مجاهد من الأردن …الشيخ المجاهد مبارك ابو يامين الرماضنة العبادي

السبت 19/1/2019 م …
الأردن العربي –



 كان عرب النصيرات جيران النهر من الغرب على صلة وثيقة مع قبيلة عباد جيران النهر من الشرق والقبائل الاردنية المجاورة للنهر تعاونوا في تسهيل دخول المجاهدين والمناضلين والسلاح من المخاضات المخفية عن ذهن الانجليز ، ابتداء ً من عام 1929 وحتى دخول الجيوش العربية إلى فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني 15 أيار 1948 …
كانت مزارع وبيارات مبارك ابو يامن العبادي مخزناً للسلاح القادم من العراق والشام والأردن لصالح الفلسطينيين … بل أصبحت إحدى غرف بيته مستشفى للمصابين في المعارك التي يخوضها المجاهدون في فلسطين… فهم لا يستطيعون دخول العيادات والمستشفيات في فلسطين وشرق الأردن بسبب الرقابة الانجليزية الصارمة وكم مرة سافر الدكتور قاسم ملحس من عمان إلى السلط ليلا بصحبه أحمد النجداوي وأحمد أبو جلمه وعبد الرزاق أبو هزيم وعبد الرحمن الحديدي إلى مقام النبي يوشع ومن هناك يأخذه العبابيد مع ما يحمل من الأدوية وأدوات الجراحة إلى منزل مبارك أبو يامين في داميا ليعالج الثوار المصابين ويعود قبل الفجر إلى عمان دون أن يعرف ابو حنيك كلوب باشا ومدير مباحثه كوجهيل بالأمر .
ذات مرة احضر الدكتور قاسم ملحس لأبي يامين عشرة آلاف جنيه ذهب من مكتب اللجنة العربية العليا في بيروت لتمويل عمله في نقل وايواء المجاهدين والاسلحة ولكن مبارك رفض أخذ النقود واقترح إنفاقها في شراء السلاح والتعويض على أرامل وأيتام المناضلين.
وقد حفظ الرواة جملته المشهورة التي قالها لقاسم ملحس ، قال أبو يامين :
((أنا أعشّي وامشّي لوجه الله تعالى …)) .
جاءه كلوب باشا يفتش عن الثوار والأسلحة ولكن ابو يامين – الذي كان على علم مسبق بحملة التفتيش- لم ينهض من مجلسه في مضافته لاستقباله فاعتبر ها كلوب إهانة كبيرة له..
اما الأسلحة والثوار فكان قد خبأهم أبو يامين في حرشة أبو الزيغان الشائكة بالأشجار والنباتات قبل قدوم كلوب باشا بل ان بعض الأسلحة كانت مخبأة تحت فراش الرجال في المضافة … ومن إحراش ابو الزيغان نقلت الأسلحة وعبر المجاهدون سرا الى فلسطين.
ولما لم ينس الجنرال جون باجوت كلوب ( أبو حنيك ) اهانة مبارك أبو يامين له في دامية…فقد بث عيونه في عمان..وحين جاء أبو يامين إلى العاصمة في شهر أيار من عام 1938 قبض عليه بتهمة ملفقة وهي اعتداءه على حرس الحدود والجنود الانجليز …وقتل بعضهم.
أرسل إلى سجن السلط ليقضي تسعة أشهر مع 42 رجلاً وقد تكفّل اصحاب النخوة أهل السلط طوال تسعة أشهر بإطعام المساجين والحرّاس ..كما كانوا قد فعلوا مع عودة أبو تايه شيخ الحويطات حين سجن في السلط .
بعد ضغوط شعبية وعربية أفرج عن أبي يامين..وحين أطلق سراحه نشرت نشميات السلط البسط الملونة على جدران المنازل بين السجن ووسط المدينة ووقفن يزغردن للرجل الذي ربط بين ضفتي النهر بخيوط من الدم والرصاص …
وقد قام مبارك أبو يامين مع أتباعه بتسهيل مهمة السرايا التالية في عبور النهر وتأمين إقامة لهم وتامين اسلحتهم منها :-
– سرية فوزي القاوقجي ومعه مجموعة من المناضلين لعبور النهر قبيل انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين …
– سرية هارون ابن جازي قادمة من اذرح والجربا
– سرية بركات الطراد الخريشة التي موّلها التاجر في عمان إبراهيم منكو وسميّت باسمه.
– سرية عبد الحفيظ درويش المناصير ورفاقه من وادي السير.
– سرية الشيخ صالح القعدان العدوان ورفاقه من عرب العدوان .
– سرية هايل بن سرور ورفاقه من أهل الجبل.
– سرية عودة بن حامي الاصفر ورفاقه من بني عطية.
-سرية الشيخ مثقال الفايز ومعه مجموعة من بني صخر. – سرية شيخ جمال عطوي المجالية ومعه مجموعة من أبناء الكرك.
– سرية الشيخ فضيل الشهوان ومعه مجموعة من عشائر العجارمة .
عاش مبارك أبو يامين ليشهد ضياع بقية فلسطين عام 1967 … فقد توفي في 30 / 8 /1984 عن مائة وأربعة أعوام .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.