هبوب الجنوب يكتب : يريدون ذبحك يا عبدالكريم ( الدغمي )
النائب عبد الكريم الدغمي
الأردن العربي – جفرا نيوز ـ هبوب الجنوب* ( الثلاثاء ) 19/2/2019 م …
* هبوب الجنوب: اسم مستعار للكاتب عبد الهادي راجي المجالي …
أنا أعرف عبدالكريم الدغمي جيدا ..أعرفه مثل كف يدي , مثل وجهي وأكثر ، فـ عبدالكريم الأب الشرعي في بلادنا للتمرد والجنون , وهو صعلوك مثل ديك الجن الحمصي , مثل أبيه مظفر النواب ، ولا أكذب أن قلت أن مظفر هو والده في الشعر والوجد والتراب والوفاء والعشق , ولا أكذب إن قلت أنهم يريدون مصيره مثل مصير ديك الجن الحمصي ، يريدونه أن يمضي العمر ثملا بين الدمع والندم , وبين المنفى والمنفى , وبين التعب والقلق ..
لكنهم خسئوا يا عبدالكريم , أنا أعرف وأنت تعرف أنك انتصرت للشام والشام لا يقف لها إلا من عرف رائحة الياسمين , وذاق من بردى طعم الحب وذاب صبابة في غرام الخلاخيل الدمشقية ألف عام ، فالفرق بينك وبينهم يا عبدالكريم , أنك تصنع من خشخشة (الخلاخيل) موقفا قوميا نبيلا وهم يصنعون من العمالة للسفارات وإسرائيل كل يوم مشهدا سينمائيا يغتالون فيه اسمك وصبرك وسمعتك .
هل قلت (خشخشة) الخلاخيل ؟ اسمع مني يا ابن فيصل ويا أبا فيصل وقد رحل الإثنان عنك ، الأب فيصل الذي وحد وريده مع تراب المفرق , وأقام للكرم مهرجانا ولضيوفه ديوانا من ضلوعه ..
ويا أبا الفيصل الذي غادر العمر مستعجلا ولم يشبع بعد من قبلاتك , ولا من رضاك ولا من جمال صخبك وجنونك , وكان يرى فيك الرجولة سيلا يطيح بكل الحصى والحثالات وما نبت من شوك على طريق لم تعرف فيه مستحيلا …
أنا أدري يا أخي وصديقي وشريكي , في البلوى والألم أنهم يؤسسون لك مشهدا جديدا في فن الإغتيال , زمان كانوا يغتالون بالرصاص وبالمتفجرات ، أما أنت , فقد قاتلوك في اسمك وقاتلوك في صحتك وقاتلوك في سفرك , ويريدون ذبح الشيب وذبح وميض العيون وذبح عقالك إن اعتلى الرأس ..
وكل ذلك ضمن برنامج ممنهج , يشرف عليه عملاء السفارات وحزب أمريكا وزبانية إسرائيل , والهدف ليس أنت بقدر ما هو ذبح الهوية الوطنية الأردنية وتلويث العشيرة , وتقديم محافظاتنا وأهلها على أنهم عبء على الدولة كمقدمة لإستفراد , ما يسمونهم بالليبراليين وما يسمون أنفسهم بالتقدميين وهم حفنة من الجواسيس , استفرادهم بالدولة وتحويلها في مرحلة قادمة , إلى كيان مركب من دون هوية أو جذور أو مستقبل .
نعرف ذلك , ونعرف حجم الإستهداف الذي تعاني منه ولكن عليك بالصبر أتدري لماذا ؟ لأن التاريخ سيعري ذات يوم العلاقة بين جاسوس صغير وسفارة عاهرة سيعريها وسيفضحها , وفي ذات الوقت التاريخ نفسه سيعري علاقتك بالشام , والتي لم تقم على العمالة بل قامت على حب الشعر الموزون والمقفى الذي كتب على سفح قاسيون , وقامت على الإنتصار لكرامة سوريا ومجدها , وقامت على نبض قومي في وريدنا ،ورثناه عن العشيرة والأب والجد …
وبين عري وعري يوجد ألف فارق , وأنت ستعري لنا قلبك فهو قلب فارس , وقلب عاشق وقلب قومي أصيل وسنعلم الصبية من (بني حسن) حين يعبر التاريخ أنهم أنجبوا فتى أسمه عبدالكريم خالف الجمع كله , يوم قامت الحراب تنهش الشام وقرر أن ينتصر لها وقرر أن يفضح حبه القومي لها على الملء ، والعشق سر مفضوح يا عبدالكريم حتى إن أخفاه العاشق , لابد أن ينكشف …
أما عريهم حتى وإن غطوه برداء الليبرالية سيبقى عريا , وإن غطوه برداء (الأن جي أوز) وملحقاتها سيبقى عريا , وإن ارتدوا اليسار رداءا فاليسار ذاته سيفضحهم وإن تحالفت كل السفارات لسترهم , سيبقون كما قلت عنهم مجرد غانية في ملهى ليلي شبع السكارى من غنجها والزمن عبر عليها فكان أن تقاعدت من مهنة البغاء مبكرا ..ومبكرا جدا .
اصبر يا بن دمي فنحن معك , والمفرق معك , والشعر معك , وقاسيون معك والدم معك , والحرف معك , والشيب معك فاصبر إن عريهم قادم لامحالة ولن نغتالهم في مشاهد سينمائية كالتي ينتجونها من أجل اغتيالك ، فنحن لا نغتال ، ونحن نترفع , ونمضي في الحياة بندقية وسكينا وقصيدة ورصاصا …
لك الحب يا أخي وابن دمي وشريكي في الخطى المتعبة .
التعليقات مغلقة.