جنرالان اسرائيليان : إيران بصدد مُواجهة إسرائيل بعد تلّقيها الضربات بسوريّة
مشاركة
الثلاثاء 15/1/2019 م …
الأردن العربي – زهير أندراوس …
ما زال النقاش في كيان الاحتلال مُستمّرًا بعد الخروج عن القاعدة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وإعلانه رسميًا مسؤولية سلاح الجوّ الإسرائيليّ عن توجيه الضربات ضدّ أهدافٍ زعم أنّها إيرانيّةً، وكانت تخزن الأسلحة المُعدّة للنقل لحزب الله في لبنان، وبالتالي كان أكثر من طبيعيٍّ أنْ تتواصل التعليقات الإسرائيليّة للتعقيب على التطورّات الحاصلة مع سوريّة، خاصّةً بعد القصف الإسرائيليّ الأخير باتجاه أهدافٍ إيرانيّةٍ في مطار دمشق الدوليّ، حسب الزعم الرسميّ الإسرائيليّ.
وفي هذا السياق قال الجنرال عاموس غلعاد رئيس معهد السياسات والإستراتيجيّة في المركز متعدد المجالات بهرتسيليا قال إنّ إسرائيل مُطالبة بالنظر إلى الأمام بالمنظور الاستراتيجيّ، لأنّ إيران تعرّضت لضرباتٍ قويّةٍ، وهي تريد مواجهة مع إسرائيل، بحسب قوله.
وتابع الجنرال في حديثٍ لصحيفة (معاريف) العبريّة، تابع قائلاً إنّ القصف الإسرائيليّ الأخير جاء بعد فترةٍ اعتقد الكثيرون أنّ إسرائيل ستبقى ملتزمة الصمت عمّا يحصل في سورّية بسبب توتر العلاقات بين تل أبيب وموسكو، لكنّ الإيرانيين يحثون الخطى باتجاه مواجهةٍ عسكريّةٍ، هذا ما يجب أنْ نفهمه، أكّد غلعاد.
ورأى أيضًا أنّ الإيرانيين يستعّدون لفتح جبهةٍ عسكريّةٍ ثانيّةٍ في مواجهة إسرائيل من خلال كيانٍ عسكريٍّ، والمشكلة أنّ إسرائيل غيرُ مستعدّةٍ لمثل هذه الجبهة الجديدة في ظلّ ما تُواجهه في الجبهة الأولى في لبنان، بحسب تعبيره.
ولفت الجنرال الإسرائيليّ إلى أنّه على المدى القصير هناك نجاحات إسرائيليّة، وفي المنظور الاستراتيجي لا زال الإيرانيون يُحاوِلون، أمّا الروس فإنهم يريدون إعادة إعمار سوريّة، وتحويلها إلى منطقة نفوذٍ إستراتيجيٍّ لهم، لأنّهم حققوا فيها انجازات من وجهة نظرهم، كما أكّد للصحيفة العبريّة.
وخلُص الجنرال غلعاد إلى القول إنّه في الوقت الذي تبدو فيه علامات الضعف الإيرانيّ، فإنّ الروس يطلبون من إسرائيل عدم التدّخل، لكن إسرائيل لا يُمكِنها التسليم بوجود تهديدٍ صاروخيٍّ على مناطقها، كما قال.
أمّا الجنرال عاموس يادلين، قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابقًا، ورئيس معهد دراسات الأمن القوميّ التابع لجامعة تل أبيب فقال من ناحيته إنّ القصف الإسرائيليّ الأخير على سوريّة لا يبدو أنّه استهدف مقاتلي حزب الله، وإنمّا ضرب شحنات أسلحة قادمة من إيران إلى سوريّة في طريقها إلى لبنان، على حدّ زعمه.
ولفت في حديثٍ أدلى به لصحيفة (معاريف) العبريّة إلى أنّ المهم اليوم ليس ما تمّ مهاجمته في سوريّة، وإنمّا ما رافقها من تطورين هامين: الأوّل تبعات إسقاط الطائرة الروسية في أجواء سوريّة، وما رافقها من تراجع حدّة الهجمات الإسرائيليّة هناك، والثاني القرار الأمريكيّ بسحب القوات من سوريّة، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ هذين الحدثين على أهميتهما لم يُوقفا الضربات الإسرائيليّة، وهذه الرسالة الأهم التي وصلت لكلّ مَنْ يهمه الأمر، كما قال.
بالإضافة إلى ذلك، لفت الجنرال يدلين إلى أنّ قاعدة (المعركة بين الحروب) التي يقوم الجيش الإسرائيليّ بتنفيذها في ضرباته داخل سوريّة لها هدفان أساسيان: وقف نقل الأسلحة إلى حزب الله، ومنع إقامة قواعد عسكريّة إيرانيّة في سوريّة، زاعمًا أنّه بالنسبة لهذا الهدف فقد حققت إسرائيل نجاحات واضحة، وفق تعبيره.
وخلُص الجنرال يدلين إلى القول إنّ الإيرانيين أرادوا التمركز في سوريّة من خلال قوات مشاة وسلاح جوّ وغيرهما، مع أنّ مثل هذا الهدف ليس مرتبطًا ببقاء القوات الأمريكيّة في سوريّة، أوْ انسحابها منها، لأنّ الأمريكيين لم يسعوا بالأساس لوقف التواجد الإيرانيّ في سوريّة، والروس كذلك ليسوا بصدد القيام بذلك، إسرائيل فقط هي من تريد تنفيذ هذه المهمة، كما أكّد للصحيفة العبريّة.
على صلةٍ بما سلف، قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، يوسي يهوشواع، اليوم الثلاثاء، إنّه مع كلّ الاحترام للتحدّيات الجسام الماثِلة أمام إسرائيل على الجبهات المُختلِفة: حزب الله، سوريّة وإيران والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، واحتمال اندلاع انتفاضة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، إلّا أنّ المُهّمة الرئيسيّة، التي يتحتّم على القائد الجديد لجيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، (55 عامًا)، الذي باشر أعماله اليوم، مُعالجتها فورًا وبدون تأخيرٍ، تكمن في الانخفاض الحاد جدًا لدى الشباب الإسرائيليّ في انخراطه في الوحدات القتاليّة، وإعداد خطّةٍ كاملةٍ ومُتكاملةٍ مع وزارة التعليم للحدّ من هذه الظاهرة الخطيرة على الجيش، بحسب تعبيره.
التعليقات مغلقة.