العالم يرخي لحيته لنتائج الميدان السوري ، وعارية الشمال السوري تمارس البغاء السياسي، والمنطقة نحو نظام حكم مركب ومعقّد … قاعدة روسية على شاطىء البحر الأحمر المحامي محمد احمد الروسان
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) الأحد 13/1/2019 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …
روسيّا تدرك وبعمق، أنّ هناك مزيد ومزيد ومزيد، من المحاولات الأمريكية والغربية والأسرائيلية، وبعض العربية الواهمة والحالمة بشكل كارثي، كلّها تسعى لتفخيخ روسيّا من الداخل لتقويض الدور والفعل، بل وشطب دورها وفعلها الخارجي الشامل، وموسكو تعي أيضاً أنّ الرئيس الزئبقي ترامب، يتآكل سياسيّاً وأخلاقيّاً واجتماعياً وكارتلات حكمه المختلفة، بسبب وضعه الداخلي والذي يدفعه الى انتهاج استراتيجيات فوضوية عبر مطرقة أمريكية عمياء، تهدد الأمن والسلم الدوليين، مع عدم انكارها واغفالها(أي موسكو)للقوّة الميثولوجية للأمبراطورية الأمريكية، وهذا مؤشر قوي على حكمة وواقعية القيادة الروسية ونخبة نواتها الصلبة التي تعمل كفريق واحد، ان لجهة السياسي والدبلوماسي، وان لجهة الأقتصادي والمالي، وان لجهة العسكري والمخابراتي، وان لجهة الثقافي والفكري في تعزيز الشعور القومي الروسي المتواصل. وصحيح أنّ القرار الذي تم اعتماده للحل في سورية 2254 في 16 – 12 – 2015 م والقرار الذي قبله بيوم بتاريخ 17 – 12 – 2015 م وأخذ الرقم 2253 والذي صاغه وزيرا مالية واشنطن وموسكو المتعلق بتجفيف منابع الأرهاب ويضع دول الجوار السوري على المحك ويحشرها في خانة اليك، وقبلها من قرارات سابقة، يؤكد فشل المؤامرة والعدوان على سورية ونسقها السياسي ورئيسه وعلى قومية جيشها العربي العقائدي، لكن ثمة كمائن في نصوصه وبنوده الخمسة عشر ومضامينها، يمكن للخاسر في الميدان السوري وحدثه من الطرف الثالث أن يتسلّل منها(أي يزرق بالعاميه)ليعوّض هزيمته العسكرية الميدانية في السياسة، لكن في المحصلة والنتيجة: الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه في الميدان العسكري، وعلى مدار ثمان سنوات وشهرين من الحرب، لن يحصلوا عليه لا في السياسة ولا في قرارات لمجلس الأمن، ودائماً وأبداً فلا أحد يعرف كيف تفكّر دمشق، فسياسة دمشق بالنسبة للغربي لغز مستمر، فلا تتعب نفسك يا وزير خارجية مصر(سامح شكري بخصوص القرار 2254) في تصريحاتك الأخيرة ازاء سورية، فأين أنت من دولة جنوب السودان، والتي كانت فشلاً للأمن القومي المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام، وأسد سورية الدكتور بشّار الأسد لآنّه رجل دولة وقلبه في عقله(وعلى رجل الدولة أن يكون قلبه في عقله)، استقبل المشير البشير الرئيس السوداني في دمشق، وسيستقبل غيره من الرؤساء والملوك والمشايخ العرب وغير العرب، فالردّة العربية والغربية والتركية آتية على دمشق تابع هنا:
الروسان في كلام سياسي حول جولة مايك بومبيو في المنطقة، الأشكاليات المعقدة والمتشابكة وتصريحات سامح شكري الأخيرة ازاء سورية: https://youtu.be/bSiSOHoNaRw
