لاتغرنكم التشنجات: … العلاقة بين “واشنطن وتل ابيب” كالعلاقة بين لاعبي ال” سي ورق” / كاظم نوري الربيعي

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 25/7/2015 م …

عودتنا الادارة الامريكية انها تتحدث وكانها تختلف مع اسرائيل في مواقفها لكنها في حقيقة الامر  تنسق معها الى حد الامور البسيطة والشكلية ولن يختلف الاثنان” ماما امريكا واسرائيل” على المخططات التخريبية في منطقتنا ولاتغرنكم الاشاعات او  التصريحات التي لم تعد سوى مجرد بالونان اختبار ومحاولة واشنطن الايحاء على انها تختلف مع “  تل ابيب ” مثلما تحاول الاخيرة ان توحي بذلك ايضا .

وزير الخارجية الامريكية وفي اخر تصريح له قال” اسرائيل ترتكب خطا كبيرا اذا قامت بعمل احادي الجانب ضد ايران ردا على الاتفاق النووي.”

بالمفهوم العام المتعارف عليه يمكننا تفسير  مافاله  كيري كالاتي ” عليك يا”  تل ابيب ” ان تنسقي معنا اي مع واشنطن في اي عمل والمقصود هنا بالطبع العمل العسكري الذي تلوح به اسرائيل لقصف منشاءات ايران النووية  لان الولايات المتحدة تعمل على  طريقة ” لاعبي سي ورق” ولعبة ال” سي ورق” لعبة قمار يعرفها العراقيون وهي لعبة خداع الاخرين  وهي من اللعب الشائعة .

وهناك شواهد كثيرة  على مانقول ” العدوان السعودي” على اليمن جاء بتنسيق مع واشنطن وقد اعترفت هي نفسها بعد العدوان كونها تقدم المعلومات اللوجستية والاستخبارية الى نظام ال” سعود ” في عدوانه المتواصل للشهر الرابع على التوالي.

  وحتى مجلس الامن الدولي  لم يلتفت الى العدوان بل اوجد مسؤولا يمثل الامين العام للامم المتحدة  يتنقل ماراثونيا  بين العواصم دون ان يحقق شيئا يخدم اليمنيين او ان يوقف العدوان السعودي ونحولت  الحرب ضد اليمن اشبه بالحرب العراقية الايرانية في الثمانينات والتي كانوا يطلقون عليها مسمى الحرب المنسية” او العبثية” او الحرب ليست ذات معنى”.

من هذا المنطلق جاء تصريح وزير الخارجية الامريكية كيري الاخير عندما قال ” اسرائيل ترتكب خطا كبيرا اذا قامت بعمل احادي ضد ايران” اي بمعنى ايها الاسرائيليون تشاوروا معنا بهذا الخصوص مثلما  تشاورت السعودية عندما هاجمت اليمن.

 الولايات المتحدة تدرك جيدا ان اي عدوان اسرائيلي على ايران ستحسبه طهران وتضعه في خانة ” العدوان الامريكي عليها” وبالتالي فان تصريح قائد الحرس الثوري الايراني مؤخرا والذي قال فيه ان” طهران سوف تاسر” 1000″  عسكري امريكي وتحتفظ بهم كرهائن في حال العدوان عليها لم يات اعتباطا   لان هؤلاء العسكريين  موجودون اصلا في  بلد مجاور بالعراق تحت مسمى المستشارين  وايران لن تكلف نفسها عناء بالقاء القبض عليهم في  حال تعرضت لعدوان وهذا ماتخشاه الولايات المتحدة بان يتعرض جنوها وهم بالالاف الى الهجمات الايرانية حتى من داخل العراق الذي لايقوى على منع ذلك اذا حصل عدوان بالفعل عليها   .

 كما ان الادارة الامريكية تدرك ان اي عدوان اسرائيلي على   منشئات ايران النووية بعد اتفاق فينا الاخير  سيدفع ايران  لضرب حتى القواعد الامريكية بالمنطقة لانه اشارة الى شن” حرب على دولة وقعت للتو على اتفاق ضمنه  مجلس الامن الدولي والدول الخمس  زائدا واحد.

نحن  نعلم ان الولايات المتحدة ليست ” حمامة سلام”  تحلق فوق المنطقة مثلما ندرك انها لاتفرط باسرائيل ابدا وان كل مشاريعها التخريبية في المنطقة هي في خدمة الكيان الصهيوني ولن تتردد عن فعل اي عمل يصب في خدمة ” اسرائيل”.

 وان تصريح كيري هذا فيه دعوة واضحة لاسرائيل بالتشاور معها بخصوص اي عدوان على ايران لان واشنطن وعلى لسان اكثر من مسؤول  امريكي اكدت بعد توقيع اتفاق فينا انها لازالت عند موقفها وان ستواصل ذات السياسة  في العلاقة مع ايران.