حزب الشعب الفلسطيني سيحتفل بمناسبة لا تخصه / محمود الشيخ

نتيجة بحث الصور عن حزب الشعب الفلسطيني

محمود الشيخ ( فلسطين ) الإثنين 11/2/2019 م … 





الى المحتفلين من رفاق حزب الشعب الفلسطيني،في ذكرى تأسيسه،يمكنكم ان تفولوا الذكرى السابعه والعشرون وليس السابعة والثلاثون ،فأنتم تحتفلون في ذكرى انطلاقة حزب الشعب وليس الحزب الشيوعي بعد ان قطعتم الصلة بكل ما يتصل بالشيوعي،فلا يحق لكم القول انكم تحتفلون بالذكرى السابعه والثلاثين،وانتم لستم شيوعيين ولا ماركسين ولا لينينين، وليس لكم اية صلة بفكر الطبقة العامله،ولا مدافعين عنها،ولا تمثلونها،انتم حزب كل الطبقات،وبرنامجكم السياسي يتقاطع مع برنامج اصحاب اوسلو،وباتت المخصصات هاجسكم اليومي ولا يشغلكم هموم الطبقة العامله بعد ان قبلتم التقاسم على قيادتها،على ضوء تنازلكم عن تضحيات من قادها عقود من الزمن وحقق انجازات سياسية عظيمه يصعب على حزبكم ان يحققها اليوم،بعد ان اصبح في ذيل اصحاب اوسلو لقد غدوتم ملحقا لا قيمة ولا دور لكم بعد تخليكم عن المبادىء التى تربيتم عليها وتنكرتم لها،ودستم على برنامجكم السياسي واعتبرتم اتفاق اوسلو طريقكم للخلاص من الإحتلال،حتى ضاعت الأرض وبات الإستيطان والمستوطنين ليسوا حجر عثره في طريق الحل السياسي بل بات الوضع غير قابل للحل السياسي في اقامة دولة فلسطين ،بل تعززت مكانة الإحتلال في البلاد،وضاعت القضية الفلسطينيه الى عشرات السنين ان كانت في الإنتفاضة الأولى قريبة اصبحت اليوم بعيدة جدا،رغم الدعاية التى يدعيها اصحاب اوسلو ان انتصاراتنا الدبلوماسيه كبيرة جدا،الا ان الداخل الفلسطيني غدى وضعه معقد ومنقسم ومفتت،وفقد شعبنا ثقته بكل السياسة والسياسيين،واعتبر ان اوسلو كان خدعة وقع فيها صانعوها وأقعوا شعبنا معهم،ولا زالوا يعتبرونه انجازا،هو حقا ليس انجاز لكم بل للإحتلال وليس لشعبنا الفلسطيني الذى تعاظمت قضاياه سواء السياسية او المعيشية،وبات التفكير بالهجرة هاجس لكل شاب في البلاد،بعد ان فقد الأمل بالحل السياسي للقضية الفلسطينية ،وتعقدت ظروفنا الإقتصاديه،وانتشر الفقر والفاقه،وازداد عدد المتسولين،وانتشرت الجريمة بكل اشكالها،وحجم البطالة بات يقلق عامة الناس الا السياسيين لا قلق لديهم لأنهم مشبعون بالإمتبازات والهبات وغير ذلك،فهم لا يبيتون لا جوعى ولا عطشى ولا عرايا،ولا يأكل احدهم من القمامه والحاويات،وبنطالهم غير مرقع،واحذيتهم ليست مخزوقة من اي طرف،وليسوا في قائمة الذين يأخذون مساعدات من الشؤون الإجتماعيه،كفقراء،وليسوا ممن في قائمة العاطلين عن العمل.وليسوا من الغارقين في النوم على الحصر ان وجدت.
