تعالوا نتعرف على أحد جوانب العطب الدماغي الذي يحدثه الفكر الإخونجي في عقول شبابنا / زيد النابلسي
زيد النابلسي ( السبت ) 19/1/2019 م …
فكلكم قد سمعتم المقولة الدارجة التي يكررونها بأن العداء المتبادل بين إيران من جهة وبين أمريكا وإسرائيل من جهة أخرى هو مجرد مسرحية كاذبة من أجل ذر الرماد في العيون، بينما الحقيقة التي لا يدركها إلا جهابذة حسن البنا وسيد قطب هي أن هذه التمثيلية هي عبارة عن خطة سرية مصممة لإخفاء تلاقي المصالح بين هذه الدول منذ عام 1979…
تخيّلوا أيها السادة أن الإخونج يروّجون بكل جدية ويحاولون إقناع الناس بأن ثورة الإمام الخميني على أكبر عميل لأمريكا وإسرائيل في المنطقة وما تخللها من اقتحام للسفارة الأمريكية في طهران واحتجاز طاقمها كانت مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن قطع علاقات إيران مع إسرائيل وتحويل سفارة إسرائيل في طهران إلى سفارة لفلسطين فور نجاح الثورة في خلع شاه إيران كان مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن الحرب الظالمة التي أشعلتها وسلحتها أمريكا على يد عربانها في المنطقة ضد إيران الثورة لثماني سنوات كانت مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن أقسى نظام عقوبات ومقاطعة عرفه التاريخ ضد أي دولة لمدة 35 عاماً كاملة كان مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن دعم إيران اللامحدود لحزب الله والمقاومة اللبنانية بالمال والسلاح ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان لمدة ثمانية عشر عاماً متواصلة منذ 1982 بالرغم من الحرب العربية ضدها كان مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة بتاريخ 25 أيار عام 2000 في دحر الاحتلال الإسرائيلي بفضل هذا الدعم والتمويل والتسليح الإيراني عبر سوريا – وتحرير أول أرض عربية بالقوة منذ معركة عين جالوت ضد التتار في 1260 – كان مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن الانتصار الثاني الذي حققته ذات المقاومة في إفشال حرب الثلاثة وثلاثين يوماً في 2006 وهزيمة إسرائيل ودحر عدوانها مرة أُخرى كانت مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن السُّعار منقطع النظير الذي يعاني منه نتنياهو في تجييشه المستمر وتحريضه ضد إيران في كل منبر وفي كل محفل وفي كل مناسبة وفي كل نفس يتنفسه هو مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن جميع المؤتمرات والتحالفات والتكتلات التي تقودها أمريكا وإسرائيل ضد إيران وحلفائها والتهديد بالحرب ضدها هي كلها مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن الحرب الكونية ضد سوريا لثماني سنوات وما تخللها من انكشاف التسليح والتمويل الإسرائيلي لفصائل تنظيم القاعدة التي تحارب حزب الله وإيران في سوريا كان كله مجرد مسرحية لذر الرماد في العيون…
وأن جميع الغارات والهجمات الصاروخية التي شنتها أسرائيل على مواقع عسكرية للجيش السوري ولمستودعات سلاح إيرانية في سوريا هي أيضاً جزء من هذه المسرحية المستمرة لذر الرماد في العيون…
تخيّلوا بربِّكُم أن كل هذه الأحداث التي شهدناها خلال أربعين عاماً هي بالنسبة لجموع الإخونج عبارة عن أوهام غير حقيقية ومخطط سري من بطولة ممثلين بارعين متفقين على الأدوار التي يلعبونها، وكلها مصممة بإتقان وإخراج سينمائي لإخفاء الواقع بأن إيران الثورة لا يوجد بينها وبين أمريكا وإسرائيل أي خلافات استراتيجية حقيقية ولا تكن لهم أي عداء فعلي، وإنما تقوم بكل ما تقوم به كجزء من خطة كبرى مُحكمة لخداع العالم!!
وتخيّلوا الآن أن نفس هذا الشخص المؤمن بكل حواسّه بوجود هذه المسرحية المتفق عليها بين إيران وأمريكا وإسرائيل، يعتقد في ذات الوقت بأن خلاصه سيأتي على يد رجب طيب إردوغان، الخليفة العثماني الذي قام علانيةً في 31 آب 2016 وعلى مرأى ومسمع الكرة الأرضية دون اللجوء لأية مسرحيات أو تمثيليات بتجديد توقيع كافة الإتفاقيات الإقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية والتطبيعية بين تركيا وبين الكيان الصهيوني، ورمى على “قفا” الإخوان المسلمين ماءاً باردة بعدم المطالبة حتى بفك الحصار عن مقلم أظافر القرضاوي في غزة مقابل هذه التنازلات!!
هذا هو نوع العته والخلل العضوي في خلايا الدماغ الذي يسببه أن تكون إخونجياً وهابياً، ومع كل أسف أقولها، فلن يُصلِح العطّار ما أفسده دهر الإخوان المسلمين…
التعليقات مغلقة.