اﻻصل الاثني لمواطني المغـرب العربي الكبير / الدكتور خالد الخيري (الإدريسي)
لقد اخترت عمدا ومع سبق الاصرار هذا العنوان التصادمي ، ﻻعتقادي ان افضل سبل الدفاع هو الهجوم، وان افضل سبل اﻻقناع هي المصارحة ووضع النقاط على الحروف، لضحض افكار اﻻنفصاليين الموتورين. ان كل حقائق التاريخ وعلم اﻻجناس والشواهد الجغرافية والثقافية تدل وبشكل واضح لا يدع مجالا للشك على ان اصل سكان المنطقة من الخليج العربي شرقا والى المحيط الاطلسي غربا هم اثنية واحدة بالرغم من اختلاف التسميات. وانه كما قال تعالى” ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون.” صدق الله العظيم.
ربما يطلع علينا بعضهم متسائلا”لماذا البحث في مواضيع اشكالية جدلية ستثير زوبعة لا مصلحة ﻻحد فيها.” ارد بكل وضوح “سياسة النعامة لا تفيد ، وان دروس التاريخ هي عِبَر وضرورة لكل انسان وان التاريخ هو مستودع كل المعارف ومصدر كثير من العبر وذاكرة الامة. ولهذا سمى العلامة بن خلدون كتابه الشهير”كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن جاورهم من ذوي اﻻثر.” فدراسة التاريخ ليست امور رفاهية، انما هي دروس تعلمها الاذكياء واتعظوا بها وغفل عنها الجهلاء فاكتووا بنارها.
اﻻنسان وحده يتعلم من ماضيه، باخطاءه و صوابه ،ويختط لمستقبله. اما باقي المخلوقات، فتبقى “مكانك سر” ،يموت الحفيد كما مات الجد، وﻻ تتناقل اجيالها دروسا وﻻ تتطور معلوماتيا وحياتيا. التطرق لهذا الموضوع يهدف اساسا لوضع حد لمهاترة البعض الذين اشتروا الضلالة بثمن بخس، أملا في منصب اوحفنة من دراهم، ضاربين عرض الحائط مصالح الامة ومستقبلها. فبينما يتجه العالم لتكوين مجتمعات كبيرة( بالرغم من اختلاف اﻻجناس كما هو الحال مع اﻻتحاد الاوروبي) قادرة على الدفاع عن نفسها ومواجهة اﻻخطار المحدقة بكل امة صغيرة مفتتة، بسبب النزعة العدوانية للامم الكبيرة اﻻستعمارية وتعالي بعض الامم اللقيطة المكونة من مجرمي اوروبا وعاهراته، او خلق امم لقيطة مغتصبة وذلك بجمع مرتزقة من اوروبا الشرقية واﻻتحاد السوفيتي
السابق ومن اثيوبيا ومن شتات العالم ، وحشرهم في كيان غاصب، واﻻدعاء بانهم اثنية واحدة. ، يطلع علينا بعضهم بنظريات التفتيت واﻻنفصال.
اختيار عنوان ” المغرب العربي الكبير “حدد منذ البداية هدف هذه المقالة في امرين رئيسيين هما:
1- البحث في اصل تلك المجموعة السكانية.
2- انتماء هذه المجموعة ﻻصلها المؤكد، حسب كل الدراسات الرصينة والتقارير التي اعتمدت على الحقائق البينة، اﻻ ما ندر من كتابات مدسوسة موتورة لمستشرقين فرنسيين، تهدف بشكل واضح لغرض شرير، ومن فئة محلية ضاله ، تلقفت هذه الافكار الموتورة املا في مصلحة خاصة او منصب على حساب الامة وصيرورتها.
