كم أنت عظيم يا شعب اليمن / حمدي دوبلة
حمدي دوبلة ( اليمن ) الأحد 2/8/2015 م …
إسرائيل هزمت 6 جيوش عربية في خمسة أيام فقط ولم تكن بحاجة إلى دعم العالم ومساندة إمبراطوريات المال والسلاح والإعلام.. هذا الكيان الغاصب والمستزرع في قلب الأمة وخاصرتها والذي بات متخفياً في جلباب نظام أسرة سعود بأرض نجد والحجاز ومناطق أخرى يحتلها في شبه جزيرة العرب يفشل اليوم ومعه الدنيا بأسرها في النيل من كبرياء الشعب اليمني رغم الحرب الضروس التي يشنها منذ خمسة أشهر متواصلة وبدعم سخي من أمراء النفط العربي وكل قوى الاستكبار والطغيان على الأرض وبتواطؤ العالم كله إلا مارحم ربي من الشعوب المستضعفة قليلة الحيلة.
ما أعظمك يا شعب اليمن وأنت تسطر من وسط براثن الخطوب والشدائد أعظم الدروس الإنسانية وأروع الملاحم البطولية في الدفاع عن حقك في الحياة وعن الوطن وسيادته وعن ما تبقى من قيم الخير والسلام على هذا الكوكب وسكانه المهرولين على غير هدى إلى حيث بريق الأموال المدنسة.
كم أنت عظيم يا شعب اليمن وجيشك الذي يحاول الأعداء جاهدين تقزيمه من خلال إلحاق ولاءاته لأشخاص أو فئات كما تروج ذلك أبواقهم يصمد أمام جيوش الأرض التي تكالبت عليه من كل الأنحاء والأصقاع بل ويجبرهم على الانهزام والتقهقر أمام بسالة أبنائه وقوة إيمانهم ..
أيعقل أن يكون جيش هذه صفاته وأخلاقه أن يكون مرتهناً بولاءاته لشخص أوفئة وهو من أبهر المتابعين في كل أنحاء العالم بأدائه البطولي وانتصاراته اللافتة في مختلف جبهات القتال بل وفي عمق أراضي العدو حيث رأى العالم كيف يفر أعداؤه المدججون بأحدث وأفتك أنواع السلاح أمامه كقطعان النعاج في مشاهد تنسج الفخر لأبناء اليمن وترسم الخزي والعار لأعدائه وتخلق عدة تساؤلات عن سر قوة الجيش اليمني وعن أسباب هشاشة وضعف خصومه رغم امتلاكهم للمال والسلاح وسيطرتهم المطلقة على الأجواء وعن ماذا عساه أن يفعل جيش اليمن وهو المحاصر والمشتت القوى في عدة جبهات إذا ما امتلك جزءاً يسيراً من السلاح الحديث المتوفر لأعدائه أو حتى على الأقل امتلاكه للغطاء الجوي اللازم لزحفه المزلزل؟!
كم أنت عظيم يا شعب اليمن وأنت تكشف بدماء أطفالك ونسائك وشبابك زيف هذا العالم المتشدق باحترامه لقيم الحياة الإنسانية وتنزع أقنعة الدجل والكذب من على وجهه لتعريه أمام التاريخ على حقيقته الهشة وتفضح ما هو عليه من الخنوع والذل أمام بريق الأموال ونفوذ الطغاة المستكبرين.
ما أعظمك يا شعب اليمن وقوى الاستكبار والطغيان والغرور تتهاوى عند أقدامك وتركع مذعورة أمام هيبة وسمو ونقاء دماء أبنائك صغاراً وكباراً وهي تفتدي وطنها بأعز وأثمن ما يمتلكه بنو البشر .
كم أنت عظيم يا شعب اليمن وأنت تجابه وحيداً الدول الكبرى والامبراطوريات المتقدمة في صناعة أدوات القتل والخراب ممن تداعت من أنحاء الأرض طمعاً في المال وتزلفا من عدوك المترف بالأموال والغارق في ملذات النعيم وبحيرات النفط المتدفقة .
ما أعظم حلمك وصبرك وأنت تكتم غيظك على تج
اوزات أشقائك الأعداء ممن دفعهم غرورهم وكبرهم إلى ممارسة كل أنواع البطش والتخريب في أرضك لـ 50 يوما كاملة ظن خلالها أولئك بأنهم قضوا على كل شيء وأحكموا سيطرتهم المطلقة على ميدان المواجهة وأفقدوا جيشك حتى المقدرة على الحركة ليأتي الرد بعد نحو شهرين كاملين مزلزلا ومدويا وفي عمق أراضي العدو رغم الحصار وقلة العدة والعتاد..
كيف لا يكون حلمك على هذا النحو من الثباب والاتزان وأنت من صبرت على العدو المحتل عقوداً طويلة دون أن تنطق بكلمة واحدة عن أراضيك التي يحتلها وثرواتك التي يستغلها في ملذاته ومجونه ولم يكن ذلك ضعفاً أو عجزاً ولكن احترام الأخوة وروابط عديدة لم يعط العدو أي اعتبارات لها وهو يشن عدوانه الأثيم وغير المبرر على أرضك ويعيث فساداً وخرابا في أرجائها؟
ما أعظمك يا شعب اليمن وأنت تمارس حياتك الطبيعية وتناضل من أجل الحياة في ظل الحصار الشامل والمطبق وانعدام أساسيات الحياة من غذاء وطب وكهرباء ومياه ورغم الصواريخ المنهمرة من سمائك المحتلة بالطائرات الجبانة والقذائف الغادرة لتنتصر لإرادة الحياة على كل قوى الشر والطغيان وأعداء الحياة.
التعليقات مغلقة.