واشنطن : “17” عاما من الفشل والهزائم في افغانستان / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 29/1/2019 م …
لازلنا نتذكر تلك السنة التي جرى فيها تدمير برجي نيويورك التجاريين في عملية مشبوهه استغلتها الولايات المتحدة وسوغتها ذريعة لغزو افغانستان ثم غزو العراق واحتلاله دون اية اسباب قانونية ثم محاولة الانفراد بالعالم بذريعة ان الارهاب كان وراء تدمير برجي نيويورك في حين ان كل الدلائل التي تجاهلتها واشنطن تشير الى ان العملية كانت مدبرة ومرتبة اصلا حتى لو كان وراءها بن لادن او غيره لان بن لادن والقاعدة كانا يخدمان المخططات الامريكية فابن لادن هو بن واشنطن بصرف النظر عن مسرحية تصفيته في باكستان في عملية مفضوحة .
كما ان تنظيم القاعدة قدم هو الاخر خدمات كبيرة لواشنطن ولسياسات الولايات المتحدة ولن ننسى تلك الحرب التي قادها” مجاهدون” باسم الاسلام لطرد القوات السوفيتية من افغانستان خدمة للمصالح الامريكية بدعم من انظمة فاسدة ومتامرة على الامتين العربية والاسلامية.
ومنذ غزو واحتلال افغانستان اي قبل نحو 17 عاما لم تتمكن الولايات المتحدة من ايجاد مخرج لها وقد زجت الاف الجنود ثم التفتت الى دول في حلف ” ” ناتو” العسكري العدواني وطلبت منها ارسال عسكرييها الى تلك البلاد حيث تتكبد تلك الدول خسائر كبيرة ولم يمض يوم الا ونسمع عن مقتل عسكريين تابعين للدول التي رضخت لاوامر واشنطن وارسلت جنودها الى المستنقع لافغاني”.
حركة طالبان التي اسقطتها واشنطن جراء غزو افغانستان اكدت ان الولايات المتحدة سوف تسحب قواتها من افغانستان في غضون 18 شهرا تم ذلك خلال مباحثات جرت في قطر مؤخرا مثل واشنطن فيها مبعوثها ” زلماي خليل زاده”.
وبصرف النظر عن مصداقية او عدم مصداقية مثل هذا الخبر الذي ورد على لسان متحدث باسم حركة طالبان لوكالة رويترز لكن الاوضاع لم تستقر منذ عام الغزو الامريكي في هذا البلد الذي تعرض للتدمير وجرى تنصيب حكومات عميلة فيه تناوبت على الحكم منذ غزو واحتلال البلاد ” تحت زعم نشر” الديمقراطية المتامركة”.
اي ان الولايات المتحدة الامريكية اضطرت في نهاية المطاف وفق ماتردد اخيرا ان توافق على انسحاب مذل ومهين من افغانستان التي شهدت حربا طاحنة تواصلت لعقد ونصف من الزمن والتي اودت بحياة الاف الافغان الابرياء.
وستجر قوات واشنطن اذيال الخيبة والخسران مثلما انسحبت عام 2011 من العراق الذي غزته عام 2003 تحت ذرائع واسباب كاذبة لكنها عادت وارسلت قواتها من جديد في العام 2014 بطلب من حكومة المالكي في حينها بعد ترتيب عملية غزو ” داعش” للعراق وفق ما افاد مسؤولون عراقيون في تصريحات اخيرة لهم .
فشل امريكي في افغانستان وفشل في العراق وسيعقبه فشل في سورية حتما جراء صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته المدعوم من الاصدقاء والحلفاء لكن الادارة الامريكية لم تستوعب الدروس ولن ترعوي فهاهي تحاول هذه المرة تجربة حظها العاثر في فنزويلا حيث النفط ومصادر الطاقة لان هذا اكثر ما يثير لعاب المهووس بالمال والسلطة القابع في البيت الابيض ” ترامب”.
ورغم تصريحات الممثل لحركة طالبان بشان الانسحاب الامريكي الوشيك من افغانستان تبقى الشكوك تحوم حول اية خطوة امريكية لان مصداقية البيت الابيض ” باتت صفرا على الشمال” ولم يعد يصدق احد ما يتحدث عنه ترامب اوغيره من ساسة الولايات المتحدة الذين ابتلت بهم البشرية وباتوا عبئا عليها وعلى الشعب الامريكي.
فكم من الاتفاقات الموثقة دوليا تنصلت عنها قيادة متمردة في واشنطن على الاعراف والمبادئ والقيم قيادة تحاول ان تغمض عيونها عن صفحات التاريخ قديمه وحديثه .
قيادة لاتعرف سوى ” جباية الاموال” وفرض الاتاوات على الاخرين بقوة السلاح ونهب ثروات الشعوب .
قيادة مستهترة تستخف بالاخر مهما كانت قدراته . قيادة لاتعرف سوى المال والهيمنة والعدوان على الشعوب.
ان الانسحاب الوشيك من افغانسان لو صح ماورد على لسان المتحدث باسم طالبان سيكون صفعة جديدة بوجه مافيا المال ولصوص البيت الابيض وعلى راسهم ترامب.
التعليقات مغلقة.