نظرة سريعة الى الماضي القريب، تظهر بشكل جلي نزعة اﻻنفصال تلك التي يبشر بها هؤﻻء. وتظهر ايضا حجم الكارثة المحدقة، التي تتهدد تلك المنطقة من الوطن العربي. فبعد احتلال المشرق العربي من قبل فرنسا وبريطانيا ابان الحرب العالمية الاولى قُسِّم المشرق العربي حسب معاهدة “سايكس بيكو” الى دويلات متخاصمة متحاربة، لا يمكنها الدفاع عن نفسها ولا تمتلك مقومات الحياة منفردة. البعض( اﻻردن) ان لم يك معظمها ليس لديه الماء . لم يكتف اﻻستعمار بهذا. بل اخذ يفتت المفتت ويقسم المقسم فنشأت دول جديدة مثل لبنان التي انتزعت من مايسمى الان ” الجمهورية العربية السورية” واسست دولة جديدة ” امارة شرق اﻻردن” في المنطقة الواقعة شرق نهر اﻻردن وزرعت بذور الشقاق فيما بين مكونات ما يسمى الان بجمهورية العراق . ومَنَحَ من ﻻ يملك لمن ﻻ يستحق، ارض فلسطين لمجموعة من المرتزقة تتبع وتمثل الغرب بكل عدوانيته ووحشيته. لم يكتف الاستعمار بكل هذا ، بل اطلق مستشرقيه، وقسمت لبنان الى طوائف ومجموعات متعددة يستحيل بعدها لم شملها والحياة معا، وبلغ اﻻمر سوءا ان دخلت في حرب اهليه ( 1975-1990) ولم تنته الا بالاستنجاد بالقوات المسلحة السورية. واخيرا وليس آخرا استحال على مكونات لبنان الاتفاق على تاليف حكومة على مدى ما يقارب سنة كاملة والى الان. وما حصل لما كان يُعرف ب “يوغسلافيا” بعد ان اصبحت منافسة صناعيا وسياسيا وحضاريا لدول الغرب الاستعمارية، حيث قسمت الى سبع دويلات لا حول لها ولا قوة وﻻ تملك من امرها شيئا لمثال اخر.
يدرك الجميع ما يتوعد المغرب العربي الكبير ان نجحت ﻻ سمح الله مساعي الانفصاليين. سيقتتل من يسمى عربي مع من يسمى امازيغي ، ثم سيقتتل الريفي مع الشلحي ومن ثم مع السوسي، ثم سيقتتل السلاوي مع الرباطي والوجدي مع البركاني والناضوري . وما يحصل في ليبيا الان اصدق شاهد على ما نقول، وهو اوضح مثالا وادق صورة توضح لنا ما يتوعدنا في المغرب العربي. في ليبيا يقتتل اهل مدينة طرابلس شارع بشارع وحيا بحي. يقتتل اهل شارع بن عاشور مع اهل شارع محمد بن علي السنوسي، وشارع الضهرة مع شارع “جاردن سيتي” وكذلك دواليك. فهل هذا ما نريده لمغربنا وامتنا؟ هل هذا ما تفرضه اﻻمانة والضمير والحضارة والرقي اﻻخلاقي؟!!!!. اذا لنعود لموضوعنا وهو المغرب العربي الكبير واصل سكانه. ان استمر اﻻنفصاليون المرتزقة في الدعوة لفكرهم المشؤوم، فسيواجه المغرب العربي اما “اللبننه” او”البلقنه” او”الليبنه” سينتهي عندها الى اﻻبد اﻻمل في اﻻرتقاء والتطور الحضاري والعمراني، وسَتُسرقْ امكانياته وثرواته لمصلحة فئة محلية ضالة وأمم خارجية تضغن لنا كل اﻻحقاد، وتعودت سرقة خيرات وامكانيات الشعوب الضعيفة المفككة.
