إدلب ومشروع تعويم النصرة …. ماذا عن الرد السوري !؟ / هشام الهبيشان




نتيجة بحث الصور عن الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الجمعة 8/2/2019 م …
بات من الواضح أن  حملة التصفيات للقادة المتشددين في تنظيم النصرة الإرهابي في ادلب ومحيطها  ، ماهي الا محاولة  تركية – أمريكية ،لتعزيز صورة  جبهة النصرة الإرهابية عبر أدواتهم الإعلامية ،وحملة التصفيات هذه والمتزامنة مع تمدد النصرة الإرهابية في ادلب ومحيطها، ما هي الا  نقطة البداية لتعويم جبهة النصرة الإرهابية من جديد، هكذا يقرأ معظم المتابعين، فتركيا وأمريكا تسعى اليوم إلى تبييض صورة جبهة النصرة «فرع تنظيم القاعدة بسورية» من خلال إظهارها كطرف معتدل يحمل مشروعاً إسلامياً معتدلاً ويمثل طيفاً من الشعب السوري وذلك من خلال دمجها كقوة مسيطرة مع ما يسمى ببقايا المعارضة المعتدلة “في ادلب ومحيطها .
واليوم ،من الواضح أن مسعى «تركيا – أمريكا» لإعادة تعويم جبهة النصرة من جديد، قد ينجح مرحلياً ببعض المناطق بشمال سورية “عمق ادلب ” ، وهذا النجاح لن تسقط مفاهيمه ، على المدى المتوسط والبعيد ،فـ المعارك الكبرى التي من المنتظر أن  بنجح بها الجيش العربي السوري في تحرير مساحات واسعة من مناطق ريف حماة الشمالي والغربي واللاذقية الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي ،والتي هي بمعظمها تخضع لسيطرة جبهة النصرة، ستسقط أي مشروع تركي – أمريكي ،لخلط الاوراق بمجمل المعادلة العسكرية في الشمال السوري ، وموضوع تعويم  جبهة النصرة الإرهابية ، يتم التعامل معه من قبل الدولة السورية ،بمنطق الحرفية والعمل الاستخباراتي المسبق ، فـ بمجرد تحرير الجيش العربي السوري لمحيط ادلب الاستراتيجي ” مثلث ريف حماه الشمالي الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي” ستنهار باقي الجبهات بادلب وعمقها سريعاً .
وعند الحديث عن محيط ادلب ، فهذه الجبهة شهدت معارك كبرى وخصوصاً ببلدات  تتصل جغرافياً  بعمق ادلب الاستراتيجي، فهناك وعلى مشارف  بلدات  جسر الشغور واريحا وسراقب وخان شيخون وغيرها “بعمق ادلب وريفها” دارت معارك كبرى، ويبدو واضحاً من أن تصعييد معارك  الجيش العربي السوري  في عموم هذه المناطق في المستقبل القريب ، سيكون له آثر كبير  على وآد المشروع  التركي – الأمريكي قبل ولادته .
ختاماً، إن عملية تعويم جبهة النصرة شمال سورية  ترتبط بمجريات ومخططات واسعة وشاملة يسعى التركي كما الأمريكي إلى إنجازها بالمراحل المقبلة، مع العلم أن هذه  المخططات التي يسعى التركي والأمريكي  لإنجازها لها مجموعة محددات ظرفية وزمانية ومكانية، وليس من السهل التنبؤ بمسار حركتها أو طبيعة وكيفية الحسم فيها، وخصوصاً بعد  تهديد  جبهة النصرة الإرهابية  وتحت غطاء التركي والأمريكي لفتح  معارك واسعة في عموم  ريف حلب الجنوبي الغربي والعودة لتهديد حلب المدينة من خاصرتها “الغربية “، والهدف من هذه المعارك كما يتحدثون هو منع أي فرصة تسمح باختراق ما ينجزه الجيش العربي السوري يعطي القيادة السياسية السورية أوراق قوة جديدة، ومن هنا سننتظر مسار المعارك على الارض وخصوصاً بالأسابيع المقبلة، لنقرأ مسار المعارك بوضوح بعيداً من التكهنات، مع تأكيد أن الجيش العربي السوري ينتظر ساعة الصفر لانطلاق معركة تحرير محيط محافظة إدلب ، وهو الآن يخوض معارك “تكتيكية “على مشارف بلدات ريف المحافظة، وفي الإطار ذاته، فالجيش العربي السوري حصّن ريف حماه الشمالي الغربي وريف حلب الجنوبي الغربي ،خشية من أي اختراق لمحيط  معسكر جورين العسكري وخاصرة حلب المدينة الغربية الاستراتيجية مستقبلاً، ويستمر بتوجيه ضربات محكمة وبحرفية عالية لتحركات جبهة النصرة بعمق ادلب وأريافها .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.