المؤامرة الكونيةعلى سورية . . البداية والنهاية 2/2 / عبدالحفيظ ابوقاعود
** عبدالحفيظ ابوقاعود ( الأردن ) الخميس 30/7/2015 م …
** صحافي ومحلل سياسي
ثبات سورية الاسد وثبات مواقف حلفائها ومصالحهم كذلك في مواجهة مؤامرة الحرب الكونية عليها،لم تسمح لأعداء الدولة الوطنية السورية الاقليميين والدوليين بتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية على ما تهوى أنفسهم ،وما تمليه مصالحهم الحيوية،في حماية امن إسرائيل ،وتشكيل “شرق اوسط جديد”.
فقد شهدت المنطقة والاقليم في السنوات الاخيرة تطورات دراماتيكية عدة على خلفية الصمود الاسطوري للجيس العربي السوري والمنظومة السياسية والامنية والتحام مجاهدي المقاومة معه في الميادين القتالية الملتهبه،لمواجهة المؤامرة ،أملت على قيادة المحورالمقابل إعادة النظر في اليات المواجهة الدائرة رحاها في سورية من العداء السافر الى “تحالف” في طور التكوين للقضاء على “الدواعش”!!!.
الادوارالإسرائيلية المباشرة وغيرالمباشرة في المؤامرة بواسطة الاجهزة الاستخبارية لمنظومة التحالف الامني ا لاقليمي بتسهيل إدخال السلاح غيرالمشروع،وعبورعصابات المرتزقة عبر الجوارالسوري إلى نقاط الاشتباك اليومي داخل الجغرافيا السورية لادامة الحرب،شكلت اسبابا موضوعية وعوامل مساعدة لالتحام مجاهدي المقاومة مع الجيش العربي السوري لتنظيف الجغرافيا السورية من السلاح غير المشروع ،والقضاء على العصابات المرتزقة الارهابية .
لكن دورة الزمان وحركة التاريخ دائمة باستمرار فمنها وحدها يتلقى العقلاء الجواب وما فيه من الحكمة والموعظه.
فيا أيها السوريون إنما يجري في بلدكم سورية،هو؛امتحان صعب وما عليكم ألا أن تستجيبوا لداعي الحواروالمصالحة الوطنية،فهي؛فرصتكم التأريخية الأفضل والأنسب والأكرم ،وستدركون بعون الله العون والفلاح،وأما الذين ناصبوكم العداء سيدركون الخيبة والهزيمة ولربما أكثرمن ذلك غير إنكم سوف تألمون على حالهم ،لان ماء الحياء يملى وجوهكم ولان العزة والأصالة والرجولة والوطنية الصادقة والمعطاءات الخيرة منبتها سوري،وعشها سوري وعبق روائحها سوري بامتياز.
النفرمن الخونة والعملاء المتآمرين على سورية من ممالك ومشيخات الخليج هم الذين وصفناهم مرارا بمطاويع الصهاينة وأدواتهم، وهؤلاء لم يكن لهم أي ذكر في التاريخ ولا في مجرى السياسة العربية ؛أنهم باختصار أناس لاسقف ولاقاع،أنهم محدثو نعمة،فقد أغناهم البترول والغاز،فاستغنوا عن رابطة الدين والإخوة الجامعة،وراحوا وما يملكون “هذا أن كانوا يملكون حقا” إلى خدمة السيد الأمريكي ومحوره المتصهين ..
هؤلاء فشلوا فشلا ذريعا وخابت آمالهم ، وباتوا يدركون أن لهذا الفشل ثمنا باهظا ذلك أن الدنيا تدور دورتها. فبدوا يبحثون عن مخارج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه خدمة للمشروع الصهيونيفي فلسطين المحتلة، وذلك عبرالرئيس الروسي فيلاديميربوتين، بطرحه مبادرة لاقامة تحالف مع الاخوة الاعداء لمواجهة “الدواعش”، بعد خراب “مالطا”.
فالذين يجلسون بالامس في ضوء الشمس يجلسون اليوم في العتمة ،وهم لذلك يمنون أنفسهم بتدارك الفشل، فيتخلون عن المطالبة بتنحي الرئيس الأسد ويطلبون الانظمام الى تحالفه للقضاء على العصابات الإرهابية والتي دفعوا بها ويدفعون بها إلى سورية لاقتراف جرائم القتل والتدمير بدون تمييزويوفرون للإرهابيين وجرائمهم تغطية إعلامية واسعة ،وهذا حالهم منذ اربع سنوات ونيف .
لقد أصبح مدبرو الحرب على علم ويقين تام بالنتائج الحتمية،وقد فصلناها مرارا على خلفية الصمود والتصدي لقيادة وحكومة وشعب وجيش سورية،يضاف إلى ذلك أن سورية في الأصل دولة قوية متأصلة ثابتة القواعد والأركان ولها امتداداتهاالإقليمية والدولية فلا يهزها إسستكلاب الأعداء عليها،ولايخطر ببال احد أن أموال العملاء وأسلحتهم ستغير واقع الحال في سورية،فمهما اقترفت عصاباتهم وعصابات شريكهم التركي من فضائع وجرائم. ستظل سورية وطن الأحرار وطن البطولة والفداء ،تستظل بظل أسد الشام،وتسحق القتلة الإرهابيين فهم قطعان من البهائم يستظلون بظلال النعاج.
تتالت كثيرا سنوات القهروالهزائم المريعة ،التي فقد العرب فيها عناصر الوعي وروابط الدين والإخوة الجامعة ،وراحوا يجنحون في كل مرة إلى اقتراف الأذى والسوء بكل ألوانه ضد بعضهم البعض.
