إذا أردت أن تعرف ماذا في الأردن فعليك أن تعرف ماذا في السعودية..

 

الأردن العربي – عمون ( السبت ) 18/7/2015 م …

كرّر الممثل السوري الراحل نهاد قلعي، الشهير بـ”حسني البورزان”، طوال حلقات مسلسل “صح النوم”، عبارته الشهيرة “إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في إيطاليا فعليك أن تعرف ماذا يحدث في البرازيل، وإذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في البرازيل فعليك أن تعرف ماذا يحدث في ايطاليا”.

عبارة تعطي مؤشراً على التفاعل وغالباً الإيجابي منه بين الدول بما يساعدها على بناء مواقف وسياسات موحّدة تجاه الأحداث والقضايا المحلية والإقليمية والدولية. بإسقاط العبارة على واقع السياسة الأردنية، يكون التطابق قائماً مع نصف العبارة فقط، وعليه “إذا أردت أن تعرف ماذا في الأردن فعليك أن تعرف ماذا في السعودية”.

وأحياناً عليك أن تعرف ماذا في مصر لتعرف ماذا في الأردن، ومراراً عليك لتعرف ماذا في الأردن أن تعرف ماذا في أميركا، في المقابل لا يلتفت أحد لمعرفة ماذا في الأردن كمنطلق لمعرفة ماذا في غيرها من الدول. يمتلك الأردن موقفاً تجاه الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، وهو الموقف الذي يأتي متطابقاً مع مواقف الحلفاء طبقاً لمستوياتهم ومدى تأثيره وحجم المنافع التي يقدمونها للمملكة، ولكن المفاجآت التي تسبق بلورة موقف موحد تجعل السياسة الأردنية تصاب بالحرج، ويتأخر إعلان موقف واضح حتى تجاه القضايا ذات التأثير المباشر عليها.

حدث ذلك في أعقاب الإعلان عن التوصل للاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، عندما صمّمت السياسة الأردنية منتظرة مواقف الحلفاء من الحدث الإقليمي الأهم، والذي سينعكس على المنطقة وربما يعيد ترتيب تحالفاتها. ومع تأخر مواقف الحلفاء، شعرت السياسة الأردنية بالحرج، ومع صدورها متباينة، زاد حرج السياسة الأردنية التي رأت ضالتها في إعلان موقف فضفاض يصلح مستقبلاً لتكييفه حسب الحاجة، فأعلنت أنها تراقب وتنتظر معرفة كافة التفاصيل لتحديد موقفها.

في السنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة انتقادات الأردنيين لسياسة بلادهم الخارجية التي تبدو منصاعة لمواقف العديد من الدول، حتى وصلت بهم القناعة أن تحديد بداية ونهاية رمضان يتم بناءً على مواقف خارجية، وفي هذه المناسبة يرددون “السعودية تراقب الهلال والخارجية الأردنية تراقب السعودية”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.