أيام حاسمة…الجميع بإنتظار ادلب / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) الإثنين 11/2/2019 م …
أيام حاسمة، تفصل تحرير مدينة ادلب بالكامل من داعش والقوى المتطرقة الأخرى، عقب الترتيبات الكبيرة التي يجريها الجيش السوري بالتنسيق مع حلفاؤه، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الروسية لطرد هذه الجماعات من المدينة، ويبدو من سير الأحداث إن الجيش نجح أخيراً في كسر دفاعات جبهة النصرة وحلفاؤها، وتمكن من بسط نفوذه على المواقع الحيوية في ريف ادلب الجنوبي، وبذلك بات تحرير المدينة أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الإستسلام والتخلي عن القتال، أو الموت المحتوم.
مما لا شك فيه أن هناك تغييرات وإرادة دولية بدأت تتضح معالمها في الملف السوري، خاصة بعد تقدم الجيش السوري في إدلب والمناطق الأخرى في سورية، الذي من خلاله شارفت لعبة كسر القيود على نهايتها، فلا غريب أن يسمع السوريون في يومنا هذا تصريحات الخارجية الروسية عن قرب نهاية داعش ودحر الأعداء، إذ أكدت الخارجية الروسية إن “العملية العسكرية المحتملة في إدلب سوف تكون فعالة ودقيقة، وإن موسكو لن تسمح بوجود محميات للإرهاب في سورية، و أن مدينة ادلب ستشهد معركة الفصل وأن تحريرها بات قريباً”.
في هذا السياق تخيم على محافظة إدلب وريفها حالة من الترقب الممزوج بالخوف والتخبط بين أوساط الجماعات المسلحة المسيطرة هناك، وسط معلومات تتحدث عن قرب بدء الجيش السوري لعملية عسكرية واسعة، بعد أن حسمت القيادة السورية أمرها بشأن تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب حيث تعتبر إدلب مفتاح إعلان إنهاء الحرب التي شهدتها البلاد على مدار أكثر من 8 سنوات.
فصمود الجيش في الشمال، جعل داعش تضع كل ثقلها في معركة ادلب لأنها أدركت أن عجزها عن وقف إجتياح المدينة، سيشكل بداية لإنهيارها في سورية، وبذلك تكتمل الحلقة السورية – الروسية – الإيرانية لضرب داعش، ولن تمر أسابيع إلا وتكون مدينة ادلب قد سقطت، إن لم نقل قبل ذلك لأن القصف التي تتلقاه داعش شديداً، وستضطر داعش إلى الخروج من ادلب إلى الأرياف وستلاحقها الطائرات السورية الروسية لتضربها أينما ذهبت حتى تقضي عليها وتنهي وجودها في ادلب، خاصة بعد أن أثبت الجيش السوري فاعلية وجدارة وتميزوا بأداء قتالي مثير في مواجهة الإرهاب.
إنتصار الجيش السوري لا يعني أمراً سهلاً ، فكسر شوكة المتطرفين في مدينة ادلب يعني بداية العد التنازلي لتفتيت جبهات المليشيات في المحافظات وسحقها في كافة المناطق والقرى التي لا زالت تحت وطأتها، ما حدث اليوم في ريف ادلب الجنوبي هو انتصار للجيش السوري، بالتالي أن تحرير هذه المنطقة، يعتبرها خبراء عسكريون الضربة الحاسمة التي ستقود إلى اختلال كبير في الميزان الاستراتيجي للمواجهات مع الجماعات المسلحة وأخواتها لصالح الجيش السوري، وتجبر هذه الجماعات على أن يسارعوا إلى الموافقة على التسوية، وإنهاء حالة الحرب والصراع التي تعتبر مقدمة لسلسلة من الإجراءات الشاملة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.
مع استكمال المرحلة الأولى في معركة تحرير مدينة ادلب, والتي بدأت منذ عدة أيام والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء وجود تنظيم داعش فى البلاد، بعد أن ظل يهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من دول المنطقة، والمؤكد أن الانتصار في معركة ادلب التي تعتبر معقل القوى المتطرفة، سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي داعش من محافظة ادلب والمنطقة بأكملها، وهو الهدف الاستراتيجي للجيش العربي السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيم ومن ورائه، والمضي قدماً لاستكمال تحرير المدينة، مستفيداً من الإسناد الذي يقدمه الطيران الروسي والدعم الإيراني.
مجملاً…. يبدو أن معركة ادلب قد أوشكت بالفعل على البدء بعد أن باتت داعش وأخواتها ضعيفة، لذلك فإن الذي يدور على الأرض يجعلني متاكداً إن حسم المعركة لم يعد إلا مسألة وقت ليس أكثر.
بإختصار شديد، اليوم ينظر السوريون إلى يوم تحرير ادلب من سيطرة المسلحين وأعوانهم حتى آخر شبر منها ورفع العلم السوري فوق سماؤها، كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة، لذلك فالأيام القليلة القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من المفاجآت والتطورات، فجميع المعطيات تشير إلى صمود الجيش السوري واتجاهه نحو الحسم النهائي للمعركة بعد أن أثبت صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية استثنائية في الميدان العسكري.
وأختم بالقول إن مشروع الإرهاب سيسقط لا محالة فيما ستبقى سورية صامدة رغم التآمر عليها، وستبقى صخرة تنكسر فيها كل أحلام الغزاة، وستثبت إنها مقبرة داعش خصوصاً بعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف الجبهات.
التعليقات مغلقة.