المسافة بين الرجمة وروما كالمسافة بين القاهرة ولندن .. ذلك ما يقوله الميدان الليبي / فادي عيد

نتيجة بحث الصور عن فادي عيد

فادي عيد ( مصر ) الثلاثاء 12/2/2019 م …




كانت الايام الاخيرة ليبية بأمتياز، بعد أن شهدت تظورات هامة جدا على الصعيد الاستراتيجي، فقد شهدت الايام الاخيرة :

– تطهير كامل درنة، تحرير مرزق، ثم ام الارانب، والسيطرة على حقل الشرارة.

– توجيه رسالة من سلاح الجو الليبي للمدعو علي كنة قبل اقلاع طائرته من مهبط حقل الفيل النفطي.

– تشاد تعلن و قطر تنعي أسر رئيس أركان مليشيا UFR برفقة 250 ارهابي تشادي، ثم مقتل مجموعة من ابرز قيادات “مجلس شورى درنة” الارهابي، وفى مقدمتهم الناطق الإعلامي باسم المجلس محمد المنصوري، ورئيس غرفة ثوار درنة محمد دنقو، ورئيس مركز الشرطة التابع لشورى درنة محمد الطشاني.

– تزايد دعم كافة مكونات الجنوب الليبي للقيادة العامة.

كل تلك الامور بالميدان جعلت صبر ايطاليا وبريطانيا ينفذ حتى تحركا بشكل مباشر، بعد أن توجه بالامس وفد أمني ايطالي برئاسة نائب رئيس المخابرات الإيطالية الخارجية جيوفاني كارافيلي لطرابلس، كي يرى بعينه أخر ما وصل به الحال بحكومة الفرقاطة، فى زيارة لم تتخطى أربعة ساعات لطرابلس. 

وبالتزامن ذهب السفير البريطاني بليبيا فرانك بيكر إلى طبرق  للقاء ببعض نواب البرلمان، كي يوصل لهم رسالة لندن برغبة بلاده فى إجراء انتخابات برلمانية فقط دون الرئاسية، برلمان لا دور له الا الاشراف صوريا على مرحلة انتقالية (اطالة أمد الازمة)، مع استمرار المجلس الرئاسي الحالي محتفظا بصلاحياته (أي ابقاء الوضع السياسي كما هو عليه)، الى ان يتم وضع دستور دائم للبلاد ومن بعدها تجرى انتخابات رئاسية (متى؟ الله اعلم.)

بعد لعبة تبادل الادوار، وأرتداء سالفيني قناع حمامة السلام كي يوجه دعوة لباريس لفتح صفحة جديدة وأنه على استعداد لزيارة باريس، توارى وزير الداخلية وزعيم حزب الرابطة اليميني ماتيو سالفيني، وتولى نائب رئيس الوزراء الإيطالي ورئيس حركة الخمس نجوم لوجيى دي مايو أمر الهجوم على فرنسا، بعد أن التقى لوجيي دي مايو بممثلي عن حركة “السترات الصفراء” فى روما ليرفع سقف الصدام مع باريس، لتستدعي الاخيرة سفيرها الخميس الماضي من روما للتشاور.

ايطاليا كل يوم يرتفع بها الصوت المطالب بالتعاون مع القيادة العامة، ولكن أنتم تعلمون كيف تحسم نهاية الامور، فقطيع الخراف الابيض بالقارة العجوز لا يتحرك أو يقف الا بعصا الانجليز او بكرباج راعي البقر، وحتى الان الكلمة العليا فى روما للندن، بينما الكلمة العليا فى الميدان الليبي للرجمة، وأنتم تعلمون أن المسافة بين الرجمة وروما، كالمسافة بين القاهرة ولندن.

 * فادي عيد

الباحث والمحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.