فليرمِني برصاصة من يؤمن بالسلام مع الكيان / د. فايز رشيد
د. فايز رشيد ( الجمعة ) 15/2/2019 م …
إسرائيل جيش له دولة , هكذا أُطلق عليها عند إنشائها , وهذه هي حقيقتها. تم تجمبع رجال المنظمات الإرهابية الصهيونية من: شتيرن, الهاجناة, الأرغون, ليحي وغيرها في “تساهال”- جيش الدفاع ( الحرب) الإسرائيلي.زعماء تلك المنظمات وأحفادهم أصبحوا قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين.من بن غوريون حتى نتنياهو حاليا . نقول, أن هذه الدولة العسكرية التكوين والبنية ,لا يمكنها أن تجنح للسلام, للأسباب الآتية: أولا , جاء إنشائها غير الطبيعي كالدول الأخرى, وإنما كمشروع كولونيالي إحلالي ,استيطاني, اغتصابي, مرتبط عضويا بالمشروع الاستعماري في المنطقة العربية, مما جعل من هذه الدولة رأس جسر للاستعمار ,الذي هو بطبعه استعمار إرهابي شكلا ومضمونا. ثانيا: في مشروع آباء الحركة الصهيونية من هيرتزل , وايزمن, جابوتنسكي وغيرهم ,إلى جنرالات الآن بيني غانتس, موشيه يعلون , أفيف كوخافي, والأولان منهم يزاحمان في الانتخابات المقبلة لتسلم زعامة إسرائيل ,اعتمدوا وسائل أساسية في تحقيق هدفهم بإنشاء دولتهم : الإرهاب, المذابح, القتل, االترويع والترهيب , التهجير القسري للفلسطينيين, وغيرها اعتمادا على مبدأ القوة, تحت شعار: “ما لا نتمكن من تحقيقه بالقوة, نستطيح تحقيقه بمزيد من القوة” , وشعار آخر: “أرض أكثر وعرب أقل”.
ثالثا: إن الجناح الديني في الحركة الصهيونية, كان ولا يزال الأداة الرئيسية لتسويغ سياسة القتل والإرهاب, وصولا للإبادة الجماعية للفلسطينيين ,بما في ذلك, حرق الأطفال أحياء, قتل النساء الحوامل, وارتكاب سياسة القتل العرقي للفلسطينيين. رابعا: عدم اقتصار الحركة الحاخامية الدينية الإسرائيلية في وجودها وتأثيرها على الهرم السياسي الإسرائيلي على شكلٍ واحد, وإنما قامت بإنشاء أحزاب سياسية امتدت طولا وعرضا في الشارع الإسرائيلي, وهو ما زاد من تأثيرها في أربعة اتجاهات: القرار السياسي الحكومي, الشارع الإسرائيلي, الجيش وقادته, اليهود في المهجر والفتاوى الصادرة بضرورة هجرتهم إلى إسرائيل. خامسا: المحافظة على استمرار نشاط المنظمة الصهيونية العالمية, والمؤتمر اليهودي العالمي , إضافة إلى تشكيل اللوبيات الصهيونية في دول العالم للسيطرة عل عصبي المال والإعلام في الدول, والتأثير على قراراتها السياسية المؤيدة لإسرائيل, وكل هذه الصيغ هي بمثابة ضمانة للوجود الإسرائيلي. سادسا: الاستمرار في التنسيق مع الحركة الاستعمارية الإمبريالية العالمية وبخاصة الأمريكية كرديف مهم للحركة الصهيونية .
سابعا: العمل بمبادىء هنيبعل الثلاثة :إقرأ عدوك, قاتله, ولا تقع أسيرا بين يديه. وعلى هذا الأساس, يوجد في إسرائيل 18 معهدا بحثيا استراتيجيا, تابعا لهيئات مختلفة( غير تلك التابعة للجيش) تقوم بإصدار تقارير استراتيجية سنوية, هدفها تحصين مناعة الأمن القومي الإسرائيلي , وإيضاح الأخطار المحيقة بإسرائيل, وهذا لا يتأتي إلا بالقراءة المستمرة لتفاصيل الدول العربية. ثامنا: العمل بعدة مبادىء مهمة للأمن الإسرائيلي: بدء الهجوم دوما , ونقل المعركة إلى أرض العدو, عدم السماح للعرب بامتلاك أسلحة تهدد أو قد تهدد إسرائيل مستقبلا, إبقاء الجبهة الإسرائيلية بمنأى عن الحروب التي تخوضها إسرائيل, فرض الوقائع الإسرائيلية واقعا على الأرض, على قاعدة : العرب يغضبون قليلا, ثم لا طريق أمامهم سوى الالتزام بالحقائق الإسرائيلية, فهم ينسون القضايا القديمة ويتذكون فقط القضايا الجديدة. تاسعا: إيلاء الحرب النفسية اهتماما كبير في الدفاع عن بقاء إسرائيل, وفي حالتنا هذه هي موجهة ضد العرب, بهدف إيصالهم إلى حالة من اليأس: بعدم جدوى مقاتلة إسرائيل, واستحالة الانتصار عليها, وتهيئتهم بالمعنى النفسي بالخسارة الحتمية في الحروب مع إسرائيل, واختراق الجبهات العربية بكافة الأشكال والسبل, ونشر كل عوامل الشروط بالإحباط بمختلف الأساليب, والعمل على تجهيل العالم العربي بإسرائيل, وإلهاء الجماهير العربية بقضايا يومية تافهة.
عاشرا: اللغة الواجب التعامل بها مع العرب هي لغة القوة فقط فهم لا يفهمون غيرها. ثم إن على إسرائيل أن تتحدث دوما عن السلام كمطلب أساسي لها, وفي مفاوضاتها مع العرب, عليها أن تطيلها معهم سنوات كثيرة, دون الاستجابة لأي من مطالبهم , بل بفرض شروط جديدة عليهم, على قاعدة أن لا حلّ مع الفلسطينيين والعرب إلا وفقا للرؤية الإسرائلية. ولا وجود لقاعدة ” الأرض مقابل السلام” , وان على العرب العمل بقاعدة “السلام مقابل السلام”. حادي عشر: الانتقال بالعلاقة مع العرب إلى مرحلة جديدة , هي التحالف على قاعدة محاربة الإرهاب, والمخططات الإيرانية في المنطقة, والتركيز على أن الخطر الأساسي في الإقليم هو الخطر الإيراني كما التركيز على الصراعات المذهبية والطائفية والإثنية لتفتيت الدولة العربية الواحدة, وبذلك ينتفي الصراع الأساسي في المنطقة وهو الصراع العربي – الصهيوني. ثاني عشر: كل أرض فلسطين التاريخية هي أرض إسرائيل, ولا حق لغيرها فيها, كما لا انسحاب من هضبة الجولان. وإقناع العرب للضغط على الفلسطينيين للقبول بحلول إسرائيلية أمريكية. هذه العوامل تنفي عن إسرائيل صفة “الدولة المدنية” , وهي مرحلة لن تصل إليها مطلقاً, فهل من يعتقد بإمكانية السلام مع هكذا دولة؟, إن كان مثل هذا موجودا, فليرمني برصاصة وأكون له من الشاكرين.
التعليقات مغلقة.