اتفاق فينا يفتح شهية اوروبا ل” الكعكعة الايرانية” / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 16/7/2015 م …

الاتفاق  الذي توصلت اليه  الدول  الست زائدا واحد مع ايران في فينا مؤخرا  بشان برنامجها  النووي كشف الكثير من الامور التي كانت خافية ولم تظهر للعيان والتي تؤكد ان  عددا من الدول  الاوربية وفي مقدمتها المانيا وفرنسا التي هرولت الى طهران ما ان اعلن عن الاتفاق تخضع للتوجهات الامريكية وليس لديها قرارا  مستقلا ولن تستطيع ان تخرج عن ماترسمه واشنطن وما تخطط له في العالم بالرغم من انه  كانت هناك بعض الدلائل والمؤشرات  على ذلك منها مثلا  ” الهبة الاوربية” لمساندة واشنطن في اجراءات الحظر على روسيا اثر الازمة في اوكرانيا رغم تاثير تلك العقوبات على هذه الدول بحد ذاتها لكنها نفذت ذلك نزولا عند الرغبة الامريكية التي كانت  اشبه بالاوامر .

كما اثبت الاتفاق ايضا مدى طمع وشغف ومنافسة تلك الدول لبعضها البعض بالحصول على”  الجزء الاكبر ” من الكعكة الايرانية” التي   سوف تكتمل عقب بدء سريان الاتفاق على المستوى  الاقتصادي عندما اعلنت المانيا ان وفدا المانيا على مستوى رفيع سيزور طهران وكذا الحال بالنسبة لفرنسا بينما اقتصر التحرك البريطاني على التمني باعادة العلاقات الدبلوماسية لان ” ابو ” ناجي” يعمل كعادته بذكاء لانه يعلم جيدا ان وجود دبلوماسييه في عاصمة ايران يعني الكثير وان من خلالهم يستطيع ان يمرر ما يدور في ذهنه .

 بينما بقيت واشنطن ومن منطلق” الاعتداد بالنفس صامتة” دون ان تلتحق بالتصريحات الفرنسية والبريطانية والالمانية المهرولة نحو طهران  بل وبالعكس من ذلك فقد ابدت الولايات المتحدة استعدادها لتزويد ” اسرائيل” بالاسلحة  وكان ايران كانت تمنع ذلك كما اعلنت واشنطن  عن زيارة سيقوم بها وزير الدفاع الامريكي  لعواصم المنطقة  وخاصة الانظمة التي  تعتمد عليها  الادارة الامريكية في تمرير مخططاتها  بما في ذلك ” تل  ابيب “  لتطمينها بان الاتفاق الاخير في فينا يخدم اوضاع المنطقة  .

 اسرائيل ربما الوحيدة التي لازالت ” منزعجة” من الاتفاق الذي لقي ترحيبا في العديد من دول العالم  لذلك  ومن هذا المنطلق فان الانظار توجهت الى ” اسرائيل” فكانت المبادرة البريطانية بارسال وزير خارجيتها الى ” تل ابيب” وهي مبادرة تذكرنا بتاريخ” بريطاانيا” ووعد بلفورها المشؤوم” والاعيبها في المنطقة والساحة الدولية .

 هذه التحركات تذكرنا ايضا  بما حدث خلال العام 1991  عندما هب متوجها الى اسرائيل  وزير خارجية المانيا التي تشعر بالذنب ازاء ” اليهود” باعتبار ان هتلر كان وراء ” محارق مزعومة  حدثت في  الحرب العالمية الثانية  مبالغ في اعداد ضحاياها ” لكن الاعلام يهولها  بالرغم من  ان اعدادها ربما لاترقى الى اعداد ضحايا الارمن على يد العثمانيين ولا حتى  اعداد ضحايا  فلسطين في اعتداءات اسرائيل على غزة والمدن الفلسطينية او لبنان  وحتى ضحايا اليمن جراء العدوان السعودي المستمر ولانريد ان نورد اسم العراق وسورية واعدا د الضحايا الهائلة  في هذين البلدين “.

وزير  الخارجية  الالماني توجه  في حينها الى اسرائيل    اثناء حرب الخليج الثانية عندما وجه النظام الحاكم  في  العراق في حينها  بضعة  صواريخ سكود الى الاراضي المحتلة  ليعرب عن دعم المانيا ومساندتها لاسرائيل وقدم  منحة مالية في حينها .

علما ان الصواريخ التي اطلقت في حينها كانت عشوائية ولن تلحق اذى كبيرا في اسرائيل يستحق تلك الهبة الالمانية  بل كانت مجرد تعبير عن خبر اعلامي هدفه  كسر حاجز الخوف لدى العرب لان احدا لم يتجاوز على اسرائيل  طيلة سنوات لتات المقاومة في لبنان وغزة وتمرغ انف قادة تل ابيب بالوحل خلال حروب لم تبق شيئا ” اسمه حاجز الخوف” بل ان معظم المستوطنات الاسرائيلية على ارض فلسطين باتت في متناول صواريخ المقاومة بعد ان انكفات الجيوش العربية وتحولت الى قوات للجم الشعوب.

الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي  لم تكشف عن نواياها  المستقبلية علنا  في اعقاب توقيع الاتفاق النووي مع ايران  في فينا  ربما لخشيتها من ان” طهران” لازالت متمسكة بمواقفها  ولايمكنها ان تمد اليد لمصافحة ” الشيطان الاكبر”.

 ومن يدري فان الفترة القادمة ستميط  اللثام  عن المزيد من  الخفايا ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.