انّ أبلغ تعريف للديمقراطية في عالمنا العربي هو دور ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(ثمة عارية في الشمال السوري تمارس البغاء السياسي مع الأمريكي وغيره، وهي أساساً تمارس ليبرالية الجسد، وثمة شعرة تفصل بين الوقاحة والصراحة)، والتي هي ليست بقوّات ولا سورية ولا ديمقراطية بل ميليشيا عسكرية، وهم عملاء ومرتزقة في الدور، هذا هو تعريف الديمقراطية في عالمنا العربي المنتهك شرفه وعرضه، بفعل بعض أبنائه المسيطرون على مفاصل قراره وخيراته المالية والأقتصادية، وبلا شك هناك بعض كرد سوريين، هم من الصهاينة – تروتسك صهيوني من القشرتين السياسية والثقافية والطبقة الكمبرادورية والمتخلفة القبائلية، وهناك مثلهم من السوريين العرب بل وأخطر منهم، وكما قلت أنفاً عنهم: لم يتركوا فرجّاً الاّ وناموا تحت فرجه ليهدموا ويدمروا سورية ويعودوا حكّاماً ولو على رماد، فاذا كان بعض الكرد يحاولون اغتصاب جزء من سورية، فانّ ما تسمى بالمعارضات السورية تحاول الذهاب بكل سورية. وبالمناسبة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي وزوجه كارن حظي بحفاوة كبيرة عندّ الرئيس المصري السيسي عندما زاره قبل عام، لم تماثل ما حصل عليه في عمان عندما زارها، وألقمه الملك محاضرة في الأدب الدبلوماسي والسياسي وقرّعه وبشهادة الأعلام الغربي والأمريكي نفسه، وبنس تعني فلس، فكيف لوكان مايك دولار؟!
ما هي طبيعة ونوعية ورائحة الحذاء الروسي المرفوع في الوجه الأمريكي المسوّد؟ هل ثمة مخاض مؤلم وحاد بعمق لولادة(ليست من الخاصرة)لشرق أوسط جديد بسمة روسية خالصة تشاركية مع
آخرين؟ هل نجح الروسي الأقرب الى الشرق منه الى الغرب، في الذي أخفق فيه اليانكي الأمريكي؟ اذا كان هناك ثمة شرق أوسط جديد بسمة ووسم روسي خالص، وأنّ المنطقة دخلت هذا المسار الحديث مع بدايات العام الجديد 2019 م، هل اقترب الأعلان عنه مثلاً في ظل اعادة الأنتشار العسكري الأمريكي في المنطقة، أم أنّ خديعة الأنسحاب الأمريكي من سورية يجري تحت غطائها تحضيراً عسكرياً لعدوان جديد على دمشق وبعمق ربما؟ وهل هناك أحصنة طروادة روسية كانت تفعل فعلها رأسيّاً وعرضيّاً وبصمت، لأحداث الأختراقات الضرورية لهذا الشرق الأوسط الروسي الجديد وفقاً لعلم المنعكسات Reflexologist ؟ وهل الأتفاق الروسي السوداني العسكري الأخير، سيقود الى انشاء قاعدة عسكرية روسية متقدمة على شاطىء البحر الأحمر؟ وثمة معلومات وعلى مستوى، أنه لا أسباب أمام روسيا لرفض عرض محتمل لبناء قاعدة عسكرية في السودان، في الوقت الذي قد تدعو فيه دول أخرى موسكو لبناء قواعد عسكرية، عقب النجاح في سوريا، وثمة تعاون روسي سوداني من ضمنه اتفاقية بناء محطة نووية في السودان، بالتأكيد القرار المتعلق بإنشاء قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر بالسودان يعود إلى الرئيس فلاديمير بوتين بصفته القائد العام للقوات المسلحة، لا أرى كباحث ومراقب، أي سبب يدفع روسيا لتجاهل دعوة الجانب السوادني، والتي طرحها سرّاً على الفدرالية الروسية، عبر رئيس أركان الجيش السوداني ومساعده لشؤون الأستخبارات بحضور مدير المخابرات السوداني وقبيل زيارة الرئيس حسن البشير الى سورية. وهل أخضع الأمريكي ومعه حلفائه من الغرب تلك الأحصنة الروسيّة الطرواديّة للمتابعة والمراقبة ثم العرقلة في فعلها وتفاعلاتها في المستهدف من الأهداف الروسية المتصاعدة والمتفاقمة في الأهمية؟ وهل فشلت استراتيجيات الأعاقة الأمريكية في عرقلة واضعاف الفعل الروسي عبر أحصنته المختلفة؟ ومنذ متى تعمل فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها تلك الأحصنة الطرواديّة الروسية؟ هل يمكن اعتبار مثلاً منظومة صواريخ اس 400 الروسية بمثابة حصاون طروادة روسي لأختراق تركيا، بعد أن طرقت الأبواب التركية طرقة واحدة فقط، فسال اللعاب التركي المتعدد عسكرياً لها رغم سلّة التباينات الأمريكية التركية، وبعيداً عن سياقات حلف الناتو؟ وهل ذات منظومة الصواريخ الأس 400 والأس 300 فعلت فعلها في جدار الدولة الأيرانية، بجانب مفاعل بوشهر النووي، ومفاعلات نووية ايرانية أخرى يتم تنفيذها بخبرات روسية؟ وهل يمكن دمج منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية الأس 400 التي تتحصّل عليها تركيا الآن في منظومات هياكل الناتو العسكرية، باعتبار أنقرة عضو فاعل في هذا الحلف وبمثابة غرفة عمليات متقدمة للغرب في أسيا الوسطى والمجال الحيوي الروسي؟ في ظل الدور المصري المتراجع في المنطقة والمرتبط بتحالف مع السعودي والأماراتي، ومع ذلك استبعده الأمريكي من ما تسمى بتسوية اليمن الآن كما استبعده من المسألة السورية بأن فوّض تركيا هناك الى حد ما، ومصر في عهد السيسي ما زالت فوق الروزنامة الأمريكية بكل تفاصيلها وصرف لها الكثير من الوعود أمريكيّاً واسرائيلياً على شكل شيكات بدون رصيد، فهل ما زال المصري بمثابة أحد أضلع ثالوث القوّة الأقليمي؟ وهل تتم الآن استعدادات تظهير الفعل الصيني العسكري في الداخل السوري، في تحرير مناطق وساحات من ميليشيا الحزب الاسلامي الكردستاني الصيني حيث يتحصّن هناك في بعض عروق جغرافية الشمال السوري كديمغرافيا ايغورية غريبة، تم جلبها وتوطينها في الداخل السوري عبر الطرف الثالث بالحدث الشامي، وتحت يافطة الجهاد بدعم تركي وغربي صرف وبامتياز منذ بدايات المؤامرة على سورية؟. نعم وبكل وضوح، بعد انهاء ما تسمى عصابات داعش في العراق وسورية(صارت تتلوّن بمسميات جديدة بدعم من تحالفات البورغر كينج وثقافات الماكدولدز والكابوي)ظهر التدخل الأمريكي فجّاً طامعاً متحديّاً، ولكنه سيخرج خروجاً كارثيّاً وأعمق من خروجه من لبنان في عام 1983 م، وعبر مقاومته عسكريّاً حتى يصار الى(شلعه شلعاً من جذوره)، كما يسعى هذا اليانكي الأمريكي ومعه المراهقين الغلمان من البعض العربي، على انفاذ الكيان الصهيوني في جسد المنطقة، مثلما كانت أوسلوا 1993 م بوّابة ذلك بجانب وادي عربة 1994 م وقبلهما كامب ديفيد 1979 م، مع سعي حثيث لهذا التحالف الأمريكي مع بعض غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، الى تفجير الأردن من الداخل سياسيّاً وعبر الورقة الأقتصادية وتشابكاتها الديمغرافية، بعد أن قلب الجميع له ظهر المجن، لذا ظهر الملك في أكثر من مرة ومكان