انتصار سورية…..يحرج إدارة ترامب ويظهر خلافاتهم للعلن! / حسين سليمان سليمان





حسين سليمان سليمان ( سورية ) الأحد 13/1/2019 م …

عندما قرر ترامب وعبر تويتر بأنه سينسحب من سوريا فب التاسع عشر من كانون الأول، فقد ظهر العديد من صقور إدارته رافضين لهذا القرار المفاجئ، حيث تعرض لضغوط كثيرة منهم، مما أسفر عن تراجعه بشكل مؤقت، وإبطاء الوتيرة بتمديد الوقت الزمني المحدد للانسحاب.

تمديد المهلة الزمنية للخروج من سورية، أظهر انقسامات عميقة في صنع القرار الأمريكي إلى العلن، حيث التصريحات المختلفة والمتضاربة للمسؤولين الأمريكيين، أكدت على عدم الانسجام بين مختلف مؤسسات الدولة، لعل أبرزها كان “تعهد” مستشار الأمن القومي جون بولتون بعدم مغادرة القوات الأميركية سوريا “ما دامت القوات الإيرانية خارج حدود ايران” أتبعه الرئيس ترامب بتصريح مناقض خلال أيام معدودة دفاعاً عن قراره بالانسحاب بأن “ايران تستطيع أن تفعل ما تشاء” في سورية.

واستقال وزير الدفاع الأمريكي ماتيس أكدت وبرهنت على عمق الخلافات بين صناع القرار الأمريكي.

الغموض الذي يكتنف حقيقة قرار واعلان الانسحاب، والذي بدأ على قدم وساق منذ مطلع الشهر الجاري، لا سيما مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن إرسالها المزيد من “القوات البرية” لسوريا “لتأمين الانسحاب” إلى القواعد الخلفية في العراق، كما يعتقد، أبرزها قاعدة عين الأسد الجوية التي يرجح أن توازي أهمية قاعدة “باجرام” الأميركية في افغانستان.

التطورات الميدانية في سورية تشير بأن الانسحاب الأمريكي من سورية لن يكون له مدة محددة، وإنما سيكون مفتوحا إلى حد ما، وذلك لوجود معارضين للانسحاب الأمريكي من سورية، كمستشار الأمن القومي جون بولتون، والمبعوث الرئاسي الخاص لسورية جيمس جيفري، ووزير الخارجية مايك بومبيو، وبحجة إن الوجود الأمريكي في سورية لا يقتصر على محاربة داعش، بل التصدي للنفوذ الإيراني في سورية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إنه: “كما يقال في أحد أفلامنا المفضلة، يبدو أنهم يغادرون للبقاء. هذا الشعور موجود”.

وشددت زاخاروفا على القول: “لا يمكنني أن أشارككم الثقة في مغادرتهم من هناك، لأننا لم نشهد الاستراتيجية الرسمية بعد”.

وأشارت إلى أنه بالنسبة للجانب الروسي تبقى مسألة الانسحاب الأمريكي من سوريا مفتوحة.

لكن وبحسب رأيي وعربي سوري من شرق الفرات، الانسحاب الأمريكي متخبط، بسبب انتصارات الجيش العربي السوري، متمثلة بالانتصارات الكبيرة على الارهاب، واستعادته لمعظم الأراضي السورية، وذلك بفضل تلاحم الشعب مع جيشه.

وفي ختام مقالتي أؤكد أنه قد يكون “تخبّط واشنطن في إعلان الانسحاب الأمريكي من سورية علامة فارقة في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكنه إلى جانب ذلك يمكن أن يعبّر أيضاً عن مشكلة أعمق في آليّة صناعة القرار الخارجيّ في الولايات المتّحدة”.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.