رؤساء الحكومات السابقين في الأردن … لا جديد لديهم ليقدّموه! / عاطف الكيلاني

نتيجة بحث الصور عن عاطف زيد الكيلاني

عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الأربعاء 20/2/2019 م …




نصف سنة أو يزيد مرّ على تشكيل حكومة عمر الرزاز الحالية.، وأعتقد أنها فترة كافية للحكم على أداءها المتعثّر منذ البداية، ومع ذلك لن أساهم في هذا المقال بجلدها أو الطعن في قدراتها كحكومة أو في قدرات بعض أعضاءها الوزراء.

إذ أنه من الظلم وعدم الموضوعية أن نحمّل هذه الوزارة أو أية وزارة أخرى ستتشكل بعدها ، وزر ما اقترفته الحكومات التي تعاقبت على الشعب الأردني خلال العقود الماضية.

إحدى أهمّ المشاكل البنيوية في تشكيل الحكومات الأردنية ، يكمن في أن اختيار رئيس الوزراء لا يكون إلا من ضمن أسماء يكاد المواطن أن يعرفها مسبقا بحكم أنها ( الأسماء ) محصورة في دائرة ضيّقة ومغلقة .

ولو استعرضنا أسماء رؤساء الحكومات السابقين الذين اجتمع بهم الملك ، وعددهم ثلاثة عشر ، ومن تغيّبوا عن الإجتماع ، وهم ثلاثة ، لأصبح المجموع ستة عشر رؤساء حكومات سابقين تداولوا السلطة عبر الأربعين سنة الفائتة.

وسنجد من بينهم إخوة وأب وإبنه وربما بعض الأنسباء أو الأقارب، وما ينطبق على هؤلاء الرؤساء ، نراه ينطبق أيضا على وزرائهم.

وقد يكون الأردن – هذا الوطن الصغير نسبيّا بعدد السكان – من أكثر بلدان العالم ( كنسبة مئوية ) يزخر بكلّ هذه الأعداد الهائلة من الوزراء ورؤساء الوزارات المتقاعدين … ولم لا ، ما دامت وظيفة الوزير أو رئيس الوزراء لها كل هذا البريق الإجتماعي والحظوة والبرستيج والإمتيازات المادية والمعنوية؟!

وعود على بدء …

فأنا لا أعتقد أن لدى هؤلاء السادة والذوات من رؤساء حكومات سابقين ما يمكن لهم أن يقدّموه لهذا الوطن الذي ابتلي بطبقة سياسية تتداول السلطة دون أدنى شعبية لها ودون أن تنتقل بالأردن وشعبه أيّة نقلة نوعية تضعه على سكّة النهوض والإزدهار ، أو حتى الحدّ الأدنى من الإكتفاء والإستغناء عن التسوّل والإقتراض من الدول ( المانحة؟! ) ومن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

لقد جرّب شعبنا تلك الأسماء لعشرات السنين ، وما حصدنا تحت قيادتهم سوى الفشل تلو الفشل في المجالين الإقتصادي والسياسي ، وهم بالذات يعلمون ذلك ، ولكنهم ما زالوا متربّصين بالشعب والوطن ، ويمنّون النفس بأن يعاد تكليف أحدهم بتشكيل وزارة جديدة … هو أو إبنه أو أخوه … لا فرق… المهم أن تكون لهم ( كلمة ) ، وكأنهم قد توارثوا البلد عن الآباء والأجداد.

وطننا الأردن زاخر بالكفاءات الوطنية القادرة على إخراج شعبنا ووطننا من هذه الهوّة السحيقة التي قذفتنا فيها تلك السياسات الحكومية الفاشلة التي كان هؤلاء هم أبطالها وصانعيها.

لن ينهض الأردن من كبوته بمثل هؤلاء الرؤساء السابقين ( مع احترامي الكبير لذواتهم الكريمة ) .

فهم خرّيجو نفس المدرسة السياسية والإقتصادية و( قاريين على نفس الشيخ ) ، ومتماهين مع بعضهم البعض ، وإن وجدت بينهم بعض التباينات في الأداء ، فهي لا تكاد تذكر، ومن الصعب ملاحظتها .

المطلوب ، البحث عن أسماء أخرى.

اسماء وطنية، متمكّنة، واعية، مثقفة، وعلى مستوى عال من الكفاءة.

أسماء لشخصيات تتعاطف مع الفقراء من أبناء الوطن وتعمل لصالحهم.

لنبحث ونفكر خارج الصندوق ، وشعبنا الطيّب لن يخذلنا!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.