محارباً في مناورة عسكرية بالذخيرة الحيّة، في رسائل متعددة للجميع، ان لجهة الداخل الأقليمي، وان لجهة الخارج الأقليمي، وليس للملك من سند سوى شعبه، وليس أمريكا وغلمانها في المنطقة، والتحالف مع واشنطن أكثر خطورة من العداء لها، هكذا المعادلات الحسابية والوقائع والمعطيات تنطق وتتحدث، ولنا في ومن التاريخ العبر والأدلة والقرائن. عبر الاستدلال والاستقراء واستنطاق المعطيات والوقائع نرى أنّ خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية وبالتالي الدولية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً خاصةً في ظلّ حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم . تحدث المزيد من الخبراء والمحللين الأستراتيجيين الأمميين، عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً بفعل الحدث السوري وتداعياته، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات الواقعية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة استراتيجية جديدة ذات أفق دولي عميق، بفعل الجيش العربي السوري، والموقف الروسي المتماسك في جلّ المسألة السورية، والفعل الصيني المساند له، بجانب الدعم الأيراني المستمر(الغرب يحاول العبث بايران ومعه حلفائه عبر لعبة حراك الشارع من جديد كما حدث في عام 2017 م واسقاطها على منحنيات الطبقة الوسطى الأيرانية الحقيقية، والتي يمكن الرهان عليها لأحداث التغيرات السياسية المطلوبة، ونقول لهم: اذا كان خازوق ما تسمى بالثورة السورية، والتي ما بقي ثور بريّ من البريّة الاّ ولقحها وذاق عسيلتها ثم طلقها، قد استغرق ثمان سنوات وأكثر وفشلتم، فانّ خازوق ما تسمى بالثورة الايرانية التي تنشدونها ومعكم عرب روتانا وغلمانها وحلفاؤكم، سيستغرق مائة عام وأكثر وستفشلوا). ويلحظ العالم أجمع الفرق بين الأنموذج الروسي الصاعد كقوّة دولية عظمى، والأنموذج الأمريكي الذي استنفذ مخزوناته من سلاّت الكذب وقواميس الأفتراء والغدر، والأستكبار والأحتقار والخديعة والأجرام(خطاب مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في جامعة القاهرة الأخير)، باسم الواقعية السياسية الأنتهازية وعبر المكارثيون الجدد في الأدارة الأمريكية، صدى المجمّع الصناعي الحربي وصدى البلدربيرغ الأمريكي ونواة حكومته الأممية، حيث أخرجت واشنطن موسكو من مجموعة الثماني الدولية G8، لتعود الأخيرة لصفتها الأمبريالية G7 بدول سبع، كما أنهت كافة أشكال التعاون العسكري والمدني مع موسكو بما فيها مكافحة الأرهاب ومكافحة المخدرات ومكافحة الأتجار بالبشر، وأبقت أمريكا على التعاون بين روسيّا والناتو في الملف الأفغاني، لغايات تأمين بعض انسحابات للقوّات الأمريكية والناتو من أفغانستان في نهايات هذا العام الجديد 2019 م، ان صدقت الرؤى والنوايا. فانّ دلّ هذا على شيء فانما يدل على مدى انتهازية واشنطن، فهي تلغي ما يناسبها وتبقي ما يتفق ومصالحها الآنية الضيقة، فهي دولة تعاني من النرجسيّة والسوبر ايغو بشكل شمولي، وصار نفوذها المعنوي يتراجع بسبب مواقفها السياسية وتدخلاتها الأمنية غير الأخلاقية. ومع ذلك