قصة إخبارية … إماراتي يخسر منحة الدراسة في أمريكا و4 ملايين درهم بسبب الإدمان
لم يكن شخصاً يعيش حياة عادية بل كان من أصحاب الحظوظ رفيعة المستوى وكان باجتهاده في التحصيل العلمي يستحق أن تنمو حظوظه لولا أن قاده رفاق السوء إلى طريق الإدمان، بطلنا كان من أسرة ثرية ورث عن والده 4 ملايين درهم، سافر قبلها إلى أمريكا لاستكمال تعليمه لكنه لم ير في الانفتاح الذي شاهده في المجتمع الأمريكي سوى الجانب المنحرف ولم يحمد الله على ما وهبه من نعم وبدد فرصة أن يكون أحد علماء عصره كما فقد ميراثاً كان كفيلاً بتأمين ما تبقى له في الحياة ميسور الحال.
«حياتي تحولت إلى جحيم، لم أذق يوماً طعم الراحة النفسية، أهلي عانوا الأمرين، تركت الصلاة وابتعدت عن الله، وتركت دراستي وفقدت عملي، وحياتي فلم أتزوج أو أنجب رغم إتمامي عامي الثاني بعد العقد الخامس»، بهذه الكلمات بدأ أحد المتعافين من الإدمان يروي لـ«البيان»، معاناته ومعاناة أسرته مع إدمانه منذ أن التحق للدراسة في الجامعة بأمريكا. وقرر أن يبذل جهده لمساعدة المدمنين على التخلص من هذه الآفة القاتلة، بعدما عبر هو نفسه تجربة الإدمان المريرة، وتشافى منها، فحمل راية التطوع، من خلال انضمامه إلى مركز «عونك»، التابع لهيئة تنمية المجتمع، وانطلق في رحلته الشاقة لمساعدة المدمنين على التعافي، وتأهيل المتعافين.
عدم الوعي
لم يأت ذلك إلا بعدما دفع ثمناً باهظاً من صحته وماله وعلمه وعمله وحياته العائلية والاجتماعية، على امتداد أكثر من 27 عاماً، حيث بدأ التعاطي بسبب أصدقاء السوء الذين أغروه وجعلوه يلجأ لتعاطي المخدرات بسبب افتقاره الوعي اللازم بخطورتها عليه وعلى مستقبله.
البداية كانت عند حصوله على درجات جيدة في الثانوية العامة فأبدى رغبته لوالديه في الالتحاق بإحدى الجامعات الخارجية لاستكمال دراسته، ليتفاجأ بعالم منفتح في كل شيء، إلا أنه كان ما زال متمسكاً بمبادئه وأخلاقه التي تربى عليها، ونتيجة لالتزامه وحصوله على معدلات عالية حصل على منحة دراسية من شرطة دبي لاستكمال دراسته بإحدى الجامعات الكبرى في أمريكا. ألح عليه أصدقاؤه أن يحول دراسته في نفس مدينتهم، إلى أن استجاب وهنا بدأت رحلته إلى الإدمان دون وعي منه لينجر خلفهم، ويتطور الأمر ولا يقف عند حد التعاطي بل أصبح يتاجر بها ويوزعها بنفسه، بعد أن غاب عقله بسبب المخدرات، وفقد كل حافز لاستكمال الدراسة فتركها.
وقودي في الحياة
أصبحت المخدرات وقوده في الحياة التي لا يستطيع أن يسير خطوة من دونها، حتى شعر بعمره يجري دون فائدة وليس أمامه سوى أحد الحلول الثلاثة إما أن يقضي بجرعة زائدة، أو أن يقبع خلف قضبان السجن للأبد، أو ينتهي به الأمر أن يصبح مشرداً بلا مأوى ولا مأكل، فقرر أن يلجأ إلى مركز عونك وأن يخضع لبرنامج 12 خطوة لمساعدته على الشفاء والعودة إلى الحياة الكريمة.
أدمنت احتيال
بعد أن توفي والده أضاع ميراثه الذي يقدر بـ4 ملايين درهم على «الكيف»، وكان يحتال على الشرطة بوصفات طبية يحصل عليها بالحيلة من أطباء ومستشفيات مختلفة بعد أن يقنعهم بأنه مريض ويتألم وأن الدواء يساعده على الشفاء والمضي قدماً في الحياة.
التعليقات مغلقة.