النموذج السوري ومشروع ضرب استقرار الداخل الجزائري …ماذا عن خيارات المواجهة الجزائرية !؟ / هشام الهبيشان




نتيجة بحث الصور عن الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الخميس 10/1/2019 م …
بالبداية ، وعند الحديث عن ملف ضبط السلطات الجزائرية لمجموعة من مسلحي ما يسمى بـ ميلشيا الجيش السوري الحر ” كانوا يخططون لاحداث فوضى أمنية بالبلاد ،بعد ما اعلنت السلطات الجزائرية عن ضبط وايقاف  35 عنصرا بين ضابط وضابط صف من ميلشيا ما يسمى بـ الجيش السوري الحر ، عثر بحوزتهم على اموال وعلى محادثات مع جنرال سوري تابع لمليشيا الجيش السوري الحر مقيم في تركيا… ويكمن الهدف من تحويلهم إلى الجزائر كما اعلنت السلطات الجزائرية ” في اختراق الجالية السورية في الجزائر، وتشكيل خلايا نائمة تخلق الفوضى في البلد، وهدفهم هو الوصول إلى المدن الكبرى في البلاد”،وهنا يمكن القول ان السلطات الجزائرية قامت بدورها وبواجبها الوطني الذي يحتم عليها الدفاع عن الجزائر،واحسن وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، في رده على انتقادات منظمات حقوقية ومفوضية اللاجئين الأممية “التي انتقدت توقيف واعتقال هؤلاء “،عندما أعلن “إن أمن البلاد “خط أحمر “.
وهنا ، لايمكن انكار حقيقة أن هناك مشروع صهيو – غربي – إقليمي ، يستهدف نقل الفوضى الأمنية التي تعيشها بعض البلدان العربية إلى الجزائر، فقد شكلت أسقاطات ومفاهيم’الفوضى الخلاقة’ التي بنى عليها المشروع الأمريكي –الصهيوني ،كل أماله وطموحاته لتغيير شكل المنطقة العربية جغرافياً وديمغرافياً ،شكلت عاملاً أستراتيجياً واضحاً بالنسبة لمشروع ومؤامرة الحرب على البلدان العربية تحت ستار استدراج تناقضات البنى الاجتماعية والسياسية، في المجتمعات العربية،بهدف توليد ديناميات جديدة ومفاهيم جديدة للداخل العربي المتماسك أجتماعياً ،ومن هنا عمل مهندسي’الفوضى الخلاقة’ على محاولة تغيير حقائق الواقع الاجتماعي والسياسي للدول العربية، بهدف إعادة تصنيع نظام اجتماعي وسياسي جديد للعرب،بهدف تسهيل مشروع تفتيتهم وتقسيمهم خدمة للمشروع التوسعي الصهيوني .
وقد أنتهج المشروع الامريكي –الصهيوني نهجاً واضحاً بحربه على  العرب ،من خلال اعادة تظهير الهويات والعصبيات التقليدية (الطائفية، والمذهبية، والقبلية، والعشائرية، والمناطقية، والعائلية)، وتزويدها بطاقة التجدد والاشتغال، وهذا ما يخطط للجزائر حالياً ،فاليوم تؤكد التقارير الإعلامية أنه تم إنشاء شبكات ومنظمات في بعض البلدان الغربية وبعض العربية والإقليمية والمحيطة بالجزائر ، للمساهمة في تغيير وجهة الرأي العام في الجزائر ،وتوجيه الرأي العام على قاعدة الصراع على السلطة ، وما هذا الا تمهيد وتحضير الأرضية ” لاحداث فوضى أمنية في الجزائر “تحت عناوين الصراع على السلطة “،وللتمهيد لكل هذا عمدت الأجهزة الأستخباراتية المنخرطة بهذا المشروع ، إلى إستمالة المئات من الشباب الجزائري والعربي والغربي، للتدرب على وسائل (نشر الفوضى في الداخل الجزائري) وحصل ذلك تحت غطاء منظمات تعاون دولية، و أيضا هناك نخبة من الناشطين الجزائريين حصلت على تدريب وتمويل من منظمات لها تجربة “باصطناع الفوضى “.
