الجزائر: فتوى تحرم احتفالات رأس السنة الأمازيغية في ربوع البلاد واعتبارها من عادات الجاهلية




الثلاثاء 8/1/2019 م …

الأردن العربي –

أيام قبل حلول ذكرى يناير (رأس السنة الأمازيغية) الذي يوافق 12 جانفي/ كانون الثاني من كل عام، والذي سيكتسي هذه المرة طابعا خاصا عند الجزائريين بعد توقيع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم 27 كانون الأول / ديسمبر الماضي على مرسوم رئاسي يقضي باعتبار رأس السنة الأمازيغية الموافق لـ 12 كانون الثاني / يناير عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر، تفجر جدل في الجزائر بعد صدور فتوى بـ “تحريم ” الاحتفال به.

ويعرف رأس السنة الأمازيغية لدى أمازيغ الجزائر بـ “يناير” أو “ينار”، وهو كلمة مركبة من “ين” وتعني واحد  و” ر” تعني الشهر الأول، وبالأمازيغية “يناير” هي ” إخف أوسقاس “، تختلف طقوس الاحتفال به من منطقة إلى أخرى كذبح  ” الديوك البلدية ” أي تلك التي ” تربى في البيوت، وإقامة الوزيعة في “الدشور” أي القرى، وهي جمع المال من السكان وشراء رؤوس الأبقار وتوزيع لحمها بالتساوي، بينما يحلق شعر المولود الرضيع وتخصص له أجمل الثياب ويوضع داخل قصعة كبيرة لترمي فوقه  جدة المنزل مزيجا من الحلويات والمكسرات.

وبدأت مظاهر الاحتفال بذكرى يناير التي تعود إلى 2969 سنة حين فاز الملك الأمازيغي “شيشناق” بالحرب ضد الفراعنة، ويناير، هو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبدأ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فتوازي السنة الأمازيغية 2968 السنة 2018 الميلادية، تأخذ أبعاد جديدة في بعض القرى، ففي قرية بني أورتيليان الواقعة في شرق الجزائر العاصمة، نظمت جمعيات مدنية وسكان المنطق مسابقة لأنظف قرية أمازيغية في منطقة القبائل ببجاية وسطيف.

وشارك سكان قرية بني أورتيليان في هذه المسابقة من خلال تنظيف الشوارع ورسم لوحان على الجدران بألوان احتفالية ورموز أمازيغية.

وفي وقت تتأهب العائلات الجزائرية لاستقبال هذه المناسبة، أصدر رئيس لجنة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين فتوى بتحريم الاحتفال معتبرا أن ذلك غير جائز وهو من عادات الجاهلية.

وقال الشيخ بن حنفية إن “الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الذي يوافق 12 جانفي/ كانون الثاني، ويسمونه يناير، ويروجون له إعلاميا، أن أحد ملوكهم انتصر على أحد ملوك مصر، ويخصصون لذلك طعاما وفواكه معينة، لا يجوز الاحتفال به، وأنه تبعا لذلك، لا يجوز كذلك الاعتماد على الحساب الشمسي، دون الحساب القمري”، مضيفا أن “الاحتفال به غير جائز… وأنه يضار بأعياد المسلمين، عيدي الفطر وعيد الأضحى “.

واستند المتحدث في فتواه على آيات وأحاديث شريفة تؤكد على ضرورة اعتماد الحساب القمري.

وعن هذه الفتوى يقول الباحث في الثقافة الأمازيغية محمد أرزقي فراد، في تصريح لـ “رأي اليوم” “مع الأسف فتوى التحريم تسير في اتجاه معاكس للقرآن، الذي أشار في سورة يونس، وبالتحديد الآية الخامسة، إلى أهمية الحساب في حياة الإنسان، علما أن التقويم الأمازيغي هو رزنامة متعلقة بتنظيم الأشغال الفلاحية “، ورد المتحدث على تصريحات رئيس لجنة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين قائلا ” أساس أصحاب الفتوى، أليس الحج عادة جاهلية أقرها الإسلام “.

وأكد الباحث في الثقافة الأمازيغية أنه يجب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية لترسيخ القيم والرمزيات الثقافية والحضارية والإنسانية في أوساط الأجيال الجديدة “، وشرح فراد العبرة من الاحتفال برأس السنة الهجرية ” أن نتعلم التمسك بالمبدأ وأن نتعلم حب الأرض “.

وحكيت جدات حول الحدث أسطورة ترسخت في مخيلة أمازيغ الجزائر، تتعلق بالعجوز التي سبت شهر يناير ولم تعره اهتماما، وتروي الأسطورة المتداولة أن شهر ” يناير ” طلب من ” فبراير ” التخلي له عن أحد أيامه، بعد أن رفعت إحدى العجائز التحدي وقررت الخروج مع عنزاتها لطهى طعامها في عز البرد، وفي نهاية المطاف قرر ” فبراير ” التخلي  لـ ” يناير ” عن يومين من عمره وجمد هذا الأخير العجوز وعنزاتها في أعالي جبال منطقة ” جرجرة ” المعروفة بسلسلتها الجبلية الطويلة تمتاز بمناظرها الخلابة وتعد واحدة من أجمل جبال العالم بسبب اكتسائها بالثلوج في فصل الشتاء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.