السوريون الأكراد…..سينهون حلم أردوغان من خلال عودتهم إلى حضن الوطن ((سورية))! / حسين سليمان سليمان
حسين سليمان سليمان ( سورية ) الأحد 20/1/2019 م …
السوريون الأكراد أحد مكونات الشعب السوري العريق، وهم متعايشين مع باقي مكونات الشعب الأخرى، يتميزون بالشجاعة والكرم والشهامة، إضافة حبهم لوطنهم الأم سورية.
فعندما غرد ترامب بشكل مفاجئ، في التاسع عشر من كانون الأول انسحاب الجنود الأمريكيين من سورية، وكان ترامب الحليف الأقوى لقوات سورية الديمقراطية، بدأت قوات قسد التفكير بجدية لإيجاد الحل اللازم لمنع دخول الأتراك لمناطق شرق الفرات.
فهل سيثق الأكراد مجددا بأمريكا؟ أم إنهم سيعودون للاتفاق مع الدولة السورية؟ وما هو دور روسيا في المفاوضات بين قسد والدولة السورية؟ وهل انتصارات الجيش العربي السوري ستلعب دور في منع دخول الأتراك لشرق الفرات؟
فيما يتعلق بالمحور الأول حول وثوق الأكراد مجددا بأمريكا، لا أتوقع بأن يثقوا مجددا بالأمريكان، فعفرين أكبر دليل على ذلك، فعندما تركت أمريكا قوات قسد لوحدها في مواجهة القوات التركية، وانتهت المواجهة بسقوط عدد من القتلى ومن بينهم مدنيين لا علاقة لهم بالحرب المشتعلة، سوى كونهم سوريين، وفضلوا البقاء في بيوتهم على أن يتركوها عرضة للنهب من قبل الجيش التركي ومرتزقته، وجاء السبب القوي لعدم الوثوق بأمريكا على لسان رئيسها، والذ أكد سحب قواته، وتقديم شرق الفرات كهدية لتركيا.
الأكراد أصحاب مواقف وطنية، ويثبت التاريخ وقوفهم إلى جانب أخوتهم العرب في مقاومة المستعمر الفرنسي، حيث قاتلوا الفرنسيين في موقعة عامودا عام 1937م.
انطلاقا من هذه المواقف التاريخية، فالأكراد سيقفون صفا واحدا مع الحكومة السورية خلف قيادتها السياسية متمثلة بالرئيس السوري بشار الأسد، فالكل سوريين ولا رغبة لأحد بدخول الأتراك، بوجه استعماري جديد إلى البلاد العربية، والدولة السورية هي الأم الحنون لكل ابنائها، فستستوعب كل مشاكل أبنائها وستعيدهم إلى حضنها الدافئ، وستعود سورية بقلبها الكبير أقوى مما كانت عليه قبل الأزمة.
روسيا ومنذ اندلاع الأزمة السورية حاولت مرارا وتكرارا منع حدوثها، ولكن القوى الغربية لم تتوقف من الدعم المادي والعسكري والعناصر الارهابية، لزيادة وقع الأزمة السورية، فعندما بدأت انتصارات الجيش العربي السوري بريف دمشق سعت روسيا ومنذ البداية إلى المصالحات بين أبناء الشعب الواحد، على الرغم من قدرة الجيش العربي السوري على سحق الجماعات المسلحة، فمواقف روسيا واضحة منذ بداية الأزمة، فهي الآن ترعى المفاوضات بين قسد والدولة السورية، وذلك منعا لتقسيم سورية، وكذلك لعدم وضع أي حجج لدخول القوات التركية للأراضي السورية.
إن انتصارات الجيش العربي السوري لها دور كبير في عادة الاستقرار لكل الأراضي السورية، فعندما هدد أردوغان بالدخول لشرق الفرات، سارعت قوات سورية الديمقراطية بالطلب من الجيش العربي السوري لدخول المنطقة وحماية الحدود من القوات التركية.
وفي نهاية مقالتي أؤكد لكم بأن الشعب السوري واحد، ومكوناته الجميلة تشكل أروع فسيفساء في تاريخ البشرية، من حيث روعة وجمال التعايش بين مكوناته، فمن كان عنده جيش كالجيش العربي السوري لا يخشى من أية قوة على الأرض، فمن يريد دخول سورية فعليه أن يتذكر الحرب الكونية التي دامت ثماني سنوات، قبل أن يقرر أي شيء.
التعليقات مغلقة.