ما يدعو اليه اﻻنفصالييون هو ان سكان المغرب العربي مكون من اجناس عدة عرب وامازيغ . وان الامازيغ امة بحد ذاتها ، هبطت من السماء، وﻻ علاقة لها باصلها المؤكد ” المشرق العربي”. ومما زاد الطين بلة، فلقد ادعت تلك الفئة( بهتانا وزورا)، ان الطوارق والنوبيون والحسانيون والتبو هم امازيغ. وان للامازيغ لغة خاصة ” تيفيناع”. وهذا خطا واضح ومقصود وهو رغبة مجموعة اﻻنفصاليين من اﻻمازيغ والطوارق الاستقواء ببعضهم الببعض ضد الاثنية ” العربية” يذكرنا هذا بخبث ادعاء البعض ان اعتناق ديانة معينه يكون اثنية معينه . هناك امور جلية :
1- الطوارق والنوبيون والتبو ليسوا بامازيغ فهم اثنيات جديدة مولدة وجدت بتزاوج الاثنية الزنجيه باثنيات بيضاء اخرى. وللطوارق حضارة غابرة في التاريخ لهم سبع ممالك او سلاطين وهي
– سلطنةازقر ، سلطنة الهقار، سلطنةايير، سلطنة تمزقدا، سلطنة تكريرت، سلطنة كيل اقرس وسلطنة كل اطرام،
هناك نظريتان حول اصل الطوارق:
اولها – انهم جزء من اجناس مولدة نتجت من اختلاط الجنس الزنجي الافريقي بالاجناس البيضاء الغازية لشمال افريقيا فتكون حزاما امتد من جنوب ارض الكنانة ( اهل النوبه) الى جنوب شرق ليبيا ( التبو) الى جنوب غرب ليبيا ( الطوارق) والذي امتد الى جنوب شرق الجزائر وشمال النيجر ومالي.
ثانيها- وهي ما يذكره كتاب الطوارق وكبار سنهم في انهم شرفاء اتو من الجزيرة العربية وينتمون الى قبيلة قريش ومن نسل الرسول صلى الله عليه وسلم. وحسب رأي ابن خلدون يرجع نسبهم الى صنهاجة . ويروي بعض كبار السن من الطوارق ان أجدادهم رحلوا الى افريقيا بعد خراب سد مأرب . والبعض الآخر يحتفظ بشجرة نسبه التي ترجع كما قلنا سابقا الى قريش والى الرسول صلى الله عليه وسلم.
لغة الطوارق يقال لها “التماشاك” ويحافظون عليها وعلى نقائها والتي ما زالت اثارها ونقوشها بادية في الصحراء اﻻفريقية الكبرى ، تلك النقوش التي تدل على انها لغة قديمة يرجع تاريخها الى ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد، وهي من اللهجات العربية القديمة، و واحدة من عدة لهجات وكتابات بطل استعمالها في المشرق العربي منذ ان سادت لغة القران الكريم. ومن الجدير بالذكر ان لغة الطوارق هي اللغة اﻻفريقية الوحيدة التي تحوي حرف الضاد التي تنفرد به اللغة العربيه. التماشاك هي اللغه التي يطلق عليها اﻻخوة الامازيع ” تيفيناع”. حضارة الطوارق غابرة في التاريخ فهم من ابتدع التماشاك (تيفيناع) واستعملوها وحافظو عليها الى يومنا هذا بشهادة كتابهم وشهادة الدكتور محمد شفيق عضو المجمع الملكي في المملكة المغربية والذي ذكر في كتابه
” المعجم العربي اﻻمازيغي” الجزء اﻻول (ا-ض) في حاشيه رقم 3 في الصفحة 9 حين كتب ” منذ اثني عشر قرنا لم تك الكتابة ، بصفة عامة، كثيرة الانتشار بين الشعوب والامم ، اذ كان الناس في سوادهم أميين ﻻ يقرأون ولا يكتبون. كان ذلك الوضع يشمل بصورة خاصة الشعوب المشتغلة بالرعي غير القارة السكن. امثال “البربر”. ولما دخل ” البربر” في الاسلام تعلقوا بالقرآن وبلغته، فاستعرب بالتدرج عدد من قبائلهم واندثرت “تيفيناع” . ولم يحافظ عليها الى يومنا هذا، كاملة وبصفتها ابجدية للكتابه اﻻ قبائل ” التوارك”. وكتب في صفحة 9 من نفس الكتاب يقول ” ان اللغة الامازيغية تتميز باستمراريتها الملحوظة رغم اتها تخلت عن ابجديتها اﻻصلية ” التيفيناع” منذ اثنتي عشر قرن ونيف ورغم انها لم تكن تكتب اﻻ نادرا ، والسر في استمراريتها ووجودها وفي المحافظة على جوهرها حسب ما اعتقد هو انها ظلت ملازمه لبيئتها التي نشات بها ومحصورة في الرقعة الجغرافية التي احتضنت نشأتها اﻻولى فلم يكد يتخاطب بها سوى الشعب الذي وضعها وهم التوارك.” فلغة التيفيناع او التماشاك اخترعت وترعرعت وحافظ عليها من صنعها وهم الطوارق، ومنهم اخذها وادعاها لنفسه سكان شمال افريقيا الجدد ” الامازيغ” وغيرهم . اما الحسانيون فهم عرب من اليمن رحلوا( كباقي من رحل) الى افريقيا بعد خراب سد مأرب. وهم ما زالوا الى يومنا هذا يتحدثون العربية القديمة والتي هي واحدة من اصول اللغة العربية كما وردت في القران الكريم. ويتبع هذا ايضا سكان اهل النوبة والتبو فهم اجناس مولدة ولكنهم ليسوا بامازيغ.
