستسلام في قناة الفتنة المذهبية في المشرق العربي. لكن القمرة لم تاتي على هوى الساري. الخلاصة والاستنساج؛ موقف “حسن نصرالله ” من القضاء على المشروع التكفيري في المشرق العربي موقف جريئ يشبه موقف الناصر محمد بن قلاوون ،الذي منع ابن تيمية عن الحديث في العقائد في عصره منعا للفتنة المذهبية. “الامة والملة ” اليوم تحتاج الى زعامة وطنية تاريخية ،وكذلك الى رجال أقوياء من الطرفين كأمثال المجاهد”حسن نصرالله ، والناصر محمد بن قلاوون للعمل على نسف التاريخ والتشكيك فيه، خصوصًا تاريخ الأمة بعد وفاة الرسول الاعظم وما حصل من حروب باسم الدين، للاسهام في تجفيف الدماء أمام الأجيال القادمة، خصوصًا أنّ مصادر كتابة تلك المرحــلة وما فيها من سير الرسول مشكوك في مصداقيتها. – خروج ابن تيمية بفتاوى تكفّرُ الأقلياتِ والمذاهب الاخرى،لأنهم لا يتفقون مع مفاهيمه الدينية والمذهبية،حيث جاءت رؤيته الفكرية لاصدار الفتاوى..أنّ قتال الاقليات من المذاهب الاخرى كمنافقين يشكّلون خطرًا على كيان الدين”…؛افتراء على الدين ،ويشكل واجبٌ جوهري وديني لقتال” الدواعش “ومشغليهم ،وانهاء المشروع التكفيري في المشرق العربي. – المصالحة التاريخية بين الشيعة والسنة في المشرق العربي ؛خطوة في الاتجاه الصحيح في الوصول الى تفاهم استرايتجي عبر تنازل تاريخي من طرف لاخر،كما حصل في فتح مكة حينما خاطب الرسول الاعظم قريش .. اذهبوا فانتم الطلقاء … – دمشق واكنافها بوابة التحرير ل”الارض والانسان ، وانهاء المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة ،والزعامة الوطنية التاريخية للامة تبعث من بلاد الشام. – غلبة الشيخ حسن نصر الله على اتباع فتاوى ابن تيمية عبر مشاركة مجاهدي حزب الله في الحرب على الارهاب في الجغرافيا السورية ،وذلك بهزيمة المشروع التكفيري الارهابي في بلاد الشام وارض الرافدين مقدمة اولى لصياغة مصالحة تاريخية بين الشيعة والسنة على قاعدة تحرير الارض والانسان في فلسطين المحتلة

* صحافي ومحلل سياسي

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.