الربيع العربي- واقع مفروض ..!! ؟ أم واقع مرفوض … ؟ / ونسة سليمان الأسعد

 

ونسة سليمان الأسعد ( سورية ) الثلاثاء 28/7/2015 م …

كثر الحديث عن ظاهره ما يسمى بالربيع العربي للدلاله على هذا الحراك الشعبي الذي اجتاح الكثير من الاقطار العربيه ومنها : تونس ومصر واليمن وسورية وليبيا كما تعددت الاسباب تعليلا وتفسيرا للاحداث،و تبايناً للآراء حول هذة الظاهره .

ولكن مع مرور الزمن وتوالي الوقائع ظهرت الحقيقة جلية وواضحة … . فالبعض أشار ويشير اليه بارتياب على أنه مؤآمره غربيه عامه ، وأمريكيه / اسرائيلية على وجه الخصوص ، مرددا كلمات كوندليزا رايس عن الشرق الاوسط الجديد الذي تسعى الولايات المتحدة الامريكيه الى اقامته عبر الدفع نحو خلق ما يسمى بالفوضى الخلاقه ، وذلك بهدف السيطرة على المنطقة كاملة : مواردهاالباطنية من النفط والغاز والمعادن الدفينه ، ومصالحها الجيوسياسية لتأمين الحصانه والحمايه المطلقه الدائمه لاسرائيل .

ولم يكتف الغرب في السعي الى تجزئة وتدمير الوطن العربي عبر سلاحهم التقليدي بل اتخذ وا من الاسلام ، السلاح الفتاك لشعوب المنطقة وذلك للتأثير الكبير الذي يفرضه الاسلام على عقول الشباب ، فاستطاعوا ان يتخذوا من الاسلام الحقيقي ، الاسلام الجهادي التكفيري بحجة انه هو الاسلام الحقيقي المعتدل ، وسعوا الى تقسيم الدول العربيه الى دويلات على أسس طائفيه ومذهبية وعرقيه ودينيه

أما البعض ألآخر فانه يرى المشهد من زاويه أخرى :على ان الربيع العربي هذا ، هو المرحلة الثانية في حياة هالامة ـ مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية،حيث كانت قد سبقتها في أواسط القرن الماضي ثوره أخرى هي الثورة الوطنية التحررية والتخلص من الاستعمار العسكري المباشر.

أمام هذا المشهد غير المتجانس لا بد من إعمال الفكر بالدراسة المعمقة والتحليل المقارن للوقوف على فهم منطقي وإدراك سليم للحيثيات والحقائق على أرض الواقع… فمن خلال ذلك يحضرنا تساؤل واستفسار، ألا وهو : ما هو الهدف الاساسي لخلق هذه الفوضى الخلّاقة .. !؟ وما هذا السلاح الفتاك للوصول الى الهدف المنشود ..؟؟

فالهدف الاساسي هو تفتيت وتجزئة الوطن العربي كافة ، والعمل على السيطرة المباشرة على كافة اقطار هذا الوطن وذلك خدمة لأمن اسرائيل في المنطقة ، وأما السلاح الفتاك فهو الاعلام الذي لعب الدور الاكبر في الثورات المزعومة او ما يسمى بالربيع العربي . فنشات الفضائيات العديدة والموظّفة للتأثير عليها وكان منها الفضائيات الخليجية ، والفضائيات الاجنبية، والأجنبية الناطقة بالعربية ، الفاعل الحقيقي لهذه الثورات أو بمعنى أدق لهذه الفوضى الخلّاقة التي كانت مجهزة للسيطرة على الوطن العربي كافة وذلك بأياد صهيونية تحركها كما تشاء وكيفما تشاء خدمة لمصالحها وأمنها في المنطقة.

ولم يكن هذا سرا او مخفيا على احد فعرّاب هذا الدمار وهذه الفوضى الخلّاقة ، ومحرِّك هذه الثورات المزعومة والذي لا يخفى على احد هو : برنار هنري ليفي الذي أوضح في قوله عن الاعلام ومدى تأثيره فيما يود الغرب الوصول إليه من تفتيت للشعوب العربية وتدميرها.