تكررت الاثنيات المولده في شرق القارة الافريقيه وعلى وجه الخصوص في ارتريا وشرق اثيوبيا والصومال وزنجبار(احدى مكونات ما يعرف اﻻن تانزانيا) وجزء من موزمبيق. نتجت هذه الاثنية من اختلاط الاثنية الزنجيه في شرق افريقيا باهل الجزيرة العربية على مدى قرون كثيره. اختفت هذه الظاهرة من غرب ووسط وجنوب افريقيا لعدم وجود امم بيضاء هناك بسبب المحيط اﻻطلسي. فاحتفظ سكان تلك المنطقة باثنيتهم الزنجية نقيه خالصه خالية من اي تداخلات.
فبعد هذه المقدمة الشارحة المطوله للامور الجانبية لما نحن بصدده، والتي لزم ايضاحها للانفكاك منها والتركيز على موضوعنا الرئيس، “اثنية سكان المغرب العربي الكبير”. فالقارة الافريقية هي بالاصل قارة سوداء من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها مرورا بوسطها. وسكانها اﻻصليون هم ” الزنوج”. عوامل التاريخ والحضارة وتقدم امة على امة فرضت متغيرات على تلك القارة كما فرضته على قارة امريكا الشماليه والجنوبية واستراليا ونيوزيلانده. بحيث اختفت اثنيات وتكونت اثنيات جديدة.
بدأت قصة قارة افريقيا وعلى وجه الخصوص شمالها، حسب ما توفر لدينا من تاريخ وعلم الانثربولوجيا مع بزوغ فجر الامبراطورية الفنيقية فيما يسمى الان ” سوريا الكبرى” . تلك القوة بدأت كقوة تجارية سيطرت على شواطئ ما يسمى اﻻن ” البحر اﻻبيض المتوسط”. ثم تحولت من بعد الى قوة عسكرية. اثناء الحقبة التجارية للدولة الفنيقية، تعرف التجار الفنيقيون على خيرات وامكانيات شمال افريقيا من خلال ما يعرف “بالتجارة الصامتة”. سميت كذلك لجهل كل من التجار الفنيقيون والزنوج كل بلغة اﻻخر. كان البحارة الفنيقيون يحملون بضائعهم يتجهون الى شواطئ ما يسمى الان بالمملكة المغربية والجزائر. كان اﻻفارقة السود ينسحبون للداخل عند رؤية تلك القوارب. هنا كان البحارة الفنيقيون يهبطون الى الشواطئ ويضع كل منهم بضاعته على شكل كومة ثم ينسحب الى البحر. ساعتها كان الزنوج يحضرون ما يحملون من بضاعة ويضع كل منها تلك البضاعة بالقرب من كوم اختاره من بضاعة الفنيقين ثم ينسحب. يتبع هذا ان يعود التجار الفنيقيون لمعاينه ما اقترحة الزنجي فان عجبه الحال اخذ بضاعة الزنجي وانسحب الى البحر ، هنا كان يعود الزنجي لياخذ ما احضره الفنيقي. مع مر اﻻيام ﻻحظ الفنيقيون خيرات تلك البلاد فغزوها عسكريا واستوطنوها، وانسحب الزنوج الى الصحراء. وتكون ما يعرف بالامازيغ. اذا حسب هذه النظرية فامازيغ شمال المملكة المغربية الريف( الريافه) والاطلس المتوسط والكبير( الشلوح) وامازيغ( جبال اﻻوراس)في ما يطلق عليه اﻻن الجزائر هم فنيقيون ( ما يسمى اﻻن سوريا الكبرى). اما