تداعيات الرد الروسي على اوربا جراء موقف واشنطن من معاهدة الصواريخ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 4/2/2019 م …
تواصل الولايات المتحدة الامريكية تنصلها من اتفاقات دولية موقعة مع موسكو ابان الحقبة السوفيتية مثلما تواصل دول كانت منضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي بعد انهياره وبايعاز من واشنطن مطالبة موسكو بتعوضات مالية عن حقبة انضمامها الى الاتحاد السوفيتي وتحريرها من النازي بعد انتهاء انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945 حتى انفراط عقد الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وبدلا من ان تطالب موسكو جمهورية استونيا الواقعة على بحر البلطيق بتعويضات عن الخسائر التي تكبدتها موسكو بتحرير تالين من الاحتلال النازي هبت الاخيرة مطالبة روسيا بتعويضات عن ما سمته ب” الاحتلال السوفيتي” لها .
واشنطن كما هو واضح لم تترك شيئا الا واثارته بوجه موسكو منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين الى رئاسة الدولة الروسية الاتحادية التي حلت مكان الاتحاد السوفيتي بعد انهياره ظنا منها ان مثل هذه الضغوط سواء كانت اقتصادية او مالية او سياسية وحتى العسكرية حين هرولت الولايات المتحدة الى ضم دول مغمورة مثل استونيا ولاتفيا ولتوانيا وغيرها الى حلف ” ناتو” العدواني قد ترغم روسيا على تغيير سياستها في العالم ونهجها المناهض لمحاولات واشنطن الاستحواذ على العالم في اطار سياسة اشبه بسياسة النازيين التي افضت الى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
انضمت استونيا للاتحاد السوفيتي بموجب معاهدة وقعت بين الجانبين تطالب موسكو باكثر من مليار دولار بذريعة احتلال الاتحاد السوفيتي لها وهي وسيلة جديدة للضغط على روسيا جراء مواقفها المناهضة للسياسة الامريكية في العالم .
وكانت واشنطن قد استخدمت وسائل اخرى للضغط على موسكو منها مثلا انها حثت بولونيا على اتخاذ اجراءات ضد النصب التذكارية لجنود الجيش الاحمر الذين حرروا الاراضي البولونية من الاحتلال النازي اضافة الى مطالبة وارسو للولايات المتحدة باقامة قواعد عسكرية على اراضيها تكلف الدولة البولونية مليارات الدولارات في وقت يبحث فيه الملايين من البولونيين عن مصدر للعيش في عواصم اوربية عديدة في مقدمتها لندن.
ولم تكتف بولونيا باقامة جزء من الدرع الصاروخية الامريكية على اراضيها مثلما فعلت ذلك دول اخرى مثل رومانيا والجيك .
ان حمى وهستيريا معاداة ومحاصرة روسيا من قبل سادة البيت الابيض وصلت الى حد البحث عن دويلات مغمورة مثل الجبل الاسود لضمها الى حلف ” ناتو ” بهدف اقامة قواعد عسكرية على اراضيها .
هناك من بين الدول المحاذية الى روسيا من شعر باللعبة الامريكية وهتاك من يواصل اللعب بالنار وكانت روسيا واضحة عندما اعلنت ان اية دولة تقيم على اراضيها قواعد صاروخية امريكية سوف تتعرض لضربات صاروخية روسية في حال نشوب اية مواجهة عسكرية بين موسكو وواشنطن .
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رد على الخطوات الامريكية بالانسحاب من معاهدة الصواريخ الموقعة بين واشنطن وموسكو خلال الحقبة السوفيتية بتعليق مشاركة روسيا بالاتفاقية واوعز باقامة قواعد لصواريخ فرط صوتية على الارض بعد ان كانت مثل هذه الصواريخ تستخدم في السفن والبوارج الحربية والغواصات الروسية .
لقد ادركت روسيا ان النهج لامريكي الحالي هو نهج لسباق تسلح جديد وان كل التفسيرات التي تطلقها واشنطن على هذه السياسة والتبريرات التي تسوقها الى العالم هي مجرد اكاذيب .
ان الدول الاوربية وفي مقدمتها المانيا وفرنسا باتت تشعر بان السياسة الامريكية الحالية سوف تلحق ضررا فادحا بدول القارة الاوربية وشعوبها ومن هذا المنطلق بتنا نسمع مصطلح قوة اوربية للدفاع عن دول القارة اذا استثنينا هرولة هذه الدول مع السياسة الامريكية بفرض عقوبات على روسيا وتمديدها ارضاء لواشنطن .
كما ان تمرد هذه الدول على سياسة الولايات المتحدة ازاء ايران بعد انسحابها من الاتفاق النووي المبرم معها من طرف واحد واقامة نظام مالي خاص يرتب العلاقة مع ايران مؤشرا على امتعاض هذه الدول من السياسة الامريكية التي قد تجر العالم الى مواجهة عسكرية مع روسيا وستكون اوربا المتضرر الاول منها
التعليقات مغلقة.