أعطتها الفدرالية الروسية درساً في الأخلاق السياسية، حيث اعتبرت موسكو مسألة الأنسحاب عبر آراضيها وعبر مجالها الجوي مسألة انسانية صرفة بامتياز، حيث الخطورة كبيرة على سلامة القوّات الأمريكية الأحتلالية والناتويّة عبر الطرق البريّة الباكستانية، حيث نشاطات عسكرية عميقة لجماعات(طالبان باكستان)المسلّحة، والأخيرة بدأت حوار مع اسلام أباد في محاولة مشتركة من الباكستان وواشنطن، لتأمين طريق بديل احتياطي للأنسحابات العسكرية الأحتلالية الأمريكية الأطلسية من الأفغانستان عبر الباكستان برّاً كخطّة بديلة، في حال تصاعد مروحة المواقف الروسية المتصاعدة كنتاج لحالات الكباش الروسي الأمريكي، لجهة الدبلوماسي والسياسي، وان لجهة الأقتصادي والعسكري، وان لجهة المخابراتي والعلمي، وان لجهة الثقافي والفكري، وتداعيات كل ذلك على مشاعر العداء القومي والكراهية لكل أطراف معادلات الكباش الأممي. كما نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية نهجت سلوك فجّ في التعامل مع من كانت تعتبره الشريك الروسي الأستراتيجي، حيث قامت واشنطن بتعليق التعاون بين وكالة ناسا في برنامج الفضاء ومؤسسة الفضاء الروسية، باستثناء النشاطات المتعلقة بمحطة الفضاء الدولية الروسية، والأخيرة بنتها موسكو وتستفيد منها أمريكا في الأبحاث العلمية المتقدمة، ومع كل هذه الأنتقائية الفجّة غير الأخلاقية لواشنطن فانّ الروسي لن يطرد الأمريكي من محطته، وعلى قاعدة أنّ البحث العلمي هو ملك للبشرية جمعاء، وهذه قيمة علمية وانسانية مضافة تدلّل على قوّة ورقي وتسامي انساني، للفدرالية الروسية ونموذجها الأخلاقي والعلمي المتنامي والراقي. فموسكو وعبر فعلها وصبرها، تقول للولايات المتحدة الأمريكية: نجمك آفل بسرعة، وحضارتك ستستقر في مزبلة التاريخ عبر حركة الأخير(أي التاريخ نفسه)، وأنّ الفراغ ستملئه قوى جديدة صاعدة، وأنّ النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب، سيولد من رحم الأزمات ومن رحم متاهاتك السياسية والعسكرية والأقتصادية والعلمية الفجّة، وأنّ العالم استعاد عبر ميكانيزمات فعله ميزة وصفة العالم المتعدد الأقطاب وهذا ما يدركه الجميع. فمن مهّد وقاد للمشهدية العسكرية والسياسية والأستخباراتية والدبلوماسية السورية الميدانية الحالية، وهذه الأريحية الكاملة لدمشق ونسقها السياسي، هو استعادة الجيش العربي السوري العقائدي للمبادرة العسكرية على أرض الميدان وفي جلّ الجغرافيا السورية، ان لجهة الهجوم وكنس زبالات الأرهاب المدخل والمصنّع ودفعه نحو ممرات ادخاله من جديد كارتداد للأرهاب المدخل، أو نحو السماء لملاقاة الحور العين التي جهد من أجلها، وان لجهة الدفاع الأيجابي وأخذ زمام المبادرة العسكرية، بمساعدة الحلفاء المحليين والأقليميين والدوليين وعلى رأسهم الروسي والأيراني وحزب الله والصيني حديثاً، فالصوت والفعل الأهم الذي كان له بجانب صوته وفعله السياسي والثقافي والفكري أيضاً، هو صوت الميدان العسكري العملياتي، مسنوداً من قبل تماسك القطاع العام في الدولة واستمراره في تقديم الخدمات، وتماسك الجسم الدبلوماسي في