وإما اليوم فعرب الجغرافيا يتصدرون المواقف،وقد انبروا بأنفسهم للعب الدوروالمهمات الدنيئة الساقطة حتى تفوقوا على شياطين الاستعمار وزادوا عليهم بإهدار المليارات من الدولارات لارتكاب الجرائم والفضائح بحق الأهل والإخوة والعزوة الحقيقية في سورية على نحو ما نرى ونسمع.لكن المرء والناس يحتار في أمر هؤلاء”النعاج” فيسألون ،ماهو مرد هذه الوقاحة وقلة الحياء والتجرؤ الفاجرعلى اقتراف الجرائم بحق الإخوة السوريين والإصرارعلى تدمير سورية ،فلا تقوم لها قائمة لا سمح الله؟!!!
ولصالح من كل هذا العهر والحقد الأسود والإجرام القذرمن محميات الخليج والجزيرة العربية؟!!!.
إن هؤلاء واعني بهم بعض عرب الجغرافيا وشراكاتهم مع تركيا وإسرائيل؛ أصبحواألعوبة في يد سيدهم الأمريكي وحلفائه الغربيين والصهاينة .وإن تبعيتهم لهذا المحورمقمطة بتعهدات خرافية ومهازل فهم مسخرون طوعا لخدمة الأسياد وفوق ذلك يدفعون الأموال سخية لكسب الرضا ..
وفي هذا إجابة واضحة على السؤال الأول.
إما السؤال الثاني لصالح من كل هذا الحقد الأسود والإجرام القذر.فالإجابة أوضح من سابقتها أنها لصالح إسرائيل!!!.
الخلاصة والاستنتاج؛ فصول المؤامرة الكونية ستنهي حتما ب”درعا البلد” كما بدأت ب “درعا البلد”،وذلك بفشل المتأمرين بأعلان الحسم الاستراتيجي بانتهاء العمليات العسكرية لمعركة الحواسم الكبرى،التي يخوضها فرسان وبواسل الجيش العربي والمنظومة السياسية والامنية السورية ومجاهدي المقاومة في جبهات القتال في الاف نقاط الاشتباك داخل الجغرافيا السورية ، فمن أول يوم كان على المتآمرين والشركاء في سفك الدم السوري أن يدركوا أن سورية لن تهزم،فهذه الحرب صورة جديدة من فنون بطولات الجيش العربي السوري القتالية،التي ستدرس في المعاهد العسكرية العالمية!!!. مال الكاز”البترودولار”لا يصنع دولا ولا امبراطوريات ولا زعامة وطنية تأريخية في عصرالتكتلات والتحالفات الدولية الكبرى،فبعض الدول المصنعة بمال”البترودولار”أشبه ما تكون بالحارات ،فكيف حين تكون”النعاج “مخاتيرها ؟!!!.
فالزعامة الوطنية التاريخية للامة ، تتشكل اليوم في بلاد الشام لتصنع التاريخ المجيد ل”ألامة والملة ” في انبلاج عصر الانتصارات. إن هذه الدول مهما تطاولت في البنيان ،فلا مال”البترودولار”،ولا الحماية والغطاء الأمريكي والغربي المتصهين والتركي العثماني اوالإسرائيلي المغتصب سيحمي المتأمرين والمتاوطئين مع الاجنبي من غضبة الزمن،حيث بات النصر السوري قريبا قريب جدا ويلوح في الافق وسيعلنه حماة الديار من دمشق عرين الأسد بعد عودة درعا الى حضن الدولة الوطنية السورية. نتائج معركة محورالمقاومه الدائره رحاها الان في الجنوب السوري والقلمون وحلب – إدلب؛ستحدّد مسارات قواعد الاشتباك الجديده وفق العقيدة الدفاعية القتاليه للتحرير،باحياء الجبهه الشرقيه”الجولان –درعا مع تقريرالتنسيق العملياتي مع الجبهه المساندة ،لتسريع عملية توحيد الجبهات وتشبيك الميادين القتاليه في إطار تطويرالمواجهة المقبله،لاقتراب توقيت المواجهه المباشره بين محور المقاومة وإسرائيل.
التوازن الاستراتيجي الكاسر بين المحور وإسرائيل،قد تحقق منذ العام 2005،بامتلاك السلاح الصاروخي الرادع،والعمل على تقويض مسارمنظومة التحالف الامني الاقليمي الاستسلامي وقواعدها كافة ،والاشتباك المباشر مع إسرائيل في جبهة تمتد من طهران الى دمشق.
الادراك الاسرائيلي المسبق لاهداف معركة إحياء الجبهه الشرقيه منذ التحضيرلها قبيل حادثي القنيطره ومزارع شبعا وقبل هجوم الجيش العربي السوري ومجاهدي محور المقاومه لتحريردرعا والقنيطرة والقلمون من”جبهة النصره”..تمثل في ادخال عناصر جديدة في الاستراتيجية الامنية الصهيونية منها؛عقد شراكات إستراتيجية مع انظمة منظومة التحالف الامني الاقليمي تمهد الطريق للاعتراف بيهودية الدولة واجراء مصالحة مكشوفة مع المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة .
وفي المقابل جاءت ألاولوية المرحليه لمحور المقاومة الحاق الهزيمة بإذرع اسرائيل “جيوش لحد”النسخه السوريه في الشمال والجنوب السوري والقلمون أولا،واحياء الجبهة الشرقيه ثانيا،واستكمال تكامل العمليات القتالية في الجبهات المساندة الاخرى. قيادة المحور أستهدفت تصفية “جبهة النصره” في القلمون والزبداني وفي الجنوب السوري ؛من السويداء مرورا بدرعا الى القنيطرة في الجولان؛ألتحضيرلاحياء الجبهه الشرقيه في الجولان ولتمتد جبهات القتال على أمتداد نهرالاردن.
التعليقات مغلقة.