معركة عدن والنصر الأعلامي.. فلاتتسرعوا وانتظروا الخواتيم / هشام الهبيشان

 

هشام الهبيشان* ( الأردن ) الأحد 19/7/2015 م …

 ان ما جرى بعدن خلال 72ساعة الماضية يؤكد ان هناك حرب شعواء تشنها السعودية وبعض من يدعمها بحربها على اليمن ،فاليوم هناك معلومات موثقة تقول إن الدولة اليمنية تتعرض لحرب استنزاف كبرى، وتشير إلى أن هناك ما بين 23 الى 27 ألف مسلح محترف يقاتلون في شكل كيانات مستقلة مثل “القاعدة”، أو في صفوف ما يسمى “بميليشيات المقاومة الشعبية وأنصار هادي”، وتفيد المعلومات عينها، بأن هناك مخططآ ما تحضره بعض القوى الإقليمية يستهدف إدخال الدولة اليمنية بكل أركانها بحرب استنزاف طويلة عن طريق الزج بآلاف المقاتلين المحترفين الى ساحات المعارك، وهؤلاء بمعظمهم هم عبارة عن أدوات في يد أجهزة استخبارات الدول الشريكة في الحرب على اليمن.

إن أدوات الحرب المذكورة كادت، خلال فترة ما، أن تنجح في إسقاط الدولة اليمنية في الفوضى العارمة، لولا يقظة القوى الوطنية اليمنية منذ اللحظة الأولى لإنطلاق الحرب عليها، فقد أدركت هذه القوى حجم خطورة الحرب مبكرآ، وتنبهت لخطورة ما هو قادم، ورغم ماجرى بعدن ورغم حجم الدمار الهائل الذي أصاب اليمن بعد أكثر من 110يومآ من العدوان، مازال واضحآ أن اليمنيين يملكون من جولات الصمود جولات وجولات.

ومع استمرار فصول الصمود اليمني أمام موجات الزحف المسلح بمحيط مدينة عدن من قبل هذه القوى، وانكسار معظم هذه الموجات سابقآ على مشارف مدينة عدن،ومع خسارة الجيش اليمني وحلفائه أنصار الله لجزء كبير من مدينة عدن اليوم ، فاليوم تسعى الدول الشريكة في الحرب على اليمن إلى  الانتقال إلى حرب الاستنزاف لكل موارد وقطاعات الجيش اليمني وحلفائه في محاولة أخيرة لإسقاطهم.

ورغم حجم الدمار الذي أفرزته حرب الاستنزاف للجيش اليمني وحلفائه ، فما زال الجيش اليمني وحلفائه ممثلين بالقوى الوطنية قادرون على أن يبرهنوا للجميع أنهم قادرين على الصمود، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش اليمني وحلفاؤه “أنصار الله” ، والتي انعكست مؤخرا بظهور حالة واسعة من التشرذم لما يسمى “بأنصار هادي والمقاومة الشعبية” و “القاعدة “،بمناطق واسعة بشمال وشمال غرب وشمال جنوب اليمن .

ومن هنا نستطيع أن نقرأ ومن خلال ماجرى مؤخرآ بمدينة عدن ، أن الأدوار والخطط المرسومة، في شن الحرب على اليمن، قد تغيرت وآخر الخطط التي ما زالت تعمل بفعالية نوعآ ما حتى الآن على الأرض هي حرب الاستنزاف للجيش اليمني وحلفائه، وإذا استطاعت “مرحليآ “القوى الوطنية اليمنية أن تصمد وبقوة كما صمدت أمام خطط سابقة،فستشفل إستراتيجية اضعاف واسقاط الجيش اليمني وحلفائه ، والسبب أن خطة الاستنزاف التي تنتهجها أطراف العدوان على اليمن لها أمد معين وستنتهي بانتهاء مدة صلاحيتها، وبذلك تكون اليمن الدولة أمام آخر خطط الحرب غير المباشرة عليها، بعد أن تحسم مبكرآ هذه الحرب المفروضة عليها.

ختامآ، ما جرى بمدينة عدن اليوم يحتم على القوى الوطنية اليمنية وبكل أركانها، تمتين الجبهة الداخلية أكثر وأكثر، حتى وإن كان ذلك على حساب تنازلات مجتمعية مصالحات وطنية كبرى وعقلانية تقوم بها هذه القوى الوطنية، للتخفيف من وطأة وآثار هذه الحرب على البنية المجتمعية الداخلية باليمن، وإن نجحت في ذلك واستطاعت بناء تحالفات جديدة مع قوى مجتمعية وسياسية في الداخل اليمني، من خلال تنازلات عقلانية ومهيكلة تقدم لهذه القوى، ستكون بلا شك قد قطعت شوطا كبيرا في مشروع الانتصار الأكبر على حلف دولي كان وما زال يطمح إلى إسقاط الدولة اليمنية بكل أركانها ،ولمن يحتفلون بأنتصار عدن الإعلامي أقول لهم لاتتسرعوا وانتظروا خواتيم المعركة ،فالحرب سجال صولات وجولات ولننتظر خواتيمها….”وكل عام والشعب اليمني الحر وعموم الأمتين العربية والإسلامية وكادر عمل الصحيفة والموقع الالكتروني وجميع القراء الاعزاء  بالف الف خير بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، وأتوجه لله تعالى بخالص الدعوات بأن يعيده على الإمتين العربية والإسلامية  بالخير واليمن والبركة” ….

* كاتب وناشط سياسي -الأردن.

[email protected]

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.