ثم ان والحمد لله على نعمه فإن اوسلو احدث انقلابا في القيم والأخلاق كل ذلك بعد اوسلو في ظل إنتشار الفساد في السلطه،فقد انتشر الفساد في المجتمع اخلاقي ومالي وسلوكي وهبط الإهتمام في النزاع مع الإحتلال والمشاركة في النضال الوطني والإستنكاف عنه ظاهرة عامة وكبيرة جدا،يلاحظ ذلك في الفعاليات التى تدعون لها ،بينما الفعاليات التى يدعو لها الحراك ضد الضمان الإجتماعي يكون المشاركة فيها بالألاف،رغم الشتاء والأمطار الغزيرة التى هبطت عليهم فيها،التى اجبرت الحكومة على اصدار مرسوم تأجيل نفاذ قانون الضمان الإجتماعي،الا تتعظون،هذا درس لكم ايها اليساريون،اتعظوا من هذه المشاركات الا تدرسون اسبابها ودوافعها،ولماذا ابتعدت الجماهير عنكم وعن سياساتكم،اليس لأنكم ابتعدتم عن الجماهير وعن همومها وقضاياها واصبح همكم المخصصات والإمتيازات،حتى اصبح يطلق على كل اليسار انه معارضة منتفعه.
الأن تحتفلون يا رفاق حزب الشعب بإعادة التأسيس على اعتبار انكم امتداد للحزب الشيوعي الفلسطيني،بعد ان قطعتم اي صلة معه،فكيف ترتدون ثوبا ليس لكم وتدافعون عن انفسكم وانتم غير ذلك في المبادىء التى نشأ عليها حزبكم حزب الشعب حزب كل الطبقات ،وحتى عندما تحاولون العودة الى الماضي تعرفون الحزب المنوي العودة له بأنه حزب الشيوعيين واليسارين والديمقراطيين يعني خليط من الناس جبهه وطنيه،اسمحولي ان اقول لكم ينطبق عليكم المثل الشعبي ( مثل جحا لا عارف يمشي ولا عارف يرجع يحبي ) تحالون وكل محاولاتكم فاشله لأن من يقودونكم يريدون دكاكين صغيره يحصدون المكاسب منها،ويبقون قادتها،ورأيتم الصراع على المناصب والكراسي،وغرقتم بالديون المالية الكبيره،كله بفضل (البيروسترويكا_ والغلاسينوست ) تجار اخر زمن ، لا تتقنون التجارة ولا تعرفون اصول العمل فيها،لذلك تورتطم وغدوتم تناشدون للسداد،لذا كان تردد الحزب في اتخاذ قرار الإمتناع عن المشاركة في الحكومة سيد الموقف لديكم،خوفا من العقاب،الى ان اصبح القرار الزاميا في التجمع الديمقراطي كونكم شركاء فيه،حتى شراكتكم في التجمع كانت متردده ايضا،لأن سياساتكم تهتز امام مطرقة المصالح الحزبية والشخصيه.
لقد وجه لي حزب الشعب دعوة لحضور مهرجانه احتفالا بتأسيسه واعتبر انا شخصيا اعادة تأسيسه كحزب شعب فقط،المطلوب من حزب الشعب،حتى يمكنه التطور والتقدم واحتلال دوره اذا لم يقوم بين الفينة والأخرى بمراجعة نقدية شاملة لمسيرته الكفاحيه ومواقفه السياسيه ودوره الجماهيري،والوقوف عند ازماته بغض النظر عن نوعها واسمها، والعمل على اعادة توحيد الشيوعيين.