الخارج، وحرفية مجتمع الأستخبارات السورية، وتزواج السياسي بالأمني، والعسكري بالأقتصادي، والثقافي بالفكري، والرصد والخلق لضرورات التنسيق معه من قبل الطرف الثالث بالحدث السوري، لمواجهة الأرهاب المصنّع(بفتح الشدّة على النون)في متاجر الأستخبارات الدولية والمدخل من قبل هذا الطرف الثالث المصنّع(بكسر الشدّة على النون)ودول الجوار السوري المساهم، بشكل أو بآخر وعلى مدار سبع سنوات وما زال حتّى اللحظة ولكن بنسب ما دون الخمسين بالمائة، واسناد الحلفاء والأصدقاء للدولة الوطنية في دمشق، وقبل كل ذلك الأرادة السياسية والشعبية مع التوظيفات السابقة بشكل علمي مدروس، وتعاظم وطنية السوريين بشكل أفقي ورأسي وبعمق، وبقاء الرئيس الأسد في حضن ديكتاتورية جغرافيته السورية ولم يغادر وصمد. وها هو العالم كما أرخى لحيته لنتائج الفعل الروسي في المسألة الروسية، سيرخي لحيته أيضاً لنتائج لغة الميدان السوري الطاغية وبشكل متدرج شاء أم أبى، كما لاحظنا في السابق الأرخاء لنتائج عمليات كنس جبهة النصرة في جرود عرسال اللبنانية بالتنسيق بين أطراف المعادلة الذهبية(الجيش اللبناني والشعب والمقاومة)من جهة والجيش العربي السوري من جهة أخرى، والتي قلنا حينها أنّها ستكون بروفا لما سيجري في ادلب لاحقاً، عندما تحين لحظة الأستحقاق، ومعركة تحرير ادلب بدأت الآن بعد تطهير مطار أبو الظهور العسكري والذي هو بمثابة مفتاح تحرير ادلب وعودتها الى حضن الدولة الوطنية السورية(فهل يحدث التنسيق العسكري تنسيق الضرورة اذاً بين الجيش السوري والجيش التركي المباشر للقضاء على كافة مجتمع الزومبيات هناك برعاية روسية نكاية بالأمريكي وقوّاته البريّة والمتمثلة بما يسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد، والتي هي ليست بقوّات بل ميليشيا عسكرية كمرتزقة، وليست بسورية ولا ديمقراطية)وكذلك الجيش الجديد(ما يسمى بالجيش السوري الحر الجديد، وهو من بقايا الأرهاب وخاصة داعش؟). تحرير سورية من الأرهاب ينتج دولة الجميع، وستتعزّز المصالحات والمسار السياسي مع الأستمرار في الحسم العسكري على الأرض في بعض البؤر، التحرير من خلال دولة وجيش الشعب وكسر للمعادلات المذهبية، بعبارة أخرى، دولة الكل والجميع، لا دولة الفرد ولا دولة الفئة، ولا دولة الطبقة ولا دولة المسؤولين الكبار، ولا دولة التجار وكبار القادة والضبّاط، ولا دولة البرجوازية الطفيلية من جديد، بل دولة البرجوازية الصناعية السورية دولة البرجوازية الوطنية، باسناد الوطنيين السوريين والشرفاء العرب والحلفاء وغيرهم. انّ قوى 14 أذار المصدومة لما جرى ويجري في لبنان من حالات الأستعصاء السياسي، والموجودة مثيلاتها أيضاً رسميّاً في البعض العربي الرسمي القلق، والأخير جزء من الطرف الثالث بالحدث السوري وجزء مهم من التآمر، ومن يقوم بحرب الوكالة عن الأصيل(محور واشنطن تل أبيب)، هذه القوى 14 أذار المستنسخه أرخت كل بوصيلات شعرها لنتائج الفعل السياسي والعسكري اللبناني بمعادلته الذهبية(الجيش والشعب والمقاومة)، ولنتائج الواقعية السياسية الصادمة لها في الداخل السوري، حيث آعاد الفعل