تعرّف على مصير الشاب الصربي الذي أشعل الحرب العالمية الأولى وتسببت بمقتل الملايين

شاب تسبب في الحرب العالمية الأولى.. هذا هو مصيره!




السبت 12/1/2019 م …

الأردن العربي – يوم الثامن والعشرين من شهر يونيو سنة 1914، اهتز العالم على وقع حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند (Franz Ferdinand) البالغ من العمر 51 سنة.

فخلال ذلك اليوم، أقدم شاب من صرب البوسنة يبلغ من العمر 19 سنة ويدعى غافريلو برانسيب (Gavrilo Princip) على توجيه رصاصات من مسدسه نحو ولي عهد النمسا وزوجته صوفي (Sophie) خلال زيارتهما للعاصمة البوسنية سراييفو (Sarajevo).

وهو الأمر الذي أسفر عن وفاة الزوجين خلال بضعة دقائق ليشهد العالم بعد ذلك بشهر واحد اندلاع الحرب العالمية الأولى والتي استمرت لأكثر من أربع سنوات متسببة في سقوط عشرات ملايين القتلى والجرحى.

وتزامناً مع نجاحه في استهداف ولي عهد النمسا وزوجته، حاول غافريلو برانسيب الانتحار ليقدم بادئ الأمر على تناول سمّ لم يكن له أي تأثير على جسده بسبب انتهاء فترة صلاحيته.

وأمام هذه الوضعية، سعى القومي الصربي لإنهاء حياته بطريقة ثانية وذلك بتوجيه رصاصة لنفسه على مستوى الرأس من مسدسه FN Model 1910 والذي كان قد استخدمه لقتل ولي عهد النمسا وزوجته.

ومرة أخرى فشلت محاولة غافريلو برانسيب للانتحار حيث تمكن أفراد الشرطة النمساوية من السيطرة عليه وانتزاع مسدسه ليعتقل الأخير رفقة عدد آخر من زملائه الضالعين في عملية الاغتيال التي قادت العالم نحو الحرب العالمية الأولى.

ويوم 12 من شهر أكتوبر سنة 1914، بدأت جلسات محاكمة غافريلو برانسيب ورفاقه بإحدى قاعات السجن العسكري بالعاصمة البوسنية سراييفو حيث وجهت للأخير تهمة الخيانة العظمى وقتل ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته صوفي.

وخلال جلسة يوم 17 من شهر أكتوبر سنة 1914، عبّر غافريلو برانسيب عن شعوره بالفخر لنجاحه في توجيه ضربة قاسية للنمساويين.

واتهم هذا القومي الصربي السلطات النمساوية باضطهاد الشعوب السلافية (Slavs) وطمس هويتها ولغتها وديانتها عن طريق القوة والمال.

كما اتجه غافريلو لتشبيه قضية الشعوب السلافية بقضية القوميات الإيطالية والألمانية والإيرلندية خلال القرن التاسع عشر مشبها نفسه بشخصية المحامي والسياسي المجري ليوش كوشوت (Lajos Kossuth)، المصنّف كواحد من أهم رواد الديمقراطية بأوروبا خلال القرن التاسع عشر، والمناضل الإيطالي جوزيبي مازيني (Giuseppe Mazzini) المدافع عن قضية الوحدة الإيطالية.

وخلال جلسات المحاكمة، عبّر غافريلو برانسيب عن الحالة التعيسة التي بلغتها الشعوب السلافية بسبب النمسا وهو الأمر الذي دفع هذه الشعوب المضطهدة، حسب تعبيره، لتنفيذ عمليات اغتيال فضلا عن ذلك عبّر هذا القومي الصربي عن عميق حزنه لمقتل دوقة هوهنبيرغ صوفي، زوجة ولي عهد النمسا، خلال العملية مؤكدا حصول ذلك دون قصد.

وأثناء محاكمته، تمتع غافريلو برانسيب بالقوانين التي أرستها سلالة هابسبورغ (Habsburg Monarchy) النمساوية الحاكمة خلال العقود الماضية والتي تمنع إصدار أحكام بالإعدام على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة.

وخلال تنفيذه لعملية الاغتيال بسراييفو، كان عمر غافريلو برانسيب 19 سنة حيث كان يفصله 27 يوما فقط عن بلوغ العشرين لينجو بذلك الأخير من عقوبة الإعدام ويحصل يوم 28 من شهر تشرين الأول/أكوبر سنة 1914 على حكم بالسجن 20 سنة.

يشار إلى أن غافريلو برانسيب مكث بالسجن لمدة قاربت 3 سنوات و10 أشهر تدهورت خلالها حالته الصحية بسبب إصابته بمرض بوت، والذي يعد نوعا من أنواع السل يصيب عادة الفقرات، وهو ما أدى لبتر ذراعه اليمنى. ويوم 28 من شهر نيسان/أبريل سنة 1918، توفي غافريلو برانسيب في سجن تيريزين (Terezín) عن عمر يناهز 23 سنة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.