( إنّ اختراق المؤسسة الاعلامية العربية ضرورة لضمان التطبيع مع اسرائيل ) وتفوّق دور الاعلام من سطوة وهيمنة وقدرة تاثير على صناعة وصياغة الرأي العام لصالح موقف أو برنامج أو جهة ما, فعلى الصعيد الاجتماعي المدني, تستطيع وسائل الاعلام ان تكشف الحقائق, وان تنقل المعلومة الصحيحة للمواطن, بل تستطيع ان تصنع رأيا عاما حول قضية وطنية محلية, اجتماعية او اقتصادية او سياسية, بل يمكن ان تتحول هذه الوسائل الى اداة تجييش وتحشيد احيانا لصالح جهة ضد اخرى ، كما يمكنه ان يلعب على مستوى العلاقات بين الدول او مصير هذه الدول وسيادتها …

ولا شك أن الحرب الإعلامية بين طرفين من شأنها ضمن معادلات وحسابات معينة أن تحسم مصير الحرب كلها مثلاً ان وقعت, أو أن تحقق مكاسب نقطية لصالح طرف معين, أو أن تظهر الحق وتزهق الباطل, أو أن تخلط الأمور والأوراق وتزيف الوقائع والحقائق, وتحول الحق إلى باطل, والباطل إلى حق في بعض الحالات والمعادلات, وهذا البعد الأخير, ينسحب بصورة قوية على المشهد العربي الراهن في ظل الثورات والحراكات الشعبية العربية, وليس فقط على الصراع العربي- الصهيوني, حيث لعبت وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية والغربية في مراحل زمنية عديدة مثل ذلك الدور التضليلي التحريضي العدائي للعرب.

فمنذ الحرب الامريكية-البريطانية على العراق, ونحن امام اعلام حربي امريكي اسرائيلي, فهل اصبح الاعلام الحربي, هو الاعلام السائد الذي يهيمن اليوم على المشهد العالمي في التعاطي او التعامل بين الدول?, فلكل دولة اجندتها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية ولها اعلامها ايضا الذي يسوق لهذه الاجندة فهل نحن امام اعلام حربي فقط, بينما سقط واختفى الاعلام المدني الذي يخدم المواطن ويربط ما يجرى على الارض .

وعندما نذكرالاعلام الحربي لابد من ذكر الاعلام الاسرائيلي الذي اتخذ من الاعلام الحربي سلاحه الحديث المتطور ، فكانت الحرب المجيّشة ليس في مواجهة العدو الفلسطيني ! فحسب ، إنما في مواجهة العدو العربي ! قاطبة وكانت الحرب التي لم تخطر على بال في تدمير وتقسيم الوطن العربي وتفتيت الفكر العربي في مواجهة هذا الكيان وبالتالي تنقلب المفاهيم راسا على عقب فتنقلب الحقائق ، ويغدو الانسان العربي مسيّرا نحو الافكار التي الإسرائيليون .

وذلك بقناعة تامة وتبني كامل لذلك الفكر الصهيوني وهذه الحرب الشرسة التي تبناها وسار بها الكيان الصهيوني لتحقيق مآربه وسلطته .. ومن خلال ذلك تراودنا مقولة لنعوم تشومسكي عن الاعلام بقوله : (إن الرؤية الاعلامية تسعى لخلق وتزييف الوقائع والحقائق والتاريخ .. وإن بلاد العم سام قد وضعت العديد من الاستراتيجيات من أجل إضعاف الأنظمة المستهدفة والإطاحة بها وإظهار الأمر على أنه نتاج حركة شعبية ومطلبية داخلية صرفة) ،فمن خلال هذا الواقع المؤلم لما يسمى بالثورات العربية في ظل الربيع العربي نجد أنّ عملية غسيل أدمغة الشباب العربي قد بدأت منذ سنة 2007 مع التركيز خاصة على الشباب المستخدم للانترنت”.

وهذا ما فعله الكيان الصهيوني في القدرة على السيطرة والتحكم واكد ذلك فنحمان شايو وهو محلل اعلامي وعسكري اسرائيلي كبير, رافق الجيش الاسرائيلي في العديد من الحروب الاسرائيلية يقول ( ان دولة اسرائيل من الحروب الاسرائيلية يقول:( ان دولة اسرائيل تدير امورها عبر3 وسائل: الجهد العسكري والسياسي والاعلامي وأن الجهد الاعلامي لهو السلاح الاكثر اهمية واكثر تاثيرا في عصرنا الحالي … )) …وهذا ما لمسناه في الدول العربية التي سيطر عليها الربيع العربي، فمن خلال ما ذكرناه وما يكون سوى القليل القليل مما ذُكِر عن هذه المؤامرة والتي تسمى: (( بالربيع العربي )) فهل يؤمن الشباب العربي بانها ثورة عبرية ام يبقون في غيّهم يعمهون !!!؟ .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.