الشعب السوداني بقيادة الشيوعيين يتتصدى لبيع الوطن
الأحد 24/2/2019 م …
الأردن العربي –
* جماهير بورتسودان ترفض خصخصة الميناء الجنوبي
* لجان المقاومة بورتسودان : نؤكد على رفضنا التام لبيع منشآت القطاع العام
* لجنة مناهضة الخصخصة : سنضحي بأرواحنا في سبيل إيقاف قرار البيع …
تشهد مدينة بورتسودان حراكاً جماهيرياً متواصلاً شمل إحتجاجات و مواكب ومظاهرات ليلية و إضرابات، وفي أمس الأول أصاب الميناء الجنوبي ببورتسودان شللاً تاماً، بسبب الإضراب الشامل للعاملين رفضاً لعقد الخصخصة الذي وقعته الحكومة مع الشركة الفلبينية. وكشف عثمان طاهر رئيس النقابة البديلة لعمال الموانئ عن تنفيذ الإضراب بنسبة 100% ،
مما أدى للتوقف التام لحركة الصادرات والواردات في الميناء الجنوبي، ورهن رفع الإضراب بإلغاء العقد الموقع مع الشركة الفلبينية. ووصف طاهر العقدَ بالمجحف والخسارة الفادحة للموانئ وللشعب السوداني، واعتبره مهدداً أمنياً للبلاد ، موضحاً أن جميع واردات الدولة تدخل عبر هذا المنفذ ، وقلّل من أهمية الأرقام الحكومية بشأن أرباح العقد المبرم مع الشركة الفلبينية موضحاً إن إيرادات الميناء تحت إدارة هيئة الموانئ أضخم من قيمة العطاء . وعزا توقيع العقد المجحف لحاجة الحكومة للعملات الأجنبية في ظل العجز الكبير الذي تشهده البلاد، وحذر من العواقب الوخيمة للعقد الذي يتبلغ مدته 20 عاماً .
وحول اللجنة العليا لمناهضة الخصخصة أوضح عثمان طاهر إن اللجنة تشمل ممثلين من الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني ،وأشاد عثمان طاهر بالمواقف الشعبية المساندة للعمال والرافضة للخصخصة ، و قال إن اللجنة عقدت مؤتمراً صحفياً مساء أمس الثلاثاء وستقوم بتصعيد مناهضة الخصخصة عبر وسائل متعددة ستعلن عنها في حينها .
إدعاءات الحكومة
في وقت تدعي فيه الحكومة أنه لن يتم تشريد أي من العاملين في الميناء الجنوبي على خلفية الشراكة مع إحدى الشركات الأجنبية لتشغيل الميناء الجنوبي ببورتسودان. وقال وزير النقل حاتم السر أن حقوق العاملين ستكون محفوظة ولن يظلم أحد. وصرح السر إن الحكومة شددت على ضرورة الحفاظ على حقوق العاملين وعدم تشريدهم، وأضاف أن الاجتماع خرج بجملة من الموجهات أجلمها في حفظ حقوق العاملين وأن يكون العمل منصباً لما يحقق مصلحة البلاد، بجانب ضرورة توجيه العمل لتحقيق التطوير والتحديث، خاصة وأن الميناء الجنوبي تمر عبره الصادرات الواردات. وأعلن وزير النقل أن اللجنة العليا لمعالجة أوضاع تشغيل الميناء الجنوبي ستبقى ببورتسودان وتلتقي كل الأطراف وتستمع إلى وجهة نظرها، وبالمقابل ستطرح الحكومة وجهة نظرها حول الأمر.
الرفض الجماهيري
ومن جانبها أصدرت لجان المقاومة ببورتسودان بياناً أكدت فيه على رفضها التام لبيع منشآت الوطن، ودعت جماهير المدينة للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن الميناء الذي قالت أنه مصدر رزق العمال ورمز انتماءهم، وقال البيان أن النظام طوال فترته عمل على تدمير منشآت الشعب ومداخل إنتاجه، وقضى على المشاريع الزراعية و منشآت السكة حديد، وأنه انتهج سياسات الخصخصة التي بيعت على اثرها الخطوط الجوية والخطوط البحرية وغيرها من اراضي واجزاء البلاد. وضرب البيان مثلاً بمحاولات النظام المتكررة لتصفية ميناء بورتسودان بتشريد الآلاف من العمال والموظفين بالفصل التعسفي.
فيما صرح احد قيادات لجان المقاومة انهم يعمدون على ممارسة كل اشكال المقاومة ملتزمين بالسلمية حتى اسقاط النظام.
وبدورها أصدرت اللجنة العليا لمناهضة الخصخصة بياناً على خلفية منح امتيازات في تشغيل الميناء للشركة الفلبينية، وأعلنت في البيان رفضها وتأكيد مناهضتها للقرار.
وجاء في البيان :” لدينا من المبررات ما يجعلنا نضحي بأرواحنا في سبيل ايقاف القرار، وان اللجنة العليا لمناهضة الخصخصة قد أعدت ملاحظاتها وتحفظاتها ورأيها في الاتفاق المشبوه الذي ابرمته وزارة النقل مع الشركة الفلبينية”.
كما أعلنت اللجنة جاهزيتها للجلوس مع أي جهة رسمية للنقاش حول رفضها لإتفاق الشركة الفلبينية، مشيرين إلى أن مبرراتهم فنية بحتة لا علاقة لها بأي عمل سياسي، ولفتت اللجنة إلى إدراكها لحجم الدمار الذي سببته سياسات الدولة في قطاع النقل باهدار مرافق كالخطوط البحرية والخطوط الجوية والسكك الحديدية والنقل النهري وغيرها، وتخوفت من ان تؤدي ذات السياسة في إلحاق الموانئ بأخواتها الفقيدات.
ودعت اللجنة إلى تحديث الميناء بالأيدي والإمكانات المحلية، مؤكدة قدرتها وتأهليها للانطلاق إذا اتيحت لها حرية التصرف في ايراداتها ومدخراتها.
تواصل الإحتجاجات
وفي السياق شاركت جماهير مدينة بورتسودان في المواكب التي دعا إليه تجمع المهنيين وشركاؤه السياسيين، و نظمت لجان المقاومة تظاهرات ليلية بحسب مشاركين شاركت فيها اعداد مقدرة فى احياء الثورة وديم النور وهدل والامتداد وحى الخليج، تزامن معها صدور بيان لتجمع القوى المهنية والسياسية والذى اعلن فيه اكتمال التنسيق مابين مكونات التجمع فى البحر الاحمر، وأعلنوا ادانتهم للاعتقالات الواسعة التى تشنها السلطة والتي تمثل انتهاكاً مباشراً لحقوق للمعتقلين، حيث يتم ترحيلهم الى العاصمة ويتواصل احتجاز اكثر من خمسين معتقل من بورتسودان فى الخرطوم بما فيهم امهات دون مراعاة اى حقوق حتى للطفلات.
وجاء في بيان القوى المهنية والسياسية تأكيدهم على رفضهم لعملية بيع الميناء الجنوبى واستمرار تنسيقهم مع كل القوى الراغبة فى التغيير حتى اسقاط النظام.
التعليقات مغلقة.