امازيغ “سوس مسه درعه” في وسط غرب المملكة المغربية، فهم حسب كتاب “مفاخر البربر” لابي علي صالح بن عبد الحليم اﻻيلاتي( من كبار مثقفي ومفكري تلك المنطقة[ دراسة وتحقيق عبد القادر بوبابة الصادر عن دار ابي الرقراق])، حيث كتب في الصفحة 103 الفقرة الثانية ما يلي ” لما كانت بلاد المغرب منازل البربر ومساكنهم بعد فرارهم من الشام عقب قتل داود عليه السلام لجالوت.” ما اشبه اﻻمس باليوم، من هنا نستنتج ان اهل تلك المنطقة هم ايضا فنيقيون عرب كنعانيون ومن ساكني ما يسمى اليوم “فلسطين”. هذا يثبت ان من يطلق عليهم “اﻻمازيغ” هم الدفعة اﻻولي القادمة من سوريا الكبرى، وان الدفعة الثانية التي حملت اﻻسلام هم الدفعة الثانية من اﻻمازيغ والذين يطلق عليهم اﻻن “العرب”. لهذا يحق لنا ان نطلق على كل سكان شمال افريقيا ( المملكة المغربية والجزائر ) اﻻمازيغ اﻻوائل والامازيغ اﻻواخر او العرب اﻻوائل والعرب اﻻواخر.
اما امازيغ ليبيا فهم حسب كتابات وتصرفات كبيرهم وزعيمهم البطل سليمان باشا الباروني( عضو مجلس المبعوثان[البرلمان] العثماني والوالي على ليبيا والذي انشأ اول جمهورية في العالم العربي وصك عملة اسماها البارونية وانشأ مطبعة وصحيفة اسماها “اسد اﻻسلام”.) الذي قاد الكفاح المسلح في منطقة الجبل الغربي ضد الطليان، والذي انتهى به اﻻمر اسيرا، تقرر نفيه فقال للطليان ” اعيدوني الى بلاد اصلي عُمان.” تم نفيه الى هناك وعمل مستشارا للسلطان اﻻمام محمد بن عبد الله الخليلي وتوفي فيها سنة 1940 للميلاد.
تلى مرحلة اﻻمازيغ ،غزو الرومان لشمال افريقيا من ارض الكنانة حتى المملكة المغربيه مما دعى بسكانها اﻻمازيغ وهم اصلا من جبال فنيقيا الى اللجوء للجبال ومن هنا استقر اﻻمازيغ جبال اﻻطلس في المغرب والاوراس في الجزائر والجبل الغربي في ليبيا وهجروا الساحل الذي استقر به الرومان وتركوا اثارهم البارزه( مدينة اﻻسكندريه وما جاورها من اثار رومانية، مدينة شحات ولبده وطرابلس الغرب وصبراته في ليبيا واﻻثار الرومانيه في شمال المغرب واشهرها مدينة وليلي). استمر الحال على ما هو عليه الى حين بزوغ فجر اﻻسلام فحصلت الدفعه الثانية من “اﻻمازيغ الجدد” والذي يطلق عليهم اﻻن “العرب” للتفريق والادعاء باصول مختلفة للسابقين واللاحقين.
لم يك جل من حضر الى شمال افريقيا وخصوصا الجزء الغربي منه هم من الجزيرة العربية ، بل تشكلت ايضا الدفعة الثانيه من اﻻمازيغ حاملي رسالة اﻻسلام من اهل الكنانة وليبيا وتونس والجزائر ثم انضم اﻻمازيغ اﻻوائل الى الامازيغ الاواخر تحت امرة القائد طارق بن زياد وفتحت اﻻندلس وتكونت احدى اهم الدول اﻻسلامية حضارة وعلما وارتقاء.