العسكري السوري للدور الدمشقي وتأثيراته المناخية ألقه ووجوده، بعد أن تم اعادة انتاجه من جديد وخاصةً في مسار الأستحقاق العسكري للجيش اللبناني وتشاركيته مع المقاومة والشعب، وعودة دمشق والى حد ما الى معادلة القرار السياسي الداخلي في لبنان، لأيجاد نوع من التوازن في مواجهة الطرف السعودي القلق والمتراجع في الدور، والطرف الأسرائيلي الغاضب عبر نماذج كوهين لبنان جعجع والطرف الدولي، وكانت رسائل أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله مؤخراً واضحة لكافة الأطراف فيما يتعلق في المسألة اللبنانية والمسألة السورية بعد الفعل العسكري المشترك والذي ما زال قيد العمل والأنشاء وسيبقى كذلك وسيطبق نموذجه لاحقاً في الأمارة القاعديّة في ادلب، بعد سيطرة جبهة النصرة عليها واقصائها لباقي الزومبيات الأرهابية والفصائل المدعومة من تركيا، وللمسألة والأزمة الخليجية بعض المفاعيل فيما آلت اليه الأمور في ادلب، بعد الأصطفاف التركي مع قطر ضد الرباعي العربي المأزوم أصلاً، أريد لهم أن يخرجوا الى هناك في ادلب ليصار الى حرق الجميع بالجميع، ان عبر حرب أهلية بين مجاميع الأرهاب كما يجري الآن، وان عبر قتلهم من قبل مشغلييهم لأنتهاء صلاحيتهم ودورهم. نتائج الفعل العسكري السوري قي الميدان وعلى كافة الجبهات، هل يدفع مصر للعودة الى حماية الحوض الشامي التاريخي وترميم عمق أمنها الأقليمي في قلب الشرق سورية، بالرغم من التحديات التي تواجه مصر برئاسة المشير السيسي، وخاصةً أنّ هذه التحديات قد تأخذ أشكال الفيتو والبروكسيات السعودية والأماراتية للحد من خياراته نحو سورية، وهو بحاجه الى المال السعودي والأماراتي لتحسين حال الأقتصاد المصري المتهالك، فهل سينجح في المزاوجات بين هذا وذاك؟ ننتظر لنرى. فعل الجيش السوري فتح وأدار مروحة حل إمكانيات جديدة خلاّقة لجل المسألة السورية، ومروحة تسويات سياسية إقليمية ودولية، فأيّاً تكن اتجاهات المسألة السورية وجوهرها، فانّ النسق السياسي السوري وعنوانه الرئيس الأسد باقون وباقون، سواءً جنحت المسألة السورية، إن لجهة عودة المسار العسكري البحت مع سلسلة جولات من العنف أشد ضراوة، من القواعد الأمريكية في العراق وخاصة قاعدة عين الأسد، وان لجهة المسار السياسي ومضامينه، وان لجهة مسار عسكري ومسار سياسي متلازمين معاً. عنوان النسق السياسي السوري هو الرئيس الدكتور بشّار الأسد(العقدة والحل معاً)، لا بل وعقدة الحل نفسه حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، ونكايةً بالطرف الخارجي بالحدث السوري من أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وبعض العرب، والروس أرسوا توازناً دقيقاً حال وما زال يحول دون تدخل عسكري خارجي في سورية، كما يحول دون سقوط الرئيس الأسد واخراجه كرهاً أو حبّاً، من أتونات المعادلة السورية الوطنية، إن لجهة المحلي وتعقيداته، وان لجهة الإقليمي وتداعياته ومخاطره، وان لجهة الدولي واحتقاناته وتعطيله وأثاره على الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي أثاره على نسب النمو الاقتصادي واستعادة المنظومة