الدولة وقواعد النحو .. التمييز أولا / ذوقان عبيدات

ذوقان عبيدات ( الأردن ) الثلاثاء 29/1/2019 م …



تتوحد الدولة مع مختلف قواعد النحو في اللغة العربية، تتماهى معها تماما بل اخذت من اللغة كل ما تريد:
تكفلت باستبدال “التمييز” بالمواطنة. ففي المواطنة لا يوجد تمييز. وفي السلطة يأتي التمييز منصوبا دون أن تظهر عليه أدوات النصب – فأدوات النصب مخفية – مع أن القانون لا يمسها احتراما لمن يمارسها !! والتمييز في الدولة محكوم بالأسماء الخمس “وأرجو أن تعفوني من ذكرها. ففي كل جهاز أسماء خمس: يمارسون الأفعال الخمس “يظلمون – تظلمون – يفعلون، أوتفعلون مالا يفعل.
ينهبان، تنهبان ما تريدان خارج القانون.
تلعبين، بكل شئ.
هذه هي الأفعال الخمس . والمشكلة تبقى مع الأسماء الخمس:- وهناك اسم سادس – يخجل اللغويون من ذكره – يعرفه مختصون وآخرون قليلون .
وعلى أي حال فإن الأسماء الخمس لا تأتي عندنا إلا مميزة تمييزا ، أو مضافا إليها غير مجرور ، كلنا مضاف أو شبه مضاف إلى الأسماء الخمس . الأسماء الخمس تتحكم بكل المفاصل ، موجودة في كل مكان ، ترفع غالبا ، ما لم يغضب عليها أحد . وحين تنصب تبقى واقفة بألف تدوّر الأسماء الخمس من مكان إلى آخر : وزير ، مدير عام ، نائب ، عين ، رئيس جاهة عرس ولو لفترة مؤقتة . لم تقدم معظمها شيئا مميزا حتى تستحق التمييز . ولولا أدوات الرفع والجر والنصب ، لما كانت سوى مضاف إليها أو شبه جملة لا محل لها من الإعراب !!
وأداة جر واحدة قد تسحب الأسماء الخمس إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم . ومرة أخرى ، يمكن للمختص أن يفسر هذا المكان . فأم قشعم لا يعرفها كثيرون . ولذلك تبقى الأسماء الخمس مميزة تمارس أفعالها الخمس .
متى تعود الدولة إلى المواطنة وتعترف بمواطنيها دون تمييز!!!

غطيني يا صفية !!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.