فنزويلا ..الثورة المستهدفة … فنزويلا..جريمة الغرب الكاملة / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) الأربعاء 20/2/2019 م …




إنه الغرب الظالم الذي يتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية ،ولكنه يسقط سقوطا شنيعا عندما نرى الأمور على أرض الواقع ،وأمامنا حالتان على الأقل..فلسطين وفنزويلا،وما بينهما حالات لا تعد ولا تحصى بدءا من فيتنام وإنتهاء بالعراق مرورا بكوريا وإفريقيا واليابان وأفغانستان ،حيث الجرائم الغربية الفظيعة.

بداية القرن المنصرم إرتكبت بريطانيا  خطيئة عظمى عندما سلّمت فلسطين بعد موافقة أبناء سعود للصهيونية ،على مبدأ من لا يملك لمن لا يستحق،واليوم جاءت القوة الغاشمة الأميركية يقودها سمسار العقارات ترمب ،بخطيئة أشد وأنكى من الخطيئة البريطانية ،لقد وهب هذا المجنون الأمريكي  الحكم في فنزويلا لمعارض ،مزيته الوحيدة أنه مجند في السي آي إي وتعهد بتسليم مقدرات بلاده إلى أمريكا الجشعة،وكانت جريمة ترمب مزدوجة لأنه أيضا سلب الحكم من الرئيس الشرعي لفنزويلا البوليفارية  السيد مادورو،ويكون جرمه مزدوجا ،لأنه خالف القوانين والشرعة الدولية  ،وإعتدى على الدساتير والشرعية في فنزويلا وفي العالم أجمع ،لأنه في حال نجاحه في فنزويلا لا سمح الله ،سيمارس إجرامه في دول اخرى .

لن نسأل ترمب بأي حق  منح العرش الفنزويلي لمعارض ،وسلبه من مستحقه مادورو الذي يمارس الحكم ،لأن ترمب لا يعرف المنطق وربما لم يسمع به،ولا نريد مخاطبته باللغة الدبلوماسية بأن ما قام به سيؤثر على علاقات بلاده مع فنزويلا ،لأنه لا يفقه لا في السياسة ولا في الدبلوماسية ،فهو جاء بإختيار “…..” ليكون رئيسا لأمريكا ،وبالتالي ولجهله في فنون الحكم ،فإنه سيفشل ويعمق أزمات امريكا ويفضي بسياسته الخرقاء إلى تقسيم أمريكا وهذا هو المطلوب منه .

كانت فنزويلا قبل البوليفارية جمهورية موز ،ولكنها بعد بزوغ فجر البوليفارية تحولت إلى دولة حقيقية ،وفي حال تركتها أمريكا وشأنها ،فإنها حتما ستصبح النموذج الفريد لدول أمريكا الجنوبية التي تنخرهاالسوسة الأمريكية ،وستتحول في معظمها بالكامل إلى الحضن الصهيو- أمريكي،ونأسف لأن البرازيل إنشقت وتحولت لهذا الحضن المرعب،ومع ذلك فإننا نحذر كافة دول قارة أمريكا الجنوبية ،بأن أمريكا لا أمان لها ،ولا حدود لجشعها وطمعها ،وعليه فإن إصطفافهم مع جمهورية فنزويلا البوليفارية ،إنما هو لصالحهم أولا وأخيرا.

أخطأت أوروبا التي تفنن ترمب في إهانتها وإذلاها في إصطفافها مع ترمب ضد فنزويلا ،وهي التي ما فتئت تروج لحقوق الإنسان والإنتخابات  والديمقراطية ،وكان الأجدر بها وهي التي ذاقت الويلات الأمريكية ،أن ترفع الإشارة الحمراء في وجه ترمب ،حتى لا يتغول أكثر ،إذ ما الذي يمنعه غدا من تعيين معارضين في أوروبا رؤساء في دولهم خلفا للرؤساء الحاليين قبل ان تنتهي مدة ولايتهم؟

أخطأ الأوروبيون كثيرا بمنحهم الرئيس مادورو ثمانية أيام لإجراء إنتخابات وهم بذلك يرتكبون خطأ مزدوجا شأنهم شأن ترمب ،إذ انهم أصبحوا شركاء لترمب في جريمته ، وخالفوا أيضا الشرعة الدولية وإنتهكوا مواثيق ومباديء الأمم المتحدة التي تثبت يوما بعد يوم انها ليست إلا طائرة ورقية خفيفة في يد الغرب  الصهيوني العابث.

مارست أمريكا الإمبريالية جرائم شتى في امريكا الجنوبية ،وإستهدفت الراحل كاسترو الذي كان الشغل الشاغل لوكالة المخابرات الأمريكية السي آي إي ، التي إنشغلت كثيرا بلحيته ،كما مارست واشنطن عبثا كبيرا ضد الراحل تشافيز مغتاظة من قميصة الأحمر ،وها هي تعبث في فنزويلا ،بعد إستجابة الساقطين أخلاقيا لها وتعهدهم بتنفيذ أجنداتها وعلى رأسها نهب المقدرات الفنزويلية.

الكرة الآن في ملعب الشعب الفنزويلي صاحب الراية البوليفارية،وعليه ان يقرر إما الحرية الأبدية  تحت ظل حاكم منهم ،أو العبودية المطلقة تحت حكم دمية فنزويلية تحركها السي آي إيه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.