الاستهتار الامريكي يطال فنزويلا / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 26/1/2019 م …




منذ مجيئ المعتوه ترامب الى البيت الابيض والولايات المتحدة تتخبط في سياستها في التعامل مع الدول الاخرى فقد  استخفت واشنطن بحليفاتها الغربيات مما دفع باريس وبرلين للتفكير باقامة حلف عسكري هو اشبه بالبديل عن حلف ” ناتو” واطلقوا عليه القوة المعنية  بالدفاع عن  اوربا بعيدا عن الهيمنه الامريكية .

  ياتي هذا التوجه بعد ان شعر الاوربيون ان سياسة  واشنطن باتت عبئا على اوربا جراء  مغامراتها الطائشة التي قد تدفع الى صدام مع روسيا   ستكون دول اوربا ا ول المتضررين من اية حرب قد تنشب في  القارة جراء الالاعيب  الامريكية  والمغامرات الغير محسوبة النتائج والتي كان اخرها وليس اخيرها تاكيد الولايات المتحدة على الغاء الاتفاقية المتعلقة بالصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى مع موسكو لكنها في نفس الوقت تحث الخطى بتطويق روسيا بدرع صاروخية تحت ذرائع كاذبة مما دعا روسيا الى تحذير الدول التي تقيم على اراضيها هذه الدرع الامريكية من انها سوف تتعرض لضربات صاروخية روسية في حال نشوب اي صراع عسكري بين موسكو وواشنطن.

التحذير الروسي جاء على لسان وزارة الدفاع الروسية وليس على لسان دبلوماسي روسي.

 وبعد مؤتمر وارسو التامري على ايران ودول المنطقة الرافضة للسياسة  الامريكية الذي رفضت روسيا  المشاركة فيه لانه جاء بدعوة امريكية  ورد فيه مصطلح الشرق الاوسط لكنه تجاهل القضية الفلسطينية بصورة مقصودة وتحول الى تجمع تامري على المنطقة.

بعد هذا المؤتمر توجهت واشنطن نحو فنزويلا لاثارة اعمال الشغب في البلاد  للاطاحة بالرئيس الشرعي مادورو والهدف من ذلك تشتيت جهد روسيا بين الشرق الاوسط حيث سورية وبين اوكرانيا في اوربا ونحن نسمع ” نباح الكلب المسعور” القابع في كييف فتارة يدعوا الغرب الى استفزاز روسيا من خلال ارسال السفن الحربية للمرور عبر ممرات بحرية دولية واقليمية  حتى وصل الحال الى اصداره حكما  بالسجن غيابيا  13 عاما  على  رئيس اوكرانيا الشرعي باتوكوفيتش الذي اطيح به قبل  نحو عامين.

ان اثارة مثل هذه المشاكل الدولية تارة في اوربا وتارة  في الشرق الاوسط وتارة في امريكا اللاتينية وعقد المؤتمرات في وارسو وغيرها تحت مسميات  مختلفة هدفها  محاولة تشتيت الجهد الروسي الذي يتصدى للهجمة الامريكية والاستهتار الامريكي في العالم  .

 يعتقد ” اغبياء البيت الابيض” ان موسكو سوف تعجز وتمل عن التصدي للهجمة الشرسة التي يقودها ” الصقور” في البيت الابيض” .

روسيا  ايها القابعون وراء المحيطات ليس  غرينادا التي سرقت في غزوة ليلة  ظلماء او احدى جمهوريات الموز التي تتحكمون بسياستها

 روسيا بلد يمتد تاريخها العريق الى جذوره العصية على كل من يحاول ان يمسها  ربما فاتكم ياسادة البيت الابيض  درسا بليغا يتمثل بنتائج الحرب العالمية الثانية التي شاركتم بها وقطفتم ثمار النصر على النازية  في انزال النورمندي بعد ان قدمت موسكو تضحيات جسام تمثلت بقرابة 20 مليون شخص.

لولا هذه التضحيات التي قدمها الشعب الروسي  ما كنا نسمع   بشيئ اسمه الاتحاد الاوربي ولا حتى ” امريكا.

امعنوا النظر مليا بصفحات التاريخ فروسيا لن تكل او تمل ولن تتعب من مواجهة التيار الذي  تقوده الولايات المتحدة  للانفراد بالعالم ومثلما تصدت للمشاريع التخريبية في الشرق الاوسط سوف تتصدى لكل المشاريع الامريكية في مناطق العالم وفنزويلا لن تكون استثناء فالتحذير الروسي كان واضحا من لعب واشنطن بالنار في امريكا اللاتينية  كما كان الموقف الصيني هو الاخر لايقل عن موقف موسكو مثلما كان  ذات الموقف الروسي في سوريا وحتى في ليبيا والقارة الافريقية وصولا الى افغانستان.

كفاكم استخفافا واستهتارا وفكروا ولو مرة واحدة بشعبكم في الولايات المتحدة الذي اضحى منبوذا بل ومكروها  من قبل شعوب العالم الاخرى جراء  سياستكم المتهورة التي قد تجر العالم الى كارثة لاتحمد عقباها  لان خصمكم عنيد ولن يهاب وسوف يكيل الصاع صاعين الى من  لايستوعب دروس التاريخ وان الدرس الالماني في الحرب العالمية الثانية لازال ماثل للعيان وان  مصير هتلر الذي استخف بالعالم وشعوبها  وانهيار الرايخ  على رؤوس النازيين  ينتظر  كل من يحاول السير بذات الطرق   الذي افضى لتلك  الحرب الكونية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.