الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية والشعب العربي في اليمن / كاظم الموسوي
كاظم الموسوي ( العراق ) السبت 1/8/2015 م …
اطلعت على بيان من الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية، بالصدفة، في اوراق الأرشيف، وبالتأكيد نشر في وثائق ومطبوعات الاحزاب الموقعة عليه. تاريخه اوائل آب/ اغسطس 1990. وموقع من الاحزاب الشيوعية والعمالية التالية، حسب تسلسلها المنشور:
1- الحزب الشيوعي الاردني.
2- جبهة التحرير الوطني البحرانية.
3- الحزب الشيوعي التونسي.
4- حزب الطليعة الاشتراكية في الجزائر.
5- الحزب الشيوعي في السعودية.
6- الحزب الشيوعي السوري.
7- الحزب الشيوعي السوداني.
8- الحزب الشيوعي العراقي.
9- الحزب الشيوعي الفلسطيني.
10- الحزب الشيوعي اللبناني.
11- الحزب الشيوعي المصري.
بدأ البيان بالسطور التالية: “عقدت الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية اجتماعا طارئا، تدارست فيه الوضع الخطير في منطقة الخليج، الذي نشأ في اعقاب اجتياح القوات العراقية لدولة الكويت وإلحاقها بالقوة ضد ارادة شعبها. وقد خلق هذا التصرف الذي نشجبه وضعا جديدا في المنطقة وفي الوطن العربي يتميز بالخطر الحقيقي لإشعال المنطقة والتهديد المباشر للشعوب العربية واستقلالها وأمنها وحقها في تقرير مصيرها بنفسها وذلك باحتلال اجزاء واسعة من الاراضي العربية في السعودية والخليج من قبل القوات الامريكية المدعمة بقوات حلف الاطلسي. وهو ما نعتبره تدخلا سافرا وفظا في شؤون الاقطار العربية، يؤكد الطبيعة العدوانية للامبريالية الامريكية، ودور الوصاية الذي تلعبه في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع. كما يؤكد تواطؤ الانظمة العربية الرجعية الحاكمة في الخليج مع الامبريالية حفاظا على مصالحها وامتيازاتها الضخمة على حساب مصلحة الشعوب العربية”.
وأكد البيان: “ان هذا الوضع بمجموعه يخدم مباشرة، اسرائيل الحليف الاستراتيجي للامبريالية الامريكية، ومن شأنه مواصلة تصعيد ممارساتها الوحشية ضد الشعب العربي الفلسطيني”.
وعبر البيان عن رفض الاحزاب الحازم الى القوة العسكرية والوصاية على الشعوب وطالب بالانسحاب الكامل والفوري للقوات العراقية من الكويت واحترام ارادة شعبه وحقه في تقرير مصيره..ووصفت الاحزاب الشيوعية والعمالية الوضع الخطير بغياب الديمقراطية وعدم احترام الارادة الشعبية في العديد من البلدان العربية واعتبرتها من الاسباب الاساسية في تدهور الوضع المتردي، كما اضافت: اشاعة الديمقراطية والتعددية السياسية وإطلاق الحريات العامة والفردية واحترام حقوق الانسان العربي، من شأنه ان يعزز الجبهات الداخلية ويستنهض طاقات الجماهير الشعبية ويخلق ظروفا افضل لوضع حد للتدهور الحالي والتصدي للتدخلات الامبريالية وحماية الاستقلال الوطني. وأنهت بيانها: “وأمام هذا الوضع الخطير شعورا منها بمسؤوليتها الوطنية والقومية، وان احزابنا الشيوعية والعمالية تتوجه بنداء الى كافة القوى التقدمية والديمقراطية في الوطن العربي لتعمل جنبا الى جنب مع كل من يؤمن بقضايا العدل والحرية والاستقلال الوطني ومع الانظمة المعادية للامبريالية للتنسيق فيما بينها للتصدي للتدخلات الامبريالية وتعزيز التضامن بين الشعوب العربية ومعالجة الاسباب العميقة التي قادت الى هذا الوضع…
بعد توقيع الاحزاب ومراجعة الاسماء وغياب بعض مما هو محسوب عليها ايضا في بلدان عربية، لابد من التنبيه الى ان بعض هذه الاحزاب قد أُبعد من الاستمرار، وبعض غيّر اسمه، وبعض انشطر وأصبح احزابا شيوعية مع تكملة اضافية لاسمه.. وبالتأكيد ما حصل معها له اسبابه، أبرزها حملات الهجوم الرجعي والدكتاتوري والاستبداد الداخلي والخارجي، ولكن لا تنكر الظروف الذاتية ايضا.