لانهي مقالي هذا والخص بشكل واضح الرسالة التي اريد نشرها واتمنى على الجميع مساعدتي في نشرها من اجل منع”بلقنة” او”لبننة” شمال افريقيا العربي وحقن دماء الشعب الواحد ذو المكون اﻻثني الواحد. فدمنا واحد واصلنا واحد وارضنا واحدة وتاريخنا وديننا واحد. علينا الترفع عن التفاهات والمصالح الفردية واﻻرتقاء الى مستوى المسئولية.
كفانا ما بذلنا من شهداء ودماء لطرد المستعمر، ضحى ملايين الشهداء من المغرب غربا الى مصر شرقا مرورا بالجزائر وتونس وليبيا لهذا الهدف. وذخر تاريخ المنطقة باسماء اشرف الناس الذين كتبوا تاريخ المنطقة باحرف من نور. امثال سعد زغلول وجمال عبد الناصر من مصر، وعمر المختار ورمضان السويحلي وسليمان باشا الباروني من ليبيا، والحبيب بورقيبه من تونس، وعبد القادر الجزائري وبن بلا وصحبه ابطال جبهة التحرير الجزائرية من الجزائر، ومحمد الخامس وعبد الكريم الخطابي من المغرب. هذا فقط ﻻذكر البعض من بين ملايين الابطال الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن ولاثبات ان المنطقه عربيه ﻻ فرنسيه ولا ايطالية ولا بريطانية.
قبل ان اختم مقالتي هذه ناوشت افكاري قصيدتان للشاعر العربي الصعيدي من ارض الكنانه هشام الجخ لها ارتباط وثيقا بالرسالة التي نحن بصددها:
حين قلت لهم انا دمشق لم يصدقوني
ربطو السلاسل في يدي كي يبعدوني
هم ﻻ يعلمون ان ملايين الناس يممون وجههم شطري
انا دمشق، انا دمشق يا امة العرب
انا التي اعدمت قوافل الغزاة هيهات هيهات ان تعدموني
انا عاصمة التاريخ، لا تاريخ دوني
انا ماء وضوء محمد، ودروب المسيح في عيوني
انا جول جمال يا قاهرة المعز، انا القسام يا قدس شجوني
انا من قاتلت غزاتكم بدماء عروبتي فهل سعيتم اليوم كي تقتلوني
انا دمشق قد تسقطون الشمس لكن هيهات ان تسقط عيوني.
اما القصيدة الثانية فهي بعنوان
الى قبة الشام “دمشق”
ها يا زمان العز هل قد عادوا ام ضيعتنا في البلاد بلاد
يا نخل ارض الشام لوح في السما طال انتظار الماء قل الزاد
دهر انام على حكاية العروبة حالما وتزورني اﻻمجاد
أَنّي دمشقي، وماء حديقتي من وادي دجلة ارسلته بغداد
أمنت باليمن السعيد تجارة وبمصر بات الخيل والاجناد
وعلى ضفاف خليجنا لي خيمة منها يمر الحج والعُباد
كنا صغار والزهور بكفنا كيف استباحت كفنا اﻻصفاد
من علم اﻻطفال في كتابنا ان الحياة بنادق وزناد
وبان عرضي مستباح عنده وبان قتلي يا شقيق جهاد
من قبل قابيل ومن بعد الورى عجبا لهذا التاريخ كيف يعاد
إنّا على نفس السفينة يا اخي كل يباد ان السفينُ يباد
ان كنت تسعى للسيادة بيننا فكم اتى وكم مضى اسياد
ولكم شهدنا في البلاد ممالك بلغوا الذرى الان اين ؟! رماد
فاخفض سلاحك يا اخي بيني وبينك عصبة ووداد
لست العدو، عدونا متربصا فرح سعيد أننا احاد
سترى بقلبك ﻻ بعينك نورنا سيراه ان عمت العيون فؤاد
انا بن عمك يا ابن عمي انما غلق القلوب مظاهر وعناد
واخر قولي ان” ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين” صدق الله العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين وعلى اصحابه البررة ومن والاه الى يوم الدين.
التعليقات مغلقة.