دير الزور…. مدينة الفداء وبوابة النصر / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 7/2/2019 م …
كنت أحد المتابعين للحرب التي تكالبت على دير الزور من كل حدب وصوب، لم أشك لحظة واحدة طيلة سنوات الحصار، من أن النصر حتمي للدولة السورية، والدليل على ذلك مواصلة أهالي دبر الزور والجيش العربي السوري صمودهم ووقوفهم بحزم وبقوة في وجه العدوان ومن معه من شرذمة المرتزقة… ليقولوا للدواعش ومن إصطف معهم، إننا هنا صامدون وواقفون أمام كل من يريد العبث بمدينتنا دير الزور ووطننا الكبير سورية.
بذلك سقط الرهان، أسقطه السوريون بعدما إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في دول المنطقة من إرهاب “مجازر ودمار”، وواهم من يعتقد أنه له مكان في بلدنا الغالي “سورية” رغم اشتداد الهجمة عليه، لأن الجيش السوري لهم بالمرصاد، ويحقق إنتصارات كبيرة على أرض الواقع، وهذه الإنتصارات صدمت الغرب وحلفاؤهم من العرب الذين تفاجئوا بقوة الدولة السورية على الصمود والثبات.
بعد أن سقطت أدواته في دير الزور، حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، فالجيش السوري أعد خطة عسكرية محكمة وكبيرة لتحرير جميع مناطق محافظة دير الزور من تنظيم داعش والقوى المتطرفة الأخرى، فالدواعش محاصرين في بعض مناطق ريف دير الزور من جميع المحاور وخاصة في الريف الجنوبي الشرقي، ولدى الجيش السوري مفاجآت لهم لن تطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات أمريكا وتركيا وحلفاؤهم في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير جميع الأراضي السورية من براثينه وأحقاده.
اليوم تتسارع الإنجازات الكبرى في دير الزور ، إذ إستطاعت جامعة الفرات أن تكون بقدر التحدي الذي تواجهه سورية من قبل المجموعات المسلحة وعصابات داعش وتوابعها، وتقرع جرس بداية إنطلاق بداية الفصل الثاني من العام الدراسي 2018-2019 وبهذا تكون الجامعة قد ألغت جميع الشائعات التي تناولتها بعض وسائل الإعلام المغرضة، والتي كانت تشكك بقدرة الجامعة على فتح كلياتها ومتابعة الدراسة في ظل جميع هذه الظروف الإستثنائية، ليكون ذهاب الطلبة لجامعتهم هو بمثابة رسالة للعالم بأن السوريين هم صنّاع الحياة على مر التاريخ، ولا تستطيع أي قوة في العالم أن توقفهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية وبناء جيل متمرس وواع وقادر أن يبني مستقبل هذا الوطن، كما وجه رئيس الجامعة قبل عدة أيام أثناء كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية رسائل قوية في غاية الأهمية تحمل في طياتها الكثير من الدلائل والمعطيات تثبت بأن الجامعة تؤدي دورها بأمانة وحرص لجعل التعليم الرافد الحقيقي لتطوير الحياة في كافة نواحيها، وبذلك استطاعت جامعة الفرات أن تقطع السبيل على جميع الأعداء الذين كانوا يراهنون على شلّ الحركة التربوية والتعليمية في دير الزور.
بعد أن نجحت سورية في تضييق الدائرة على القوى المتطرفة ومن وراءها، وإستنفذت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من العرب كل ما لديهم من أساليب لإسقاط سورية، وباءت جميع محاولاتهم بالفشل، فإن دير الزور الآن تكتب مستقبلها وتسطر انتصاراتها وتقول كلمة الفصل في معركة التحرر من المتطرفين الذين ارتكبوا أبشع المجازر بحق المدنيين، وقصفوا المدن فوق ساكنيها، إذاً دير الزور لم تسقط كما خططت لها داعش والمجموعات المسلحة وأعوانها، ففتح المعركة بعمليات انتحارية تفجيرية لم تجد جدوى ونفعاً، فدُمرت دباباتهم وآلياتهم المفخخة قبل وصولها إلى الهدف، والتحم مقاتلو الجيش السوري، بتنظيم داعش وأخواته، ليثبتوا وهن وخرافة الأسطورة المرسومة حول قوة وبطش هذا التنظيم، وأصبحت هذه المجموعات تختنق محاولة إيجاد منفذ لها تجاه مناطق أخرى، كما طوقتها نيران الجيش السوري لتتفاجأ بعملية نوعية استخدم فيها الجيش إستراتيجية وتكتيك مختلف لتكون المعركة لصالحه.
مجملاً…. في ديرالزور لا صوت يعلو على صوت الجيش السوري ولا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً لصمود شعب جاع فكان خبزه الإيمان بمستقبل يطوي الألم ويعيد بالأمن والأمان والاستقرار إلى الأهالي، وها هم اليوم أهل “ديرالزور” مجددين عهدهم باستمرار التمسك بكل شبر من الوطن والذود عنه كغيرهم من أبناء سورية .. وسيروي الأهالي قصة سنوات ثلاث حاولت داعش الإرهابية خلالها قتل أحلامهم وسرقة تاريخهم وحاضرهم وما قابلها من صمود بوجه الحصار والذي سقط بلا رجعة بفضل بطولات ودماء الشهداء وتضحيات الجيش االسوري الذين كسروا حصار “داعش” ليكتبوا السطر الأخير في فصل انتصار جديد ويدقوا المسمار الأخير في نعش الوجود الإرهابي في درة الفرات.
وفي الخاتمة…إن سورية تكتب التاريخ بسواعد أبنائها، ليس تاريخ سورية فحسب، بل تاريخ المنطقة بأكملها، في ميدان القتال في حلب وحماه ودير الزور و….و….و…., ولا تنتهي إلا بتطهير الأرض من القوى المتطرفة والدخيلة على بلدنا، فسورية ماضية في طريقها بثبات وإصرار على النصر والبناء ، فاللعبة قد انتهت والمؤامرة قد كتب لها الفشل وسوف تستكمل سورية طريقها وقريبا سوف نرى النصر والتفاؤل بارقاً على أيدي أبطالنا الذي سوف يغير من مصير السوريين ويفتح أبواب الأمل للأجيال القادمة.
وأنهي مقالي بالقول… إن سورية ستنتصر وتكسر القيد، ليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه أعداؤها وتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم التي أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا.
وليكن “الوطن فوق الجميع” هو شعارنا دوماً وأبداً، ولنعمل جميعاً من أجل المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الراهنة
التعليقات مغلقة.