لكن ما اراه ويراه غيري من المتابعين لمواقف مختلف القوى وليس حزب الشعب وحده،انها لا تقوم بأي مراجعة لا لأزمتها الفكريه ولا لأزمتها السياسيه،ولا لأزمتها التنظيميه،وكأنها خالية من الأزمات ،ولذلك تتراكم الأزمات على بعضها لتشكل معضلة تؤدي الى تفكك الحزب واندثار دوره وتاريخه،او على اقله تلاشيه بإ‘ستثناء يافطة على ابواب مكاتبهم وانا هنا لا اخص حزب الشعب وحده بل كافة القوى السياسيه وعلى رأسها حزب الشعب الفلسطيني الذي يحتفل اليوم في مهرجان وحزب كحزب الشعب وقع في خطيئة كبيره لا تغتفر عليه قبل غيره ان يقوم بمراجعة شاملة لكل سياساته،خاصه وانه فقد من وزنه السياسي والتنظيمي والجماهيري الكثير،وغدى كغيره من الفصائل والأحزاب لا دور ولا مكانة له، وانا لا اقسوا في تقيمي هذا على حزب الشعب بل اقوم بمراجعة شاملة لتاريخ هذا الحزب ودوره ومكانته،واقارنها مع دوره ووضعه وجماهيريته ايامنا ، لأجد ان لا مجال للمقارنة بين الأمس واليوم.
ان الحزب الشيوعي الفلسطيني له تاريخ مجيد عاشه الحزب في مراحله الكفاحيه المختلفه، يفقدها اليوم من يدعون انهم امتدادا له، ليصبح حزبا عاديا ليس له اي دور وكباقي القوى السياسية خاصة التى تدعي انها يسارية،واليسار منها بعيد بعد الأرض عن السماء،واصبحت كما يطلق عليها احزاب منتفعة ولذلك اضاعت دورها ومكانتها وفقدت البوصله وخسرت احترام الناس لها،عندما كانت في مقدمة الجماهير بل وعلى رأسها،وعندما كانت تقود مؤسسات لها تاريخ نضالي كبير في البلاد،واليوم لا دور لها بل لا تشاور في شيء وليس لها كلمة في السياسة الفلسسطينية،سبب ذلك ان قيادات تلك القوى ليست جاهزة لإجراء اي مراجعة شاملة لأحزابها،نحن نسمع عن تواريخ لعقد مؤتمرات لهذه الأحزاب والقوى وننتطر عقدها علها تأتي بقيادات شابة لتغير القيادات الكلاسيكيه والتقليديه،التى لم يعد لها اي هم غير بقائها على رأس هذه القوى ولذلك تعطل امكانية عقد المؤتمرات وتؤجلها بحجج واهية هدفها بقاء تلك القيادات على رأس هذه التنظيمات..
لقد نجحت هذه القيادات في خلق اتباع ومصفقين لها ولم تحاول ولو لمرة واحدة خلق قيادات بديلة عنها لأنها ليس همها ان تقوم بذلك حتى لا يكون لها اي بديل،لتتمكن من استمرار قيادتها لهذه التنظيمات،وجميعنا يدرك بأن ما الت اليه هذه القوى ناتج عن عدم استعداد هذه القيادات التى اصبحت تنظيماتها ضحية لها عقد المؤتمرات،للحفاظ على الإمتيازات الحاصلة عليها من السلطة،وحتى لا يتم مراجعة دور هذه القيادات تقوم بشل دور تنظيماتها،والحفاظ على دور هامشي لها وتعمل جاهدة على كسب رضى ممولها..