الاقتصادية الأممية لعافيتها، بعد أزمة الرهن العقاري وارتباطاتها في الولايات المتحدة الأمريكية – شرارة وجوهر الأزمة الاقتصادية الأممية…. ثمة معطيات ووقائع على خطورة من تجدد الأزمة الأقتصادية العالمية هذا العام 2019 م. كما نجحت موسكو وبقوّة بأن جعلت الأسد ونسقه السياسي طرفاً رئيسياً في التسوية، وان بقاء الأسد ونسقه ليس فقط ثمناً من أثمان مسألة التسوية الكيميائية السورية، كما يظن السذّج من الساسة والذين تمطى رقابهم كالعوام، بل أنّ الرئيس الأسد وموضوعة بقائه صارت بفعل الدبلوماسية الروسية الفاعلة والجادة، خارج دائرة التفاوض والمساومة ومسألة خارج النقاش بالنسبة لموسكو وإيران ودول البريكس، وسيبقى حتّى عام 2021 م الى حين الأستحقاق الرئاسي القادم، وبالتالي مسألة الحوار مع النسق السياسي السوري، لم يعد مشروطاً برحيل الأسد أو تنحيه، لقد غرسوا الروس الشرقيون غرساً، من الأفكار في عقل جنين الحكومة الأممية ملتقى المتنورين أو المستنيرين من اليهود الصهاينة، والمسيحيين الصهاينة، والمسلمين الصهاينة، والعرب الصهاينة، بأنّ ما يجري في سورية يجري في الفدرالية الروسية ودفاعهم عن دمشق دفاع عن موسكو. تشكل المسألة السورية وحدثها بالنسبة لموسكو، مدخلاً واسعاً لرسم معادلات وخطوط بالألوان والعودة إلى المسرح الأممي، من موقع القوّة والشراكة والتعاون والتفاعل بعمق، وتحمّل المسؤوليات ضمن الأسرة الدولية الواحدة في عالم متعدد الأقطاب، لأحداث التوازن الأممي الدقيق في شتى الأدوار والقضايا بما فيها الصراع العربي – الإسرائيلي كصراع استراتيجي وجودي في المنطقة والعالم، بالنسبة للعرب الحقيقيين، والمسلمين الحقيقيين، لا عرب صهاينة ولا مسلمين صهاينة، ولا عرب البترول والغاز، وبلا شك انّ ثبات وتماسك الجيش العربي السوري العقائدي ضمن وحدة وثبات النسق السياسي السوري وعنوان هذا النسق الرئيس الأسد قد جلبوا للفدرالية الروسية العالم أجمع. ومع مفاعيل وتفاعلات الفعل العسكري السوري الطاغي في الميدان، وفعل شقيقه الجيش المصري في سيناء وجلّ عمل المنظومة الأستخباراتية المصرية على طول وعرض المساحات(بعيداً عن مضامين مقابلة السيسي مع الشبكة الأمريكية سي بي أس ورفعه الغطاء لمعلومات خطيرة في الغاية لها ما بعدها لبقائه، وبعيداً عن تصرحات سامح شكري الأخيرة ازاء سورية، ويبدو أنّه آراد أن يظهر فحولته أمام الرأي العام ارضاء لمملكات القلق على الخليج – عرب روتانا)، وفعل الجيش العراقي والحشد الشعبي والذي سعى الجميع الى تطييفه، وفعل جيشنا العربي الأردني ومنظومتنا الأستخباراتية بفرعيها الخارجي والداخلي في مكافحة كارتلات الأرهاب ومصادر فكرها ومسارات تمويلها أيضاً، ثمة سؤال يتموضع في التالي: هل يبدو أنّ المنطقة تتجه نحو نظام حكم مركب ومعقّد الى حد ما، سيكون لجيوش الدول الأربعة أدوار وأدوار في مكافحة الأرهاب الذي تم تصنيعه في متاجر الأستخبارات الدولية، خاصةً وأنّ العدو في عقيدتها العسكرية هو الكيان الصهيوني والأرهاب.
منزل –
عمّان : 5674111
خلوي: 0795615721
سما الروسان في 13 – 1 – 2019 م.
التعليقات مغلقة.