جنرالٌ إسرائيليٌّ: الحرب في الشمال قد تندلِع في أيّ لحظةٍ وحرب 1973 ستكون نزهةً مُقارنةً بالمُواجهة القادِمة والجنود يخشَوْن مُقاتلي حزب الله بسبب خبرتهم بسوريّة




الجمعة 1/2/2019 م …

الأردن العربي –

أنهت وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيليّ أمس الخميس تدريباتٍ واسعة النطاق في الشمال لمُحاكاة حربٍ مُحتملةٍ على الجبهة الشماليّة مع حزب الله، على خلفية التوتر هناك.

وقال وسائل الإعلام العبريّة، نقلاً عن المصادر العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب، قالت إنّ التدريبات المُحاكية نُفذت من قبل الكتيبة 450 التابعة لمدرسة المشاة وقادة الفرق. وقال الجنرال يارون بيتون لصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة إنّ الحديث يدور عن تدريبٍ مُهّمٍ للحرب القادمة في الشمال، على حدّ تعبيره.

يذكر أنّ الجيش الإسرائيليّ كان أطلق في كانون أول (ديسمبر) الماضي ما سماه “درع شماليّ” لتحييد أنفاق حزب الله التي زعم اكتشافها، والتي قال الاحتلال إنّها تتبع لوحدة (الرضوان) النُخبويّة التابِعة لحزب الله، التي تستعّد للسيطرة على الجليل.

وأكد الجنرال بيتون في سياق حديثه على أنّ أن الجيش الإسرائيليّ يقوم بإعداد نفسه للقتال على جبهاتٍ مُختلفةٍ في سوريّة ولبنان، مضيفًا في الوقت عينه أنّ الأمر لا يتعلّق بمن سوف نواجهه، لكن إذا كنّا مستعّدين بالفعل لمواجهته، مُشيرًا إلى أنّ الحرب قد تندلع في أيّ لحظةٍ، كما قال.

يذكر أنّ أمين المظالم في الجيش الإسرائيليّ الجنرال احتياط يتسحاق بريك كان قد حذّر من سوء استعداد الجيش لأيّ حربٍ مُقبلةٍ، وأضاف قائلاً لشركة الأخبار الإسرائيليّة إنّ الجيش أسوأ ممّا كان عليه في حرب يوم الغفران” عام 1973، مُضيفًا أنّ حرب 73 ستكون مُجرّد نزهةً مُقارنةً بالحرب القادِمة.

في السياق عينه، ما زالت مفاعيل التقرير السريّ، الذي قام بريك بإعداده فيما يتعلّق بعدم جاهزية جيش الاحتلال لخوض معركةٍ واسعة النطاق، تُثير غضبًا عارِمًا في إسرائيل، الأمر الذي استدعى الدعوة إلى تشكيل لجنةٍ تحقيقٍ خارجيّةٍ.

ووفق التقرير فإنّ العدوّ الرئيسيّ للدولة العبريّة هو تنظيم حزب الله اللبنانيّ، الذي يمتلك ترسانةً إيرانيّةً أكبر من ترسانة العديد من الدول، ومن بينها العديد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، كما أكّد وزير الأمن ليبرمان، وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، فقد انخرط الحزب بعمقٍ في الحرب السوريّة على مدى السنوات السبع الماضية، الأمر الذي أكسبه خبرةً قتاليّةً عاليّة جدًا، خصوصًا وأنّه حارب جنبًا إلى جنب مع القوّات الروسيّة.

وشدّدّ التقرير على أنّ القلق الأكبر بالنسبة للدولة العبريّة هو عدم قدرة القوات البريّة الإسرائيليّة على تحقيق نصرٍ سريعٍ ضدّ حزب الله، وبالتالي انجرار الكتائب المُدرعة إلى حرب استنزافٍ دمويّةٍ، وفق تعبير التقرير. وخلُص التقرير إلى القول إنّ الخلاف الحاصل بين الجنرالات الإسرائيليين من غير من المرجح أنْ ينتهي قريبًا، وأنّ الإنفاق على القوات الجويّة وفرع الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، دائمًا ما سيحتّل أولويةً على القوات البريّة، كما أكّدت لصحيفة (يديعوت أحرونوت) مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.

ويتبيّن من النشر في وسائل الإعلام العبريّة أنّ الجيش الإسرائيليّ يعمل كلّ ما في وسعه من أجل عدم الدخول في حربٍ بريّةٍ مع تنظيماتٍ مثل حزب الله وحماس، والتي تتبنّى حرب العصابات، ذلك لأنّه من المعروف تاريخيًا بأنّ الجيش النظاميّ يجد صعوبةً بالِغةً في مُواجهة التنظيمات التي تعتمد على حرب العصابات، وهو ما جرى للجيش الإسرائيليّ في حرب لبنان الثانيّة بصيف العام 2006، كما قالت المصادر في تل أبيب.

وحيال ذلك، شدّدّت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، يشعر الضباط الإسرائيليون بالقلق من أنّ رجال الحزب اللبنانيّ أصبحوا الآن أكثر خبرة في الحرب من جنودهم. ولكنّ المصادر ذاتها، استدركت قائلةً إنّ القلق الأعمق أنّه إذا ما دُعيت القوّات البريّة الإسرائيليّة لخوض حربٍ شاملةٍ أخرى ضد حزب الله بلبنان، فإنّ تشكيلاتها المنتظمة والاحتياطية ستفتقر لأحدث ما يُمكِن للفوز به في وقتٍ مُبكرٍ ضدّ عدوٍّ أصغر، وهو ما سيجر الألوية المدرعة إلى حرب استنزافٍ دمويّةٍ، كما أكّدت المصادر.

عُلاوةً على ما ذُكر آنفًا، فبحسب المُحلّل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) عاموس هارئيل، ما زال سلاح البريّة الإسرائيليّ يُعاني من عدّة مشاكل تجعله يرى في العمليات البريّة كابوسًا يُحاوِل كلّ مرّةٍ تفاديه، خشيةً من الخسائر، على حدّ تعبيره.

ونقل المُحلّل، المعروف بصلاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة، نقل عن مصادره في تل أبيب قولها إنّ العدوان على غزّة في العام 2014 كشف حدود قدرة سلاح البر، وكان الحلقة الأخيرة حتى الآن في سلسلة مخيّبة للأمل بدأت مع حرب لبنان الثانية في سنة 2006، إنْ لم تكن بدأت قبل ذلك، مُوضحًا أنّه بعد الفشل في لبنان وخيبة الأمل، أعلن الجيش الإسرائيليّ القيام بعمليات إصلاحٍ واسعةٍ، وعادت الوحدات إلى التدرّب بصورة أكثر جديّةً، وحصل جيش الاحتياط على عتادٍ جديدٍ.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.