الجامعة العربية والحديث عن عودة سورية / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 10/1/2019 م …
الحديث عن عودة سورية الى الجامعة العربية بات ياخذ ابعادا مختلفة منها مثلا ما يمكن ان نسميه ” العودة المشروطة” وعلى الطريقة الامريكية التي تتحدث عن انسحاب من سورية وفق شروط ايضا منها مثلا ايجاد نظام سياسي بمقاسات امريكية مثلما تتحدث تركية عن شروط هي الاخرى في مقدمتها ان يكون ل” مرتزقتها” من العملاء موقعا هي الاخرى في اية عملية سياسية .
شروط الجامعة العربية التي وردت مؤخرا تثير السخرية خاصة تلك التي جاءت على لسان مسؤول مصري رفيع مثلما تثير الاشمئزاز شروط واشنطن وانقرة وتعد تدخلا في الشان السوري الداخلي الذي يفترض بالجامعة العربية ان ترفضه لكن مطالب الجامعة العربية ومطالب ” واشنطن” تلتقي عند ما يسمونه ” العملية السياسية” في اطار قرار صادر عن مجلس الامن الدولي 2254 يؤهلها كما يدعون للعودة الى الجامعة العربية؟
ان الذين ينحدثون عن القرار 2254 فاتهم ان الاوضاع في سورية ليس كما كانت عليه قبل ست او سبع سنوات بعد كل هذه التضحيات التي قدمتها طيلة سنوات الحرب التي فرضت عليها من اجل تنفيذ مخطط استعماري مقيت تحت شعار تغيير النظام في سورية بهدف نشر الديمقراطية المزعومة في المنطقة على الطريقة الامريكية التي ابتليت بها دول مثل العراق وليبيا .
لقد لمسنا طيلة سنوات الحرب العدوانية الارهابية المدعومة امريكيا بتنسيق مع انظمة الفساد في المنطقة لمسنا الانحياز التام ل” دي مستورا” ممثل الامم المتحدة السابق للمشروع الامريكي في المنطقة وكان اقرب الى تنفيذ الرغبات الامريكية والانظمة العميلة لها في تدخله السافر بالشان السوري الداخلي مستغلا موقعه ك ” ممثل خاص” للامم المتحدة في سورية لتمرير الاجندات الغربية في اطار المخطط التدميري في المنطقة.
فكانت لقاءات ” استانا وتسوجي” التي فرملت المشروع الامريكي وكانت سدا منيعا بوجه ” المشروع الامريكي الذي كان يستهدف سورية الدولة بل شرذمة وتمزيق المنطقة برمتها فضلا عن موقف دمشق الصلب بالتصدى للمشروع مدعوما من اصدقائها وحلفائها.
كان موقف الجامعة العربية موقفا سلبيا ازاء سورية بل ان معظم قراراتها كانت تصب في خانة اعداء سورية تلك الجامعة التي لم نسمع انها انصفت يوما بلدا عربيا يتوق الى الحرية والاستقلال والتخلص من التبعات الغربية.
ولم يعد والحالة هذه ان هناك قيمة لمؤسسة لاتخدم في قرارتها بلدا عربيا مثل سورية تعرض لاشرس واعتى حرب ارهابية تدلك على ذلك مشاهد الخراب والدمار الذي حل بالمدن السورية فضلا عن مقتل الالاف من الابرياء و اضطرار الملايين من السوريين الى ترك البلاد بحثا عن الامان في دول الجوار والعالم جراء تلك الحرب القذرة المدعومة من انظمة وحكومات كانت تتحكم بقرارات الجامعة العربية وتوجهها على هواها وبما يخدم مصالحها بالضد من مصالح الشعوب العربية.
ماعاد يهم سورية وشعبها وكل الشعوب المبتلاة بالمستعمرين العودة الى مثل هذه المؤسسة وعلى طريقة ” مازاد حنون في الاسلام خردلة ولا النصارى لهم شان بحنون”فلا شان لسورية وشعبها بذلك لان الامر لايغير من واقع الحال شيئا طالما ان دمشق استطاعت ان تجتاز المحنة بعد سنوات وبتضحيات جسيمة ان تفشل المشروع الامريكي الذي كان يستهدف الامة العربية بمجملها وليست سورية وحدها.
التعليقات مغلقة.