اتفاق اضنة على المزاج الاردوغاني / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 24/2/2019 م …
يردد بين فترة واخرى اردوغان الحديث عن اتفاقية اضنة الموقعة بن سورة وتركيا في اكتوبر عام 1998 والتي تنص من بين بنودها على انشاء خط هاتفي مباشر بين اجهزة امن البلدين وقد التزمت سورية بكل بنود البروتكول والتي تتضمن ايضا حظر انشاء معسكرت لحزب العمال الكردستاني في اراضيها وعدم السماح بعبور عناصر الحزب في اراضيها الى دولة ثالثة.
وعندما نمعن النظر نجد ان تركيا هي التي نقضت الاتفاقية وسمحت للارهابيين بعبور الحدود وبالالاف الى سورية وان حربا مدمرة شنت عليها ولن نسمع ان عنصرا من حزب العمال الكردستاني اجتاز الحدود السورية ونفذ عملا عسكريا داخل الاراضي التركية لان الذي يحصل ان هناك وجود قواعد للحزب في مناطق جبلية وولايات تركية تنفذ اعمالا ضد القوات التركية من داخل تركية.
رغم كل ذلك يسعى الحالم بالسلطنة الى تجزئة اتفاق ” اضنة” الموقع بين سورية وتركيا على مزاجه مستغلا الاوضاع المعقدة في سورية التي يقف هو وراءها مثلما يتحمل كافة الجرائم والدمار الذي حل بسورية والعراق ليات الان ويتحدث عن ” منطقة امنة” وفق ما يريد ويحدد وفق مزاجه من هو الارهابي ومن هو ليس ارهابيا وهو المسؤول الاول عن دخول مئات الالاف من الارهابيين الى سورية بالاتفاق مع واشنطن وعواصم الغرب الاخرى المتامرة بدعم من اعداء اليوم واصدقاء الامس حكام الفساد في المنطقة من الذين فتحوا خزائنهم ورهنوا ثرواتهم النفطية للاجنبي مقابل دمار سورية جراء مواقفها الوطنية.
اردوغان بات الان يتحدث عن تسخير هذه الدول اموالها ومواردها النفطية لاهداف معروفه متناسيا انها هي ذات الاهداف التي سعى اليها منذ العام الاول للجريمة ضد سورية وهل ننسى امنياته التي بددها صمود سورية وتضحيات شعبها وجيشها بدعم من اصدقائها وحلفائها عندما كان يصرخ باعلى صوته ” قريبا سوف اصلي في الجامع الاموي” هكذا كان يمني نفسه المريضة وبلاده العضو في حلف عدواني هو حلف ” ناتو” اما الخلافات الشكلية التي باتت تظهر على السطح بين دول هذا التجمع العدواني ماهي الا خلافات شكلية تمليها مصلحة هذا البلد او ذاك لكن في الحصيلة النهائية جميعهم اعداء لامة العرب والمسلمين.
واشنطن التي تلعب على الحبلين من خلال التصريحات المتناقضة المتعلقة بالانسحاب الكاذب من سورية تحاول ان تتلاعب” بالالفاظ” ونهجها لايختلف عن نهج مطيتها في المنطقة اردوغان باستثناء شيئ واحد هو ان الولايات المتحدة يسعى الى استغلال بعض العملاء من الكرد في سورية مثلما استغلت بارزاني وبعض القيادات الكردية الاخرى في العراق لتحويلهم الى وسيلة ضغط على الدولة السورية لاحبا بهم بل من اجل تنفيذ مشاريعها التقسيمية في المنطقة.
اردوغان يتحدث عن ” اتفاقية اظنة” الموقعة مع دمشق من اجل ان يسود الامن على الحدود التركية السورية الشمالية لكنه في نفس الوقت منزعج من مسالة الحوار مع دمشق التي وقع الاتفاق معها وهي المعنية بذلك ايضا .
انقرة تسعى الى ايجاد عملاء لها من الكرد في سورية كما فعلت في العراق عندما استطاعت ان تروض بارزاني الذي انبطح للاخير في خدمة المشاريع التركية وهي مشاريع لاتصطدم بمشاريع ” سيدة العالم الحر” التخريبية لكن الاخيرة تريد المزيد من اجل شق وحدة الصف بين الشعبين العربي والكردي سواء في العراق او سورية وان هناك بعض العملاء من قادة الكرد من لايزال يصدق تصريحات المسؤولين الامريكيين رغم الخيبات المريرة التي واجهوها والصفعات التي تلقوها على مدى التاريخ .
روسيا وبحكم موقفها الداعم للشرعية في سورية ومساندتها للشعب السوري في التخلص من الارهاب كانت مدركة حقا ” لمشروع اظنة الجديد” الذي اخذ يهلوس به اردوغان على طريقته الخاصة فقد اعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف ان الشرطة العسكرية الروسية سوف تشارك في المنطقة الامنة التي يتحدث عنها اوردوغان ويحث حلفائه الغربيين على المشاركة فيها متناسيا الحكومة الشرعية المسؤولة عن امن سورية مع دول الجوار.
مثلما تحث واشنطن حلفائها ايضا للمشاركة فيها بعد ان تبرعت بالابقاء على 200 او 400 عسكري امريكي وهي واحدة من اكاذيب ” العم سام” نواة لهذه القوة الغازية حتى تحفز بقية حلفائها الغربيين لارسال قوات مشابهه لتحتل شمال سورية بحجة ” المنطقة الامنة” ليات الرد الروسي واضحا وصريحا ان ” ليس هناك المزيد من فسحة اللعب الذي يستهدف اطالة امد الماساة السورية التي تسبب بها اردوغان وبقية المتامرين في المنطقة وان الحديث عن ” منطقة امنة” لابد ان يكون بمشاركة روسية عسكرية لان روسيا تدرك جيدا نوايا العواصم التي تتباكى على المنطقة الامنة في الشمال والشرق السوريىن ولن تخفي ذلك من ان مشروعا تقسيميا تقف وراءه الولايات التحدة التي تصر على ابقاء قوات لها في التنف ومناطق في الشرق السوري بحجة حماية الكرد..
اردوغان ينتقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كونه وضع حدا لارهاب اخوان الشياطين” فكان منزعجا من ذلك مثلمااعرب عن امتعاضه من موضوع تصفية جمال خاشقجي متحدثا عن النفط والمال الذي تستغله بعض الدول وهو الذي لم يفوت فرصة ليستغلها من اجل ان يستجدي للحصول على الاموال من دول الاتحاد الاوربي ” مقابل وقف” ارسال المهاجرين الى اوربا والذي يقف هو وراء ماساتهم.
ان شحاذ المنطقة اردوغان وشحاذ العالم ترامب يلتقيان في هدف واحد هو ” الحصول على المال مهما تباينت طرق الحصول عليه ” كما يلتقيان في هدف تقسيم المنطقة واقامة المستعمرات الخاضعة للسيطرة التركية او الامريكية سواء كان ذلك في سورية او العراق بعد ان عثروا على عملاء وخونة وسط قادة الكرد في البلدين.
التعليقات مغلقة.