مهرجان جرش ليس فاحشاً وماجناً../ باسل الرفايعة
باسل الرفايعة ( الأردن ) الأحد ) 19/7/2015 م …
مهرجان جرش يُشجِّع “الفجورَ والفحشاءَ والسُكُر والاختلاط” هذا رأيُ جبهة العمل الاسلامي، أكبرُ الأحزاب الأردنية، وهي أكدت أنَّ حفلاته “ماجنة”.
أطالبُ الأمن العام بإحصائية عن حالات التحرُّش اللفظيّ والجسَديّ في السنوات الجرشية الأخيرة. نُريدُ أن نعرفَ اذا كانت هناك محاولات اغتصاب على المدرّجات، وفي شوارع الأعمدة، وكمْ عدد المخمورين. أمّا “الاختلاط” فآملُ أن يسامحنا فيه فقهاءُ الجبهة، فبناتهم واولادهم يدرسون في جامعات مختلطة، ويتسوقون في مراكز تجارية مختلطة، ويعملون في مؤسسات حكومية وخاصة مختلطة.. والعياذُ بالله.
على الأمن العام أن ينشرَ احصاءً عن “الفحشاء والمجون” في مهرجان جرش، فإذا ثبتَ انه مهرجانٌ يدعو للانحلال، ولدينا عشرات الآلاف من جمهور المنحلِّ أيضاً، فيجبُ إلغاء المهرجان، دون تردد. أما إذا ظهرَ أن الإمرَ لا يتعدى محاولة فرض أجندة الجبهة، وافلاسها السياسي والحضاري، فتلك مسألة أخرى.
ما هو “المجون”؟. هذا كذبٌ مبين يا “جبهة العمل الاسلامي”. لم يُسجّل في تاريخ المهرجان مشهدُ مجونٍ واحد، ولا فحشاء واحدة. انه مهرجان للعائلات والشباب والفرح، والغناء والموسيقى والشعر والفلكلور الأردني.. وإذا كان هناك من يشربُ الكحول في حفلات المهرجان، أو يمارسُ تعدياً على الناس، فيجب أن يتصدى له القانون.
الغناءُ والموسيقى ووجود فتيات غير محجّبات، ليس مجوناً. المجون الذي نطالبكم بإدانته بوضوح هو ما يحدث في دولة “داعش” الخرافية، من اغتصاب الأطفال، وسبي النساء، وبيعهنّ في سوق النخاسة. المجون أن يكون لرجلٍ همجيٍّ عشرات المحظيّات من الطفلات والسبايا، كما ملكت يمينه.
ما يجب تذكير الجبهة الإخوانية به هو القانون أيضاً الذي لا يحظرُ الاختلاط بين النساء والرجال في الاْردن ، ويسمحُ لمتاجر معينة وفنادق ومشارب ببيع الكحول وتقديمها. الأمر ليسَ جديداً، فنحنُ دولة لا تطبق الشريعة الاسلامية، وبين سكانها مسيحيون يشربون النبيذ على العشاء، وسيّاح، ومسلمون يُحِبُّون بيرة الصيف، ولولاهم لأغلقت متاجرُ بيع الكحوليات، فهم الزبائن الأكثر استهلاكاً، لأنهم يشربون ليلةً، بليلة، ولا فرصة لديهم للتخزين في البيوت.
لا يُمْكِنُ تطبيق الشريعة. يُدركُ الاسلاميون ذلك، ولم تكن لديهم مشكلة فارقة، عندما شاركوا بحكومة مضر بدران العام 1989. لكنها ورقةٌ قي جيب الإخوان المسلمين دائماً، يُلوحون بها، في استقطاب مزاج متدين، وشارع فقير، وذلك كلما عصفت بهم أزمات، مثل فقدانهم التوازن التنظيمي والسياسي الآن. ومن أخطاء الحكومة الاردنية وبؤسها أنها منعت في الأيام الماضية فعاليات رمضانية للإخوان، لتذكرنا بذلك جبهة العمل، وهي تهاجمُ “حفلات المجون” في جرش.
المهرجان ضعيفٌ ومرتبكٌ، ويحتاجُ فهمَ دوره في مكانه. لكن القول انه يدعو الى “الفجور والفحشاء والسكر والاختلاط ..” ليس نقداً ولا رأياً ثقافياً. انه تحريضٌ مباشر وقويُّ اللهجة، ربما يستفيدُ منه شابٌ يائسٌ، ويقرر الجهادَ في المدرج الجنوبيّ. هنا الخطورة يا فقهاء الإخوان المسلمين. وهنا تلْزَمُ الحكمة والمسؤولية الوطنية، من جانب الإسلاميين، فإن فاتتهم ضالةُ المؤمن، فإنّ على القانون والأمن أن يتقدما على أية اعتبارات أخرى.
التعليقات مغلقة.