بلا ادنى شك ان الظروف الحالية التى تمر بها قضية شعبنا تتطلب استنهاض شباب هذه القوى لإجبار تلك القيادات على عقد مؤتمراتها واجبارها ايضا على تقييم تجربتها السياسيه خاصه بعد اوسلو الذى كان نكبة على هذه القوى وعلى شعبنا،ومن موقعي كمراقب للحدث السياسي ارى ان قيام هذه القوى بعقد المهرجانات الإحتفاليه ليس لها اي غرض كان غير استمرار تمسك هذه القيادات بمواقعها التنظيميه،لإستمرار كسبها الرواتب والمكاسب والتوزير وال
( V .I.B) والسباحة في الجو من بلد الى بلد وهاهم في موسكو يستنشقون هوائها وربما يلعبون بثلجها ،بدعوى بحث المصالحة وانهاء الإنقسام وكلنا يعرف بأن انهاء الإنقسام يتطلب منهم موقفا جريئا وشجاعا بتحميل المسؤول عن استمرار الإنقسام من جهة وتجميع الصفوف لمنع استمرار التغول على السلطة وعليهم كذلك،ومن اجل اعادة دور هذه القوى كان التجمع الديمقراطي ضرورة املتها الظروف الموضوعية،ومن الهام جدا ان تتمركز كافة قوى اليسار في التجمع وان لا يتحدث احد بإسم تنظيمه ويلتزم بقرارات التجمع انتهى عهد التنظيم بل اليوم هناك تجمع لإنقاظ القضية الفسطينية من الورطة التى وضعها اتفاق اوسلو بها،ومن اجل انهاء الإنقسام،على ان يتم تعامل طرفي الإنقسام مع كل التنظيمات كتجمع الند للند ولا يستفرد اي منهم بأي تنظيم على حده،هذا ان اردتم عودة ثقة الجماهير بكم بشرط ان تكون همومها على رأس جدول اعمال التجمع وبرنامج التجمع مختلف تماما مع اوسلو وتتبنوا قولا وعملا المقاومة الشعبيه طريقا لنضال شعبنا وليس التفاوض الذى دمر قضيتنا وفتح المجال امام اتساع الإستيطان وتمكين الإحتلال من مصادرة الأراضي واعطاء امريكا فرصة الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل ووقف دفع ما يترتب عليها من اموال للأونروا لإنهاء قضية اللاجئين،ثم وصولا الى صفقة القرن،والدعوة الى عقد مؤتمر وارسو الهادف الى المزيد من العقوبات على ايران وحزب الله وسوريا وصولا الى تعريب صفقة القرن بموافقة قلسطينيه.
هناك تحديات امام رفاق حزب الشعب تتصل بعقد المؤتمر وبشكل سريع جدا لإحداث التغيرات المطلوبه ان كنتم تريدون اعتبار الحزب امتداد للحزب الشيوعي الفلسطيني،ليس بتغير الإسم وحده بل بإعتناق المبادىء التى نشأ عليها وتغيير برنامجكم السياسي،بقطع الصلة مع اتفاق اوسلو نهائيا بل بتكفير الذين وافقوا على اتفاق اوسلوة وادانتهم علنا ومحاسبتهم على ذلك واعتبارهم منحرفون في كل ما قاموا به،وليس شكرهم فلا شكر لمن حرف الحزب عن مبادئه وبرنامجه السياسي ولا من باع اتحاد النقابات بالمال،كونوا جريئين في استعجال عقد مؤمر الحزب لتصحيح اوضاعه،.
وامام التحديات االجسام التى تواجهها قضيتنا وهي تقف على مفترق طرق بعد اعلان ترمب ومحاولات شطب حق العوده والمؤامره تشتد وبمشاركه عربيه واضحه،والدعوة لعقد مؤتمر وارسو الهادف ليس الى فرض المزيد من العقوبات على ايران والوقوف في وجه حزب الله وسوريا،بعد فشل امريكا في مخططها في المنطقه حتى عادت تبحث عن طريق اخر للنجاح،لذا على الكل الوطني ان يشدد النضال من اجل وحدة الصف الوطني الفلسطيني واعادة احياء (م.ت.ف) على اسس واصحة وشراكة وطنيه حقيقيه وليست اسميه وتحديد من هم الأعداء ومنهم الأصدقاء وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني حتى لا تبقى حبرا على ورق، ومنع فرض العقوبات على غزه،وتشكيل حكومة مهمتها التحضير لإجراء انتخابات شامله ليس للتشريعي فقط بل للرئاسة والوطني ايضا، فعلى وضوح موقفكم تتوف وضوح المواقف الفلسطينيه،وفي وحدتكم بتشكيل جبهة االيسار الديمقراطي وتتوقف عمليات التباطىء في انهاء الإنقسام،اليوم نحن احوج ما نكون للوحدة لوحدة قوى اليسار والتمسك بالتجمع الديمقراطي الفلسطيني وتنفيذ قرارته ،حتى تبقى يسارا حقيقيا وليس اسما فحسب،اشكر حزب الشعب على الدعوة املا التغير الجدي فيه..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.