واليوم ، تؤكد التقارير ، أن هناك ناشطين جزائريين “معارضين للسلطات الجزائرية ” بداءوا يتعاونون مع منظمات لها خبرة “باصطناع الفوضى “مثل منظمة كمارا – الجورجية التي لها فروعها الأوكرانية (تحت إسم بورا) و التي تحصل على تمويل من مؤسسة الحرية الأمريكية، ومن المعهد الديمقراطي الأمريكي ومن الاتحاد الأوروبي ومن مؤسسة المنح الديمقراطية الأمريكية ومعهد الديمقراطية الدولي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية ومن المجلس الأوروبي،وقد أظهر فيلم وثائقي بعنوان (عدوى الثورة) مجموعة من الشباب العرب وبينهم جزائريين وهم يتدربون على طرق نشر الفوضى.
بــ المحصلة وليس بعيداً عن ما يخطط للجزائر اليوم ، يمكن القول انه ،وبعد مايقارب الثمانية أعوام وأكثر على انطلاق ما يسمى بــ “الربيع العربي “المصطنع والمزعوم” وتحت شعار “مشروع الحرب على العرب من اجل حرية الشعوب العربية “وهذا الشعار هو رأس الحربة لاستراتيجية الحرب والمؤامرة التي تستهدف العرب اليوم ،فاستراتيجية المشروع “بالحرب من اجل الحرية “تعتمد على شبكة مخابراتية بالغة الخطورة والتعقيد مدربة تدريب مخابراتي عالي جداً ومدعومة بامبروطوريات إعلامية كبرى وشبكة من المثقفين العرب المصطنعين لهذه الغاية وبرجال دين مصنوعين صناعة إعلامية كصناعة نجوم هووليود و مدعومين بوسائل اعلامية ضخمة تتولى عملية بث الاكاذيب وفبركة الحقائق الميدانية من اكثر من مصدر ومن اكثر من وسيلة اعلامية بين قنوات فضائية وصحف ومواقع انترنت وفي عدة اوقات متقاربة لتبدوا هذه الاكاذيب وكأنها حقيقة بحيث تصعب على المواطن البسيط فهم مايجري حوله وبالتالي اسقاط هذا المواطن في الفخ المخابراتي فاما سينخرط في صفوف ‘الثوار’ او سيحيد عن نصرة بلده ضد هذه المؤامرة،واليوم  تحاول هذه الشبكة المخابراتية ومن سقط معهم في هذا المشروع من ابناء الجزائر ،شبك خيوطها العنكبوتية المسومة  في الداخل الجزائري .
ختاماً ،اليوم ،وامام ما يخطط للجزائر، وضعت الدولة الجزائرية  أمام خيارين لاثالث لهما فاما ان تضرب الدولة هذا المشروع قبل تمدده بالداخل الجزائري ،وهذا ما سيصوره الإعلام الشريك بمشروع “اصطناع الفوضى بالدخل الجزائري ” على انه جرائم بحق المعارضين واللاجئيين السلميين “ملف ميلشيا الجيش السوري الحر – كنموذج ” وبالتالي اعطاء الذريعة للقوى المتأمرة والشريكة بمشروع”اصطناع الفوضى بالدخل الجزائري ”  باستكمال مخطط أهدافها ،ومنه هدف زيادة الانتقاد والتدخل الخارجي بشؤون الداخل الجزائري ، أو ان الدولة ستقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يخطط لها لتجنب زيادة التدخل والانتقاد الخارجي والاكتفاء بمعالجات سطحية مما سيؤدي إلى احكام مشروع “اصطناع الفوضى بالدخل الجزائري ”  سيطرته على الجزائر  ونشر الفتن والاقتتال الطائفي والقبلي حتى ينجح تدريجياً في تحقيق اهدافه في الجزائر ،والواضح اليوم ان الجزائر قد اختارت الخيار الأول ، وهو الخيار السليم للحفاظ على الجزائر ،ووآد كل المشاريع الخارجية التي تستهدف وحدة وأمن الجزائر .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
 
 
 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.