وفي كل الاحوال فالبيان كتب في ظروف موضوعية لا تختلف بصعوباتها عما هي عليه الان. وفي فترة معقدة من التموجات الدولية والإقليمية والمحلية المضادة لحركة التقدم والتغيير الديمقراطي.
الآن يتعرض الشعب العربي في اليمن الى اخطار فعلية وأضرار جسيمة، وعدوان سافر وفض من الامبريالية الامريكية بأدوات عربية وبالنيابة عنها، وبتحمل الكلف المادية والبشرية، وبكل وضوح يخدم هذا العدوان السافر العدو الصهيوني والمصالح الامبريالية.
كتب الكاتب والإعلامي والمسرحي الأمريكي الشهير وليام بوردمان: “الإبادة الجماعية لليمنيين متواصلة على قدم وساق، والعالم متمتع بالصمت”، ضمن مقالة نشرها في “ديسيدنت فويس” الأمريكية مؤخرا. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الامريكية، او التي مقرها في نيويورك، إن غارة التحالف الذي تقوده السعودية، التي أودت بحياة 65 قتيلا من المدنيين في مخا بجنوب غرب اليمن، يمكن اعتبارها “جريمة حرب”.
وقال اولي سولفانغ مسؤول حالات الطوارئ لدى المنظمة “مع الغياب الواضح لأي هدف عسكري، يمكن اعتبار هذا الهجوم جريمة حرب”. وأضاف أنه زار مكان الهجوم بعد يوم على الغارة ولم يلاحظ أي موقع عسكري بالقرب منه. وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها حصلت من مدير محطة الكهرباء، جعفر قاسم، على قائمة بأسماء 65 مدنيا قتلوا في الغارة، من بينهم عشرة أطفال.
ولا يزال العدوان والإبادة والخراب مستمر منذ 26 آذار/ مارس، وكانت منظمة الصليب الأحمر الدولية قد قالت في بيان في آذار/ مارس حول الحرب في اليمن، إن على جميع البلدان والأطراف المشاركة في الصراع – بحسب القانون الدولي الإنساني- أن تفرق بين الأهداف العسكرية، والمدنية، وأن تراعي مبدأي الحيطة وتناسب القوة.
فهل تحتاج الاحزاب الشيوعية والعمالية والتقدمية المتبقية او القائمة والمتقاربة في يساريتها وديمقراطيتها الى ادلة اكثر او وقت اطول لتصدر بيانا باسمائها وعناوينها وتدين العدوان على الشعب العربي في اليمن؟!.. دون مواربة او سكوت مريب… وكيف تقنع جمهورها والشعوب بمواقفها واهمية وعيها وادراكها للاخطار ومخططات الهجوم الرجعي العربي واهداف العدوان الاستعماري والتحالف الصهيو غربي عربي اليوم؟.
الذي يشن هذا العدوان الواضح في اليمن وعلى شعبه العربي. وقد اتاح الصمت عليه فيما مارسه في البحرين وغيره، قيامه بهذا العدوان وقد يتواصل فيه، خارجه ايضا، مستغلا ثروات العرب لخدمة المصالح الاستعمارية والامبريالية بالضد من خيارات الشعوب العربية واراداتها الوطنية والقومية.
هذا بيان من روح ذاك البيان، بدون تواقيع معلنة، بيان ادانة وشجب واستنكار، ومطالبة بالوقف الفوري للعدوان الاستعماري، وفسح المجال للشعب اليمني ليقرر مصيره دون عدوان وارهاب وقصف وحصار وتجويع وفتنة، والبدء بإعادة اعمار ما خربه ودمره العدوان، والاعتذار العلني عن كل الجرائم التي ارتكبت نيابة عن الاهداف والمصالح الصهيو غربية.
التعليقات مغلقة.