سماحة السيد حسن نصر الله للميادين: نمتلك العدد الكافي من الصواريخ الدقيقة من أجل أي مواجهة مقبلة

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يطل في حوار العام على شاشة الميادين، ويدحض الشائعات التي تتناوله منذ مدة، ويؤكد أنه بصحة جيدة وأن انكفاءه عن الظهور الإعلامي لا صلة له بالوضع الصحي وإنما بسبب عدم وجود مناسبات في الشهرين الماضيين.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلة مباشرة على الهواء مع قناة الميادين، حيث أكد أنه بصحة جيدة وأن الانكفاء عن الظهور الإعلامي خلال الفترة الماضية “لا صلة له بالوضع الصحي أبداً وكل ما قيل هو أكاذيب”.

وشدد السيد على أنه لم يتعرض لأي مشكلة صحية أبداً رغم دخوله عامه الستين.

وأردف نصر الله “ارتأينا أن ما يتردد عن شائعات بشأن صحتي هو استدراجي للتكلم وهو ما لا نريده.. فلسنا ملزمين بالرد على الشائعات والذي يريد الآخرون تحديد توقيته”… “سأتحدث في الشهر المقبل 3 مرات لأن هناك 3 مناسبات”، ختم نصر الله في هذا الشأن.

نتنياهو خدمنا عبر إدخال الرعب في قلوب المستوطنين عبر عملية “درع الشمال”

تأخر الإسرائيلي في كشف الأنفاق هو فشل استخباري

السيد نصر الله تطرق إلى العملية التي أطلقتها “إسرائيل” على الحدود مع لبنان تحت عنوان “درع شمالي”، مشيراً إلى أنه “ارتأينا في حزب الله أن ندع الإسرائيليين يتكلمون عن عملية درع الشمال حتى انتهائها”، مضيفاً أن “العملية لم تنته رغم إعلان الإسرائيليين أنها انتهت، لأن الحفارات ما زالت تعمل”.

وكشف السيد نصر الله عن أن هناك أنفاقاً في الجنوب اللبناني، ولكنه أضاف “لسنا ملزمين بأن نعلن عمن حفرها أو متى لأننا نعتمد الغموض البناء”، واعتبر أن المفاجئ بالنسبة للحزب أن “الإسرائيلي تأخر في اكتشاف هذه الأنفاق”، وأن هناك أنفاق قديمة بعضها يعود إلى 13 عاماً، وهو ما يؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية.

“مسألة استمرار وجود أنفاق يجب أن تبقى غامضة”، شدد أمين عام حزب الله الذي توجه بكلامه صوب المستوطنين قائلاً إن عليهم التأكد “مما إذا كان مسؤولوهم يقولون الحقيقة بشأن الأنفاق”.

واعتبر السيد نصر الله أن “إعلان نتنياهو وطاقمه بأن الأنفاق كانت تمهد لعملية الجليل خدمنا وأكد أننا صادقون”، وأضاف أن “نتنياهو خدمنا عبر إدخال الرعب والخوف والهلع إلى قلوب كل المستوطنين في الشمال”.

ورغم أن الأنفاق لم تكن تستحق هذه الدعاية وفق نصر الله، أشار السيد إلى أن عملية درع الشمال “خدمتنا في الحرب النفسية”.

بالإضافة، أوضح نصر الله أن اجراءات الاحتلال على الحدود تعكس “الخشية الإسرائيلية من عملية الجليل المحتملة.. فالمناورات الإسرائيلية الضخمة حصلت تحسباً للعملية”.

وسأل نصر الله “هل حزب الله سيعتمد على 4 أنفاق لإدخال الآلاف من مقاتليه من أجل عملية الجليل”، موضحاً أن أي عملية باتجاه الجليل “تحتاج إلى كل الحدود ونحن نقررها في حال حصول حرب علينا”.

وأضاف السيد “عملية الجليل لن تتوقف على الأنفاق وكيف لنتنياهو أن يعلم أنه دمرها كلها”.

وربط السيد نصر الله عملية الدخول إلى الجليل بحصول عدوان على لبنان وقال إنهم (الإسرائيليون) “لن يعلموا من أين سندخل إلى الجليل وهي لن تحصل إلا في حال العدوان على لبنان.. فجزء من خطتنا هو الدخول إلى الجليل، ونحن قادرون على ذلك ونقرر وفق مجريات الحرب”.

“نحن منذ سنوات نملك القدرة على تنفيذ العملية وأصبح الأمر أسهل بعد تجربتنا في سوريا”، أكد السيد، وجزم بأنه للدفاع عن لبنان “فمن حقنا اتخاذ كل الإجراءات الدفاعية بعيداً عما يعتقده الآخرون”.

وأكد السيد نصر الله أن “عملية الأنفاق لا تلغي عملية الجليل المحضر لها ولو بنسبة 10% وهي لم تستحق هذه الدعاية”.

ثمن الاعتداء على لبنان سيكون أكبر بكثير مما تتوقعه “إسرائيل”

السيد نصر الله توعد “إسرائيل” بأنها “إذا اعتدت على لبنان فستندم لأن ثمن الاعتداء سيكون أكبر بكثير مما يتوقعه.. خياراتنا مفتوحة لفعل كل ما يلزم بعقل وحكمة وشجاعة”.

وأكد السيد أن “أي اعتداء إسرائيلي؛ حرباً أو اغتيالاً، لعناصر حزب الله في لبنان وحتى سوريا سنرد عليه”، محدداً “أي عملية ضرب أهداف محددة هي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك سنتعامل معها على هذا الأساس”.

كذلك أوضح نصر الله أن “أي عملية واسعة يشنها العدو سنتعامل معها على أنها حرب”، محذراً الإسرائيليين من أن “نتنياهو قد يرتكب الأخطاء نتيجة طموحاته”، وتابع “المقاومة وكل محور المقاومة جاهزون للرد في حال حصول أي عدوان”، ولكنه استبعد في الوقت ذاته أن “يشن العدو حرباً على لبنان”، ولم ينفي أنه من الممكن أن يخطئ في سوريا وغزة.

وفي السياق، لفت نصر الله إلى أن “المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود وهي من شأن الدولة.. فنحن نقف خلف الدولة والجيش في موضوع الجدار وعلينا انتظار تصرفها ليبنى على الشيء مقتضاه”.

ورأى السيد أن “هناك شبه انسجام لبنانياً في عدم حصول أي نزاع بشأن عملية الأنفاق.. فقد حصل فشل استخباري إسرائيلي في زعزعة الموقف اللبناني الرسمي ككل عبر عملية الأنفاق”.

“الموقف الرسمي اللبناني في مجلس الأمن وموقف الكويت هما فشل استخباري إسرائيلي أيضاً”، أضاف الأمين العام لحزب الله وأكد “نحن نقف خلف الجيش اللبناني ولا نريد جر الدولة إلى أي حرب”.

السيد نصر الله حثّ الدولة اللبنانية على “مراجعة ما يفعله الإسرائيلي على الحدود من اجراءات”، مشيراً إلى أنه “نحن وبلا شروط وفي أي زمان ومكان مستعدون لتلبية الدعوة إلى وضع استراتيجية دفاعية”.

السيد نصر الله أكد أن نتنياهو في عملية درع الشمال “سجل انجازاً كبيراً في الأوهام وهي أقل من عملية”، لكنه لفت إلى أنه “علينا توقع تصرف غير حكيم من قبل نتنياهو عشية الانتخابات”.

إلى ذلك، أكد نصر الله أن “مخاوف إسرائيل في سوريا كبيرة جداً لأن هناك فشلاً استخبارياً إسرائيلياً ذريعاً هناك”.

وإلى غزة انتقل نصر الله مؤكداً أن “الجهوزية النفسية في غزة وخصوصاً بعد انتصارها الأخير تؤكد أن أهلها لن يتسامحوا.. والقطاع مستعد للرد عسكرياً على أي عدوان”.

نمتلك العدد الكافي من الصواريخ الدقيقة من أجل أي مواجهة مقبلة

نصر الله ممازحاً الإسرائيليين: من مصلحتكم أن نحصل على صواريخ دقيقة

وأكد السيد نصر الله أن “المقاومة كانت تمتلك في عدوان تموز 2006 صواريخ كانت قادرة على ضرب تل أبيب”، مشيراً في هذا السياق امتلاك الحزب لصواريخ دقيقة “وبالعدد الكافي للمواجهة في أي حرب مقبلة وضرب أي هدف نريده”.

السيد أوضح أن “بعض جنرالات الاحتلال يقرون بأن الحروب المقبلة لن تكون كالحروب السابقة”، مشيراً إلى أنه “في أي حرب مقبلة علينا ستكون كل فلسطين المحتلة ميدان قتال وحرب”.

وتوجه السيد نصر الله للإسرائيليين بالقول إن عليهم أن ينصحوا نتنياهو “بتسهيل حصول حزب الله على صواريخ دقيقة من أجل مصلحتهم”، وأكد “تم إنجاز حصولنا على الصواريخ الدقيقة ومحاولة نتنياهو منعها عبر قصف سوريا غير مجدية”، وتابع “لم نعد بحاجة لنقل أي صواريخ دقيقة لأننا نمتلك العدد الكافي من أجل أي مواجهة مقبلة”.

القيادة السورية لن تترك أرضها للإرهابيين والأولوية في إدلب للحل السياسي

وفي الشأن السوري، أكد نصر الله أن الوضع في سوريا اليوم “في أفضل حال مقارنة بالعام 2011، لكن لا يمكن الحديث عن إنجاز شامل” حيث أن هناك مأزق كردي تركي أميركي فيما يتعلق بشرق الفرات.

وأكد نصر الله أن الفصائل الكردية المدعومة أميركياً في شرق الفرات هي “ممولة خليجياً”، وكشف أن “خطوط التفاوض مفتوحة بين الجيش السوري والقوات الكردية”.

وحول إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رغبته في تطبيق اتفاق “اضنة” مع الحكومة السورية، اعتبر السيد نصر الله أن ذلك يشير إلى أنه يجب التسليم بأن الحل الوحيد هو انتشار الجيش السوري.

ورأى نصر الله أن الجيش السوري وحلفاؤه قادرون على حسم المعركة في الشمال السوري، وأردف أنه “عند الانتهاء من داعش في شرق الفرات فإن الجيش السوري وحلفاؤه سيرتاحون”، ووفق السيد نصر الله فقد تم استكمال التعزيزات لتحرير إدلب، لكن “تركيا منعت ذلك تحت أسباب إنسانية”، معتبراً أن “الخيارات مفتوحة بالنسبة لإدلب لكن الأولوية هي للحل السياسي”.

وتطرق الأمين العام إلى الإقتتال فيما بين فصائل المعارضة في إدلب الذي “أظهر تجاوزها للقيم التي تدعيها بنفسها”، فسيطرة جبهة النصرة على إدلب “تحرج تركيا لأنها مصنفة عالمياً بأنها إرهابية”، وتابع “على تركيا إيجاد حل لإدلب أو ترك الأمر للقيادة السورية التي لن تترك أرضها للإرهابيين”.

وعلاوة على ذلك، كشف نصر الله أن ما منع الجيش السوري وحلفاءه من استكمال معركة البوكمال هو “الولايات المتحدة”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.