رسائل ساخنة في بريد الرئيس الأسد…… ماذا تضمنت؟ / د. خيام الزعبي




نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الخميس 21/2/2019 م …

يواجه الجيش العربي السوري في أكثر من جبهة قتالية القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة وخاصة في محافظة إدلب ، مسنود بغطاء جوي بمختلف أنواع الأسلحة، ويقف خلفه والى جواره دول تعتبر الأقوى عسكرياً وسياسياً ليس في المنطقة، و بات واضحاً أمام الجميع أن العالم عاد ليعترف ليس فقط بقوة وصمود الجيش السوري، وإنما أيضاً بقدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة وتجاوز الصعاب، بذلك  تتجه سورية نحو الفصل الأخير من النصر بعد تمكن الجيش من سحق الجماعات الجهادية في البلاد.

المتابع للمشهد السوري، يرى بوضوح أن سورية تتجه نحو نافذة النصر والحسم، إذ وجه الرئيس الأسد في كلمته أمام المجالس المحلية رسائل قوية في غاية الأهمية و تحمل في طياتها الكثير من المعطيات والمعلومات إلى الداخل والخارج السوري ، تثبت حالة إصرار الجيش السوري الذي عهد ، بـ”نصر نهائي وكامل” على الجماعات المتشددة والفصائل المسلحة في ادلب، بقوله: “بأن تحرير ادلب بات قريباً”، كما بعث رسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، في وقت أكد فيه الأسد على قدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وبطبيعة الأمر، ينظر السوريون إلى يوم تحرير ما بقي من المناطق تحت سيطرة التنظيمات المتطرفة حتى آخر شبر منها ورفع العلم العربي السوري فوق ثراها، كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة.

في سياق متصل تأتي قمة سوتشي التي انعقدت قبل أيام في روسيا لتكون منعطفا واضحاً وكبيراً لحسم ملفي إدلب وشرق الفرات، وتحقيق استقرار ووحدة الشعب السوري والأرض السورية، والتنسيق مع الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب وإجتثاثه من جذوره خاصة “جبهة النصرة”، التي تشكل العمود الفقري لـ”هيئة تحرير الشام” بعد أن قرر حلفاء دمشق قلب الطاولة على الجميع في المنطقة.

من تابع تصريحات وتهديدات الرئيس اردوغان في بداية الأزمة السورية لا يمكن أن يتوقع تراجع نبرته تجاه سورية في هذه الفترة، لذلك يبدو أن تركيا اقتنعت أخيراً، بأن معاقل التنظيمات المسلحة تتهاوى بسرعة كبيرة، ويكمل الجيش السوري إقامة قوس يحاصر ما تبقى من مواقع للمسلحين، لإحكام الحصار حولهم، وقطع الحبل السري الذي تغذيهم به تركيا، وبذلك يفقد أردوغان دوره وتأثيره على أرض المعركة في سورية. ونجده اليوم يعيش حالة من القلق والارتباك في مواقفه لفشل مشروعه في سورية بعد أكثر من ثمان سنوات من التدخل في الأزمة السورية، وأتساع دائرة المعارضة داخل تركيا لهذا التدخل، من هنا تجد تركيا نفسها أمام مأزق حقيقي، فالمنطقة العازلة في شمال سورية أصبحت فِكرة غير قابلة للتحقق في ظل معارضة كل من  روسيا وإيران وسورية وعدم حماسة الغرب لهذه المنطقة.

في ذات السياق بدأت معالم هزيمة تركيا في “معركة ادلب” تظهر جلية في الأفق، وهو ما أربك حسابات الدول المشاركة بالعدوان على سورية، فأخذت كل دولة تحاول إبعاد شبهة الهزيمة عن نفسها، وترمي بالتهم ومسؤولية الفشل على أعوانها، وهو ما أدى إلى تعميق الخلافات بين هذه الدول وبعضها البعض التي ربما تصل إلى تفكك التحالف الدولي برئاسة أمريكا، فقد شهدت محافظة ادلب خلال الأيام الماضية تقدماً كبيراً للجيش السوري وحلفاؤه بالتزامن مع سيطرتهما على مواقع مهمة وإستراتيجية، بالرغم من تزايد الإمدادات للمتطرفين،  لمساعدتهم وفك الحصار عنهم، لكن رغم كل هذه التحضيرات إلا أن حسم المعركة هناك أصبح أمر وشيك، وأصبح الجيش العربي السوري يسترجع الأراضي التي فقدها بعدما كان مطوقاً من الإرهاب ومن تركيا وحلفاؤها.

مجملاً….إن الرهان على إضعاف سورية وإسقاطها فشل وهي ترفع شارة النصر، فالتطورات الميدانية والسياسية تفيد بأن خطاب النصر الذي سيلقيه الرئيس الأسد قد بات قريباً  جداً بغض النظر عن التوقيت، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن التنظيمات المتطرفة المسلحة ومن ورائها على عتبة النهايات .في هذا الإطار  يمكنني القول أن اللعبة انتهت بالنسبة لأدوات تركيا في سورية  وأصبحت ادلب ما بين انتصار وانتصار، وأن داعش والقوى المتطرفة الأخرى خُدعوا حين اعتقدوا أن هذه المدينة سهلة…بل كان العكس تماماً فكانت مصدومة ومرعوبة من قوة وشراسة الجيش السوري التي قضى على آمالهم في سورية.

وأختم بالقول ….إن سورية  تنتصر دائماً على أعدائها، لم ولن تستطيع قوة خارجية أن تنتصر عليها، هذه هي سورية وتاريخها وحضارتها تتكلم عن نفسها، أعدائها يهابون جيشها وشعبها، وسوف تبقى سورية صخرة صامدة قوية، و إن الإرهاب يلفظ  أنفاسه الأخيرة في كل الأراضي